الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا لا يساعد الغرب سوريا؟

لماذا لا يساعد الغرب سوريا؟

25.03.2014
مازن حماد


الوطن القطرية
الاثنين 24/3/2014
يشكل امتناع الغرب عن تقديم مساعدات إنسانية لضحايا الحرب السورية الذين يقدرون بالملايين، فضيحة من الدرجة الأولى، ولإثبات هذه الحقيقة المؤلمة، قارنت صحيفة أميركية بين عشرين مليون دولار جمعتها هيئة إغاثة دولية من مواطنين عاديين لضحايا زلزال هايتي عام "2010"، وبين مليوني دولار فقط جمعتها تلك الهيئة لمساعدة السوريين على مدى ثلاث سنوات من الحرب.
ولم تكن هذه هي المقارنة الوحيدة، إذ جمعت منظمة خيرية أخرى مليوناً ونصف المليون دولار لسوريا مقابل ستة عشر مليوناً جمعتها لضحايا إعصار في الفلبين.
وتسهم تلك الحقائق التي تثبت عدم التعاطف الغربي مع ضحايا الحرب السورية، في إحباط متزايد لدى منظمات الإغاثة الدولية والعاملين فيها، وكذلك لدى السوريين أنفسهم، حيث يتساءل الجميع عن الأسباب التي تدفع إلى مثل هذه الاستجابة الضعيفة رغم هول وضخامة الخسائر وهجرة ملايين السوريين إلى دول الجوار وإلى الداخل السوري ذاته.
ويقول خبراء الإغاثة إن الصراع في سوريا يتسم بالتعقيد والاستعصاء وبالوحشية والكارثية إلى درجة أن العقل البشري يعجز عن تفهم حقيقة ما يجري. وكما يقول رئيس وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "انطونيو غوتيرس"، فإن النظرة العامة التي تعتبر جميع المتحاربين في سوريا أشراراً، من شأنها تحويل المواطنين السوريين إلى ضحايا للصراع وكذلك للنظرة المذكورة.
وتقول صحيفة "الهيرالد تريبيون" إن سلسلة من اللاعبين الدوليين حولت الحرب السورية إلى حرب بالوكالة أجبرت تسعة ملايين سوري على الفرار من منازلهم.
ويشير خبراء إلى أن الإنهاك العام والإرهاق الاقتصادي والخوف الأميركي والأوروبي من الإسلام المسلح هي أسباب جوهرية أدت إلى امتناع المواطنين في الغرب عن التبرع لضحايا الحرب السورية.
ومما يضاعف من الأزمة أن قدراً قليلاً من المبالغ التي تتعهد الحكومات بتقديمها للسوريين، يتم دفعه بالفعل مما يصعّب عملية بناء حالة التعاطف في نفوس الغربيين تجاه التشرد والمجاعات والفقر التي يعاني منها نصف السوريين بسبب الحرب.