الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا تتلكأ دول الغرب في دعم الثورة السورية؟

لماذا تتلكأ دول الغرب في دعم الثورة السورية؟

24.06.2013
نصوح المجالي

الرأي الاردنية
الاثنين 24/6/2013
تكاد الفرصة تفوت لايجاد حل سياسي للأزمة السورية, فاطراف النزاع منفتحون على القتال, وبخاصة النظام بعكس ما يعلنه وزير الخارجية السوري.
اما حزب الله فقد نقل الحرب الى افاق اخطر من الحرب المذهبية, انكشف فيها وجه النظام الايراني الذي يسعى بكل الوسائل بما فيها القتال والميليشيات لتصدير اهداف الثورة الايرانية لبلاد العرب وكذلك النظام السوري الذي اصبح دمية في يد نظام الملالي في طهران, وكلاهما يخشى انتهاء دوره في سوريا والمنطقة اذا ما نجحت الثورة السورية في تحدي النظام أو اجباره على قبول مبدأ التغيير.
اما روسيا فتلعب لعبة الافادة من حالة الضعف التي كرستها ادارة الرئيس اوباما تحت عنوان الانسحاب من ازمات الشرق الاوسط, وهي من جانب تستعيد مكانة دولية فقدتها روسيا في المنطقة, بعد انتكاس حلفاء الروس في العراق وليبيا ومصر, وفي الوقت ذاته ترسخ روسيا وجودها البحري في المياه الدافئة ولديها ايضاً دافع مواجهة القاعدة والتنظيمات الاسلامية التي ألحقت بروسيا خسائر فادحة في افغانستان والشيشان, فالحرب على الاسلام المتطرف تجمع الفرقاء الدوليين, والحرب المذهبية تكاد تغرق دول المنطقة وهي بالتأكيد من تبعات وتجليات السياسة الايرانية في بلاد العرب والمسلمين.
حتى الان لم تحزم دول الغرب أمرها ولم تجمع على تقديم مساعدة عسكرية عاجلة للجيش الحر, بل لم تقدم شيئاً بعد, فقوى عديدة تمارس الضغط على الرئيس اوباما وكاميرون والرئيس الفرنسي بأن لا يتعجلوا في تسليح الثورة السورية قبل انعقاد مؤتمر جنيف2 وهذا يعني اعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري ليحقق الانتصار على الثورة قبل انعقاد مؤتمر جنيف2 وعندها لا يعود هناك ضرورة لانعقاده.
الحديث عن وصول اسلحة بكميات محدودة للجيش الحر, يعكس مساعدة دول عربية للثوار وليس الدول الغربية ولانقاذ الموقف بعد التراجع الذي حصل في معركة القصير, وهذه الكميات المحدودة لن تغير من ميزان القوى, رغم انها سترفع من معنويات الثوار, فالفارق والخلل في ميزان القوة كبير ويحتاج الى دعم موصول ومستمر وتدريب قد يأخذ اشهراً في حال حدوثه.
والانتظار يعني أن هذه الحرب لا تعني الدول الممتنعة عن تقديم أي دعم حقيقي لوقفها أو تحقيق التوازن فيها وأن تدمير سوريا وإحالتها الى خراب أي انهاك الثورة والنظام معاً هو الخيار الحقيقي لهذه الدول, وهنا نشتم دور اسرائيل ونصائحها لدول الغرب والهدف شطب سوريا الدولة من الخارطة وتركها في حالة الانقسام الداخلي وازاحة ثالث قوة عربية ممثلة في الدولة السورية والارادة الشعبية السورية من طريق اسرائيل.
مصلحة اسرائيل والحقد القديم على الاسلام وعقد الغرب القديمة من حرب اهل المذهب السني التاريخية ضد الغزو الصليبي وغزو الفرنجة للمنطقة وضد الصهيونية وكذلك ما الحقته القاعدة من اساءة للمسلمين والاسلام في احداث الحادي عشر من سبتمبر, هذه العقدة المركبة تكمن وراء احتلال العراق وتغيير معادلته السياسية من الداخل, الامر الذي اطلق الصراع المذهبي في المنطقة من عقاله ووسع ساحاته وغذى نيرانه في المنطقة, وذات العقدة نلمسها في موقف الغرب اليوم من ثورة الشعب السوري, فالغرب ينتظر هندسة الثورة السورية من الداخل, لتتوافق مع مواصفات ترضاها دول الغرب لسوريا واسرائيل والمنطقة.
والمشهد داخل الثورة السورية لا يوحي بجبهة واحدة متماسكة, تعكس ارادة موحدة قادرة على تحدي النظام وتغيير خياراته, بل بساحة سورية زاخرة بالتنظيمات المتباعدة التي لا يجمعها سوى العداء للنظام.
نخشى أن تنعكس فوضى المنطقة وتعدد الاباء للثورة السورية على فرص نجاح الثورة السورية, فالموقف الوطني المتماسك الموحد في الداخل لا يقل اهمية عن السلاح لنجاح الثورة وتقريب الامال في تحقيق أهدافها.