الرئيسة \  مشاركات  \  لماذا تستهدف طهران منظمة مجاهدي خلق؟

لماذا تستهدف طهران منظمة مجاهدي خلق؟

08.09.2016
حسيب الصالحي


منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، يشهد العالم کله مواجهة و صراعا ضاريا بين منظمة مجاهدي خلق و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي رصد له هذا النظام إمکانيات ضخمة و إستثنائية لم تکتفي بالجانبين العسکري و الامني فقط وانما شمل الامر أيضا جوانبا إعلامية و فکرية و تأريخية، حيث تعرضت منظمة مجاهدي خلق و تتعرض منذ بداية الصراع و لحد الان الى هجمة شرسة لم يسبق لها من مثيل.
 
منظمة مجاهدي خلق التي لها الدور الاکبر في فضح و کشف مخططات و ألاعيب هذا النظام سواءا بحق الشعب الايراني أم شعوب المنطقة و العالم، و جعلت العالم کله على بينة کاملة من الاهداف و الغايات المشبوهة له ولذلك فقد عمل النظام على مواجهة هذه المنظمة و السعي للقضاء عليها قضاءا مبرما لکونها تشکل خطرا و تهديدا غير عاديا على مخططاته و مراميه.
 
خلال عام 2015، عرض هذا النظام، 23 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا عبر الشبكات الحكومية ودور السينما، بهدف التشهير بمنظمة مجاهدي خلق، کما أصدر المئات من الکتب و المٶلفات خلال الاعوام الماضية لنفس الغرض الى جانب إقامة معارض عدة من الصور والأفلام في مختلف المدن الإيرانية، وکل ذلك من أجل الحد من دور و تأثير هذه المنظمة على الشعب الايراني عموما ولاسيما الاجيال الناشئة منه و التي صارت تنتمي للمنظمة زرافات على الرغم من کل تلك المحاولات القمعية و التضليلية.
 
بعد کل هذه الاعوام الطويلة من محاربة هذا النظام للمنظمة و بعد کل تلك الجهود و الامکانيات غير المحدودة التي تم رصدها بهذا الخصوص، فإن منظمة مجاهدي خلق ليس لم تستسلم أو تستکين لحملات النظام وانما بادرت أيضا برد الصاع صاعين للنظام و حققت إنتصارات سياسية مشهودة نظير الخروج من قائمة الارهاب و کسر جدار العزلة المفروضة عليها و الانطلاق عربيا و إسلاميا و عالميا، وإن حالة التخبط و الفوضى التي باتت تعم الاوساط الحاکمة في طهران بعد نشر الملف الصوتي الخاص بالمنتظري و الذي يثبت ضلوع هذا النظام بإرتکاب مجزرة صيف عام 1988 بحق 30 ألفا من السجناء السياسيين من منظمة مجاهدي خلق، هي في حد ذاتها إعتراف واضح و جلي من جانب النظام بدور و تأثير هذه المنظمة.
الإستهداف المستمر لمنظمة مجاهدي خلق من جانب السلطات الايرانية و جعلها الهدف الاهم لها، هو تأکيد على إن هذه المنظمة کانت ولاتزال القوة و الطرف المعارض الاهم الذي يقف بوجه النظام و تعمل على إسقاطه.