الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا تأخر تسليم "كيماوي الأسد"؟

لماذا تأخر تسليم "كيماوي الأسد"؟

02.02.2014
الوطن السعودية


السبت 1/2/2014
الموعد المحدد لتدمير الترسانة الكيماوية السورية هو 30 يونيو المقبل، مما يعني وجود وقت كاف لتسليم هذه الأسلحة إذا سارت الأمور في مسار طبيعي، وفي الوقت ذاته لا يكون الوقت كافيا إذا لم تستطع دمشق تأمين هذه المواد حتى وصولها إلى ميناء اللاذقية، ومن ثم تسليمها، ولا يكون كافيا إذا لم تكن دمشق تريد ذلك، لأن مرور كل هذا الوقت دون تسليم ما يزيد على 5% يعني أن وراء الأكمة نوعا من التلكؤ والتأخير المتعمد، لتبقى هذه الأسلحة ورقة ضغط في أي وقت، ولتكون ـ ربما ـ "قشة الغريق"، أو باباً إلى "عليّ وعلى أعدائي"، في حال وصول النظام إلى الرمق الأخير.
الولايات المتحدة الأميركية استخدمت التأخير ورقة ضغط هامشية، حين أبدت مخاوفها من عدم التزام الحكومة السورية بالموعد المحدد لنقل الكيماوي السوري تمهيداً لتدميره، وتلك رسالة خفية إلى نظام الأسد، إلا أن روسيا ـ كالعادة ـ انبرت للدفاع عن النظام السوري من خلال قول رئيس إدارة الأمن ونزع السلاح في وزارة خارجيتها ميخائيل أوليانوف: إن الموعد المحدد لتدمير الترسانة الكيماوية السورية لا يزال "واقعياً تماماً"، بيد أنه اعترف بالتأخير وحاول تبريره برمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي، حين أكد أن التأخير عائد إلى وجود مسائل أمنية على الطريق المؤدي إلى ميناء اللاذقية وعدم كفاية الدعم الفني من المجتمع الدولي، ولم يكتف بالتبرير وإلقاء اللائمة على غير النظام السوري، وإنما أضاف جملة من الجمل الدفاعية التي باتت مألوفة وهي أن بلاده ترفض الاتهامات الأميركية بأن حكومة الأسد تتلكأ بشأن التخلص من أسلحتها المحرمة.
الدور الروسي المفترض في هذه الحال، هو الضغط على الحكومة السورية من أجل الإسراع بتسليم الأسلحة الفتاكة والمحرمة، لا الدفاع عنها، لكن ذلك صار ديدنا سياسيا روسيا.
ومهما يكن من أمر، فإن تلويح واشنطن بوجود التأخير، في هذا التوقيت، وقرب انتهاء جولة من مفاوضات "جنيف2"، يعني أنها تريد إيصال رسالة واضحة إلى نظام الأسد، وإلى العالم في آن واحد، ولذلك دلالات إيجابية.