الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا لا ينسحب الإئتلاف السوري؟

لماذا لا ينسحب الإئتلاف السوري؟

19.04.2014
الطاهر إبراهيم


القدس العربي
الجمعة 18/4/2014
بعد كل انتخاب يجريه الائتلاف السوري، فإن من لم يحالفه الحظ أو لم يملك كفاية من الأنصار، يخفض من أسهم رئيس الائتلاف أحمد الجربا.
فيزعم أن المنبر الديمقراطي الذي يملك أكبر كتلة في الائتلاف وينتمي الجربا له، وراء جمود الائتلاف وفشله في حراكه على الساحة.كأنهم يردون للمنبر الديمقراطي اتهامه لغيره قبل أن يصبح الجربا رئيسا، حيث زعموا أن الإسلام السياسي كان يسيطر على الائتلاف وجاء المنبر ليحرك الوضع الساكن، فبقي الساكن على سكونه. والحقيقة فلا الائتلاف فعل شيئا قبل الجربا، ولا فعل شيئا مع الجربا، لماذا؟
لأن من كان وراء تشكيل الائتلاف ابتداء أراده أن يكون جسدا لا روح فيه، مع الجربا وبدونه. وحتى لو ذهب الجربا الآن وجاء رئيس آخر غيره فلن يغير من الأمر شيئا.
فالأمر يحتاج إلى كيان يعمل على الأرض داخل سوريا. يعايش المشاكل ومتطلبات حلها يوما بيوم وأسبوعا بعد آخر، ويبقى على احتكاك بالمقاتلين على أرض القتال. أما أن تدار الأمور بالريموت كونترول من وراء الحدود، فإن ذلك لا يجدي شيئا.
الناطقون باسم الائتلاف وما أكثرهم، يردون فيقولون: إن الأمر يحتاج لمخاطبة الدول المانحة، الصديقة والشقيقة، ولا بد من خطاب مندوبي تلك الدول من وراء الحدود.
جرب السوريون هذا الأسلوب من قبل مع المجلس الوطني ومن بعده مع الائتلاف على مدى سنتين ونصف، فلم يصل للخائفين الجائعين من السوريين إلا القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
الائتلاف اليوم ليس لديه أرض يقف عليها داخل سوريا. والجيش الحر الذي يدين له بالطاعة عبارة عن هيكل ليس لديه مقاتلون على الأرض.
فيوم أن كان اللواء سليم ادريس رئيسا لهيئة الأركان هوجمت مستودعاته فلم يفعل شيئا الدفاع عنها. وأحمد الجربا ينشر يوتيوب يقول فيه أنه زار الساحل الذي يدور فيه قتال عنيف وظهر له صور أثناء الزيارة.
وحين سألت مذيعة قناة الجزيرة ‘خديجة بن قنة’ العقيد المسؤول عن القطاع الأوسط في جبهة ‘كسب’ عما إذا تمت الزيارة بالتنسيق معهم؟ فقال: لم نر أحمد الجربا ولم ينسق معنا. فأي أرض زار الجربا؟
ولا تنتهي عجائب الائتلاف عند انتخابات الهيئة التأسيسية، حتى نسمع بالحكومة المؤقتة حيث كانت في عهدة ‘غسان هيتو’، الذي لا يعرف أحد لمَ أقيل من منصبه قبل أن يعرض وزراءه على الائتلاف واستبدل به أحمد طعمة. عندما شكل هذا حكومته العتيدة لم يمنح الائتلاف الثقة لثلاثة من وزرائه. وفي لقائه الأخير منح الائتلاف الثقة لوزيرين واستثنى وزير الداخلية. فأي خطورة يشكلها وزير الداخلية حتى يحجب أعضاء الائتلاف عنه التأييد، وهو لا يملك أرضا يقف عليها؟ كل هذا يمكن أن ندرجه في خانة الطبيعي، إذ الحكومة يتبدل وزراؤها ويتغيرون.
لكن ما هو غير طبيعي أن هذه الحكومة ما زالت تمارس نشاطها من اسطنبول، وفي أحسن حالاتها من على خط الحدود مع تركيا. إذ لا تستطيع أن تبني مركزا لها في تركيا، ولا تستطيع أن تبني مكاتبها في الأراضي السورية المحررة، حيث الولاية للفصائل المقاتلة التي لا تعترف بالائتلاف ولا بحكومته. وننقل هنا فيما يلي حوارا أجرته القدس العربي يظهر لنا الصعوبات التي تعترض حكومة أحمد طعمة:
(ففي حوار في اسطنبول أكد الدكتور الياس وردة وزير الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة أن مسلحي المعارضة السورية والعشائر يسيطرون على كل نفط سوريا وقرابة 50 من الغاز، مشيراً إلى أن الحكومة المؤقتة لا تسيطر حتى على بئر واحد منها.
هذا الحوار لا يحتاج إلى تعليق. فقط نقول للوزير وردة، أنه من الطبيعي أن يستولي المقاتلون على آبار النفط، فهم الذي أخرجوا جيش النظام منها، وهم بحاجة إلى عائداته أكثر من حاجة الائتلاف الذي لديه مانحون وميزانية، وهؤلاء المانحون وضعوا أكثر فصائل المقاتلين على قائمة الإرهاب، وبالتالي فإن الائتلاف لا يستطيع منحهم، إن أراد، من الأموال التي لديه.