الرئيسة \  مشاركات  \  لماذا اغتالت موسكو زهران علوش

لماذا اغتالت موسكو زهران علوش

27.12.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ترك اغتيال طائرات روسية زعيم جيش الاسلام زهران علوش  الذي يسيطر جيشه على أجزاء من غوطة دمشق يوم أمس الجمعة 25 كانون اول / ديسمبر  بعض الصدى لدى بعض السياسيين في المانيا . فقد جاءت عملية الاغتيال متزامنة مع عطلة أعياد الميلاد في أوروبا وعطلة  نهاية الاسبوع في البلاد الاسلامية وأيضا ضمن أجواء الاحفالات بذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . فالشعب السوري كان اول من صُدِم باغتيال علوش وقام العديد من اقطاب المعارضة السورية بشجب واستنكار الاغتيال حاثين الشعب السوري على الالتفاف والتضامن والسعي لتحرير سوريا من الاستعمار الفارسي والروسي وتطهير بلادهم من نظام بشار اسد . بينما وصف خبير شئون الشرق الاوسط مسئول ملف علاقات الحكومة الالمانية مع روسيا جيرنوت ايرلر عملية الاغتيال التي طالت ايضا عددا من القادة العسكريين بالخساسة  يريد الروس ونظام سوريا من وراء ذلك إجهاض جميع الجهود التي تبذل لانهاء الحرب في سوريا سلميا .
الحكومة الالمانية ومعها حكومات اوروبية اضافة الى الولايات المتحدة الامريكية تعيش في عظلة أعياد الميلاد فلذلك جاء الاغتيال وروسيا بعيدة عن العطل والاحتفالات اذ ان عطلة أعياد الميلاد تبدأ لدى طائفة الارتودوكس يوم 6 كانون ثان / يناير فهي  تعتقد تصفية علوش سيساهم بتضعضع جيش الاسلام الذي يعتبر لرئيس نظام سوريا بشار اسد الخطر الرئيسي عليه لأن التنظيم يراقب دمشق من جميع نواحيها وعلى استعداد لاقتحام دمشق واستردادها بالقوة من نظام بشار اسد . زهران علوان شارك بمؤتمر المعارضة السورية الذي قامت حكومة المملكة العربية السعودية بتنظيمه في الرياض ويحظى الرجل بقبول كبير لدى الكثير من أطياف المعارضة السورية وبالتالي من روسيا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية , فَلِمَ قتله الروس إذن ؟
لإجهاض التحالف الاسلامي الذي دعت المملكة العربية السعودية لمحاربة تنظيمات الارهاب الدولية ، فروسيا تنظر الى هذا التحالف بداية تحالف عسكري اسلامي لمواجهة الارهاب اولا ومواجهة كل من يريد النيل بالاسلام ثانيا ، ولا بد لروسيا ان تعيد ثقة الغرب بها بانها حامية  للنصرانية في اوروبا والعالم ، فقد كانت روسيا اول من أعلن الحرب على الدولة العثمانية ولا أحد يستطيع ان ينكر بأن القيصر الروسي بطرس الاكبر / 1672- 1725/ حمل راية الدفاع عن النصرانية بالتعاون مع اسرة هابسبورج ، ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال سياسته التي ينتهجها في سوريا وضد تركيا ان يُثْبِت للغرب مقدرة روسيا الدفاع عن النصرانية .
تريد موسكو من خلال تصفيتها  لزهران علوش توجيه ضربات قاسية موجعة وقاضية للجيش السوري الحر ولجميع الميليشيات الاسلامية الاخرى التي تقاتل بشار اسد وايران وروسيا ايضا وأن تظهر موسكو  التي منيت بخسائر كبيرة في الحرب ضد  الشعب  السوري بالرغم من التعتيم الاعلامي على خسائرها بالارواح والمعدات ان تظره بأن القوة الضاربة في سوريا  كما تريد  من وراء الاغتيال توجيه رسالة لاولئك الممتنعين عن بقاء بشار اسد بمنصبه بأن بقاءه ضرورة ملحة للقضاء على الارهاب اذ تعتقد موسكو بأن جيش الاسلام الخطر الاكبر على الغرب اكثر من تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية .
لقد تبين واضحا وبتأكيد من دائرة المخابرات الخارجية الالمانية ودوائر السياسة العسكرية بأن تنظيم / داعش / ما هو الا مافيا روسيا فخروج مقاتلي ذلك التنظيم من بعض أحياء دمشق مؤخرا الى الرقة تحت حماية جيش النظام السوري والقوات الروسية دليل واضح بأن روسيا تحارب الشعب السوري بأكمله وتقوم بدعم / داعش / للابقاء عليه كطابور خامس لها في منطقة الشرق الاوسط ضد تركيا والسعودية وقطر وتلك الدول التي تقف مع الشعب السوري .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين