الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا لا يزال داعش صامدا؟

لماذا لا يزال داعش صامدا؟

27.12.2014
الوطن السعودية



الخميس 25-12-2014
يبقى سر تمدد "داعش" وسيطرته على بعض المناطق في سورية والعراق بمنزلة لغز حير معظم المتابعين.
إذ كيف تسنى لهذا التنظيم السيطرة على بلدات سورية وعراقية، بعد أن هجّر أهلها، وسحق كل مقاومة شعبية له، وبعد أن انتصر على معظم الميليشيات والجيوش النظامية التي واجهته على الأرض؟
ما الذي جعل القوى العظمى ودول الإقليم المؤثرة تسعى جاهدة لبناء تحالف دولي ضد هذا التنظيم؟ هل يمكن أن يتعدى خطره العراق وسورية؟ ثم لماذا  حتى الآن  لا يزال هذا التنظيم  تحديدا  متماسكا وصامدا إن صح التعبير؟
أسر تنظيم "داعش" بالأمس طيارا أردنيا من قوات التحالف الدولي أثناء مهمة له فوق الأجواء السورية، وذلك بعد أن تمكن التنظيم من إسقاط طائرة من نوع "إف 16" قرب مدينة الرقة في سورية. ولنا أن نتأكد أن إسقاط مقاتلة من هذا النوع تصعب في معظم الأحيان على بعض الجيوش النظامية، فكيف بهذا التنظيم الهمجي؟
إذًا ف"داعش"، ومن دون أدنى شك، يمتلك أسلحة وذخائر عسكرية ربما استولى عليها بعد الفوضى التي اجتاحت سورية، فقد أعلن التنظيم أنه استخدم صاروخا حراريا لإسقاط الطائرة.
وهنا يتركز خطر "داعش"، فإضافة إلى "الإرهاب" أقوى أسلحة التنظيم، فقد استولى على عدد من القواعد العسكرية السورية، من بينها قاعدة جوية، وبالتأكيد فإنه قد تمكن من تدريب عناصره وإعدادهم جيدا، ونضيف إلى عنصري الإرهاب والسلاح عنصرا ثالثا لا يقل خطرا عنهما، وهو ثقافة هذا التنظيم، العسكرية التابعة من تلك الحماسة والاندفاع والانتحار، إن اقتضى الأمر، في سبيل تحقيق التنظيم أهدافه على الأرض.
البعض يرى أن الحكومات ووسائل الإعلام قد صنعت "بروباجندا" حول هذا التنظيم، لأهداف سياسية، وأن خطره ليس كما يروج له الإعلام، لكننا لا نشك أبدا في أن خطر "داعش" أكبر مما يتصور هؤلاء. والسبب أن هذا التنظيم يمثل كل ثقافات العنف والتسلط والإقصاء والغلو التي تربى عليها الإنسان المسلم  مع الأسف الشديد  في كل الأقطار العربية والإسلامية، هذه الثقافة باتت واقعا مؤلما الآن، والعرب والمسلمون هم من يدفعون ثمن أخطائهم، كما جرت العادة، والوسائل الحربية والعسكرية ضرورة حتمية للقضاء على هذا التنظيم عسكريا وسياسيا، لكنها لا تكفي لاجتثاث ثقافته التي تأسست على التطرف والانغلاق.