الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا التدخل العسكري في سورية؟

لماذا التدخل العسكري في سورية؟

31.08.2013
الوطن السعودية



الجمعة 30/8/2013
ما يكتبه البعض في الصحف والمواقع الإلكترونية حول التدخل العسكري في سورية يدعو إلى الدهشة، فالبعض يدعو بكل تطرف إلى تدمير البنى التحتية وقتل أبناء هذه الطائفة أو تلك وتهجير من تبقى منهم، وغير ذلك من أعمال غير إنسانية لا يقبلها عقل ولا منطق ولا شريعة. كل هذا بلغة يغلب عليها دافع انتقامي دون التفكير بنتيجة ما يدعون إليه حتى لو كان في ذلك دمار البلد وتقسيمه.
القوة هي الحل الوحيد الرادع لنظام لبشار، لكن ما لم يستوعبه بعض المتحمسين أن للحرب قوانينها وأهدافها، وهدف هذه الحملة يجب أن يقتصر على الإطاحة بنظام الأسد أو إجباره على القبول بالحل السياسي الذي يحمي الشعب السوري من بطشه، ليعود الشعب ويبني مؤسسات دولته، ويعيد ترميم ما أحدثه النظام السابق من دمار، ولتعود سورية وطنا لكل السوريين، باختلاف مذاهبهم وطوائفهم وأعراقهم، ولينتهي فصل سفك الدماء، وتبدأ مؤسسات المجتمع المدني، ورحلة الديموقراطية الشاقة، وهي المرحلة الأكثر صعوبة في المستقبل. هذا ما يتمناه كل مخلص لسورية، أن يزول النظام، وأن يعود الشعب بكل أطيافه إلى وطنه، من أجل عودة الحياة، من أجل الأمن والغذاء والدواء والمدرسة والمسكن.
إن استخدام الكيماوي في سورية جريمة لا يقبلها أحد، ويجب معاقبة من قام بها وفقا للقوانين والشرائع الدولية، لكن هذا لا يعني أن تتعرض سورية كلها للدمار كما يتمنى بعض الحاقدين.
مهمة المفتشين الدوليين تنتهي السبت، وسيقدمون تقريرهم للأمم المتحدة حول ما توصلت إليه تحقيقاتهم. حينها يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة بكل صرامة، على ألا يمس ذلك وحدة سورية وأمن شعبها وسلامة المدنيين الأبرياء.
إذاً فإن هذا التدخل العسكري هو الضامن الوحيد لعودة الحياة إلى سورية، فمنطق القوة وجد من أجل حماية الشعوب، وتحقيق الأمن، وإرساء العدالة. تأخر كثيرا هذا التدخل، لكنه الحل الوحيد الذي اختاره النظام السوري، وهو وحده من يتحمل كل تبعاته.