الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا لم تتفق موسكو وواشنطن على حل الأزمة السورية سلمياً ؟

لماذا لم تتفق موسكو وواشنطن على حل الأزمة السورية سلمياً ؟

16.10.2016
د. جورج طريف


الرأي الاردنية
السبت 15/10/2016
شهدت الاأسابيع القليلة الماضية تراشقا في الاتهامات بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي على لسان وزيري خارجية البلدين أو المتحدثين باسمائهم أدت الى ايقاف واشنطن التعاون مع روسيا بشأن الهدنة في سوريا معللة ذلك بتراجع روسيا عن تنفيذ التزاماتها في حين رفضت روسيا هذا الأتهام ووجهت اتهاما آخر لواشنطن بقولها انها لم تتمكن من التفريق بين المعارضة المعتدلة والارهابين في سوريا وهو مطلب طالما طالبت به موسكو.
وقد فشل مشروع القرار الروسي الخاص بحلب في الحصول على الأصوات الكافية أثناء التصويت عليه بمجلس الأمن الدولي، بينما أبطلت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو ) المشروع الفرنسي ، ومع فشل مجلس الأمن في التوصل الى اتفاق بشأن وقف لاطلاق النار في سوريا تمهيدا لايصال المساعدات الانسانية الغذائية والدوائية لمئات الالاف من المحاصرين في المدن والبلدات السورية يبرز السؤال الكبير الذي يطرح نفسه وهو ما هي الاسباب الحقيقية وراء عدم توصل الدول الكبرى في العالم وفي مقدمتها روسيا وامريكا لأتفاق بشأن الأزمة السورية.......؟؟
وللاجابة على مثل هذا التساؤل لا بد من القول أن الرئيس الأميركي باراك حاول قبل نهاية فترته الرئاسية أن يظهر أمام العالم أنه راغب بايجاد حل سلمي للازمة السورية عن طريق الاتفاق مع موسكو الا أن هذا الأمر فشل فشلا ذريعا حتى تم ايقاف التعاون مع موسكو ما دعا الاداراة الأميركية الى الاعلان عن خيارات أخرى ديبلوماسية واقتصادية وعسكرية لم نرى منها شيئا حتى الآن مما يدل على ان تلك الادارة تلعب على الوقت من خلال هذه الخيارات- مع وقف التنفيذ–حتى تسلم الأزمة السورية للادارة الجديدة ، علما أن استمرار النزاع في سوريا يجلب المنافع لأمريكا مثلما يجلب المشاكل خصوصا مع مشاركة روسيا في هذا الصراع ، هذا عدا عن مواقف الصقور والحمائم في ادارة أوباما تجاه النزاع السوري بشكل عام التي تربك الادارة الاميركية في اتخاذ قرارات صعبة تجاه النزاع.
أما المسألة الأخرى المهمة التي تجعل الولايات المتحدة تتحجج في اجراء المفاوضات مع روسيا تارة ورفضها تارة أخرى هي تباين المواقف الأقليمية في المنطقة تجاه المسألة السورية مثل موقف تركيا وعلاقتها الجديدة مع روسيا خصوصا فيما يتعلق بالمسألة الكردية ومسألة احتفاظ تركيا بشريط حدودي شمال سوريا يمنع توجه الأكراد الى الغرب من نهر الفرات وموقف واشنطن الرافض لذلك.
نحن نعلم أن النزاع السوري مسألة معقدة وتحتاج الى كثير من الوقت لحلها نظرا للتداخلات الدولية والاقليمية تجاهها الا أن ذلك يجب الا يكون مهمة مستحيلة أمام دول كبرى كالولايات المتحدة وروسيا التي تضع مصالحها فوق كل اعتبار حتى ولو كلف ذلك مقتل وجرح وتهجير وتشريد ملايين البشر.