الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  لماذا تتنافس السعودية وإيران على الدعم الباكستاني؟

لماذا تتنافس السعودية وإيران على الدعم الباكستاني؟

21.02.2016
جالف ستاتس نيوز - إنتليجنس أونلاين


ترجمة وعرض: علاء البشبيشي
المصدر : العالم بالعربية - فبراير 06, 2016
نقلا عن بروس ريدل- بروكنجز، جالف ستاتس نيوز، إنتليجنس أونلاين
لماذا تتنافس السعودية وإيران على الدعم الباكستاني؟ يجيب عن هذا التساؤل الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، بروس ريدل، الذي عمل مستشارًا أعلى لثلاثة رؤساء أمريكيين لقضايا الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وبناءً على طلب من الرئيس أوباما، ترأس إجراء استعراض مشترك بين الوكالات للسياسة تجاه أفغانستان وباكستان للبيت الأبيض، والذي اكتمل في مارس 2009.
تضغط السعودية على باكستان؛ لتقف في صفّها ضد إيران. لكن إسلام أباد مترددة في القيام بذلك؛ نظرا لما تعانيه البلاد من توترات طائفية خطيرة.
في بداية العام، زار وزيرا الخارجية والدفاع السعوديَّيْن باكستان، كلٌ على حِدَه؛ لتوضيح سياسة الرياض تجاه طهران، وقرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وضغط ولي ولي العهد، وزير الدفاع، محمد بن سلمان على باكستان لكي تشارك بنشاطٍ في التحالف العسكري الإسلامي الذي اقترح تشكيله، وهو الحلف الذي يستبعد إيران.
استجابة حذرة
من جانبها، حثت الصحافة والنخبة السياسية الباكستانية أن تلتزم البلاد الحذر في الرد على طلبات المملكة. ووصف كثيرون القيادة السعودية بأنها متهورة ويقودها الخوف. وفي العام الماضي رفضت باكستان طلب محمد بن سلمان بتوفير قوات للحرب السعودية في اليمن، فيما صَوَّت البرلمان الباكستاني بالإجماع ضد المشاركة الباكستانية في الحرب. وبصورةٍ شخصيةٍ، يعتبر كبار المسئولين الباكستانيين أن القرار السعودي بالذهاب إلى الحرب "متهور"، واصفين المعركة بأنها "مستنقع".
وحتى الآن، أصدر القادة الباكستانيين وعودَ صداقةٍ خفيفةٍ، وأعربوا عن التزامهم بالدفاع عن المملكة ضد العدوان الخارجي. وفي حين دعموا الحلف العسكري الإسلامي، إلا أنهم سيُقَيِّمون كل عملية على حدة، وفقا لحيثياتها.
ساحة منافسة
ولطالما كانت باكستان مسرحًا للمنافسة السعودية-الإيرانية لعقود. فوفقا لتقريرٍ صدر مؤخرًا، توجد 285 مدرسة دينية إسلامية في باكستان تتلقى تمويلا أجنبيًا. يتلقى ثلثها أموالا من شيعة إيران والعراق، ويحصل ثلثيها على تبرعات من المملكة العربية السعودية. وهي المدارس التي تعتبر أحيانا تربة خصبة للتطرف والتعصب الطائفي.
في ولاية البنجاب وحدها، توجد 122 مدرسة تدعمها السعودية، و25 مدرسة تحصل على تمويل إيراني. وفي حين تتركز معظم المدارس الدينية الممولة سعوديًا في في بلوشستان وبيشاور، توجد معظم المدارس الممولة إيرانيًا في منطقة جيلجيت بالتستان الشمالية. ويبدو أن الأرقام الخاصة بكراتشي غير مكتملة. ويعتبر معظم التمويل الأجنبي- وليس كله- تمويلا خاصًا.
سباق كسب العقول
هذا السباق لكسب عقول الشباب الباكستاني يُغَذِّي الفتنة الطائفية في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها السنة 80% من إجمالي المواطنين. ويريد السياسيون الباكستانيون المسؤولون كبح جماح المزيد من الاستقطاب، بينما سيؤدي انحيازهم لأيٍ من الجانبين في الحرب الباردة السعودية-الإيرانية إلى زعزعة استقرار البلاد بشكل كبير.
بدلا من ذلك، قدَّم رئيس الوزراء، نواز شريف، ضمانات خفيفة للمملكة، وحافظ على استمرار الحوار النشط مع طهران والرياض، وأعرب عن استعداده للتوسط بين الجانبين.
مخاوف انفصالية
ويعكس هذا الخلاف بين السعودية وباكستان الانقسامات داخل أروقة السلطة في إسلام أباد. فوفقا لمصادر استخباراتية عمانية، كان شريف في الأصل يدعم الهجوم العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن. لكن رئيس الاستخبارات العسكرية الفريق رضوان اختر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الجنرال راشد محمود، كانا يعارضان بشدة، وجاء قرار البرلمان في صالحهما.
ذلك أنهما يشعران أن القوات المسلحة الباكستانية لا تستطيع التورط في صراع داخل اليمن بينما تشتد الحاجة إليها داخليا، خاصة في كراتشي. ويخشى قادة الجيش الباكستاني أنهم إذا انخرطوا في حرب اليمن، أن تشتعل انتفاضة في إقليم بلوشستان المطالب بالانفصال، والقريب ثقافيا من إيران.
ضغط مخابراتيّ
وكانت مصادر استخباراتية فرنسية قد نشرت في أواخر عام 2014، عن أن المخابرات العامة السعودية تضغط على وكالة الاستخبارات الباكستانية لتصعيد عملياتها ضد إيران.
وفي هذا السياق، التقى رئيس المخابرات العامة السعودية حينئذ، الأمير خالد بن بندر، مع مدير الاستخبارات الباكستانية، رضوان أختر، يوم 12 أكتوبر 2013، بحضور الأمير مقرن بن عبد العزيز، الرئيس السابق للمخابرات السعودية.
وبموجب الاتفاق السري بين البلدين، طالب المسؤولون السعوديون الاستخبارات الباكستانية بتكثيف دعمها للمقاتلين الانفصاليين عبر الحدود في محافظة سيستان- بلوشستان.
ومن بين المجموعات المحلية التي تحظى المخابرات الباكستانية بعلاقاتٍ معها، حركتا جند الله وجيش العدل الانفصاليتان السُنّيتان. وهي المجموعات التي أظهرت عنفوانًا متجددًا مؤخرًا، وسجلت بعض النجاحات ضد الحرس الثوري الإيراني، المنتشر في المنطقة.
بدورها تسعى المملكة العربية السعودية لفك الحلقة الشيعية التي تُحكِم الخناق حولها؛ من جهة العراق وسوريا اللتين تبرز فيهما إيران حاليًا كحليف موضوعي للولايات المتحدة، وأيضًا من جهة الحوثيين الذين يخوضون حربًا في شبه جزيرة العرب.