الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا لم يستهدف تنظيم داعش إيران؟

لماذا لم يستهدف تنظيم داعش إيران؟

14.07.2015
اليوم السعودية



كلمة اليوم
الاثنين 13/7/2015
بالامس القريب قال وزير خارجية المملكة الراحل الامير سعود الفيصل، إننا لسنا دعاة حرب ولكن اذا ما قرعت طبولها فنحن لها، وفي كل الاحداث والخطوب التي مرت بها المنطقة العربية والاقليمية، يعلم الجميع بلا استثناء قوة المملكة ومجالات تأثيرها السياسي والأمني، ويعلمون بأنها اذا قالت فعلت، وقبل ذلك قال الامير الفيصل موجها كلامه الى رئيس الوزراء العراقي آنذاك ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ناصحا اياه الا يعارض السعودية، لان من يعارض السعودية سيدفع الثمن غاليا.
وفي يوم وفاة الفيصل ومن عمان التي ألقت القبض على مواطن عراقي يحمل الجنسية النرويجية ويعمل لصالح الاستخبارات الايرانية، ألقت عليه وهو يخطط للقيام بعدة تفجيرات في الاردن، والتي سيتم إلصاقها بداعش، كان وزير الخارجية عادل الجبير في عمان، في زيارة تؤكد وقوف المملكة الى جانب الاردن، ودعم أمنه واستقراره، حيث أكد الجبير أن الجدير بالاهتمام هو ان تنظيم داعش الارهابي ارتكب جرائمه ضد كل العرب، الا انه لم يهاجم إيران، وأضاف الجبير: إن المملكة تتصدى لأعمال المشاغبة الإيرانية في المنطقة، وان التحركات السعودية ساعدت في تقليص تدخل إيران ونفوذها الإقليمي في اليمن ودول أخرى.
السياسة الخارجية السعودية واضحة، ولا مجال لاحد الانتقاص من مكانة المملكة، او تشويه صورتها كمرجعية للعالم الاسلامي، ودولة إقليمية قائدة، ومع ذلك وعندما جاء الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن لتسويق مشروع تحالف إقليمي عسكري ضد إيران، صرح الأمير سعود الفيصل آنذاك بأن ليس بيننا وإيران ما يستدعي دعم مشروع عمل عسكري ضدها، وقال: لسنا الكتف التي تطلق من عليه النيران على إيران، لكن على ايران ان رغبت بعلاقات تعاون ايجابية ان تجيب عن الاسئلة السعودية والخليجية والعربية اولا، وألا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واللافت للانتباه ان هذه التأكيدات والتي توضح تماسك موقف المملكة ووضوحه حيال ايران، هو ما أكد عليه ايضا وزير الخارجية عادل الجبير مؤخرا في عمان، عندما أكد أن السعودية سعت لإقامة علاقات طيبة مع طهران، لكن معظم الأعمال العدوانية التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة كانت من جانب إيران.
المملكة ظلت على الدوام قوة داعمة ومساندة للتعاون والخير، ولم تكن ابدا قوة داعمة للفوضى، وعدم الاستقرار، ولعل الاحداث ستثبت أن الرياض ظلت أمينة لمكانتها ودورها الاسلامي والعربي ومدافعة عن قضايا الامة بقوة لا تلين، وأن هذه المكانة لم تحظ باحترام البعض ممن تبنى سياسات شد الاطراف وإدامة التوتر والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والمجتمعات، ويعيش ازدواجية مرضية قاتلة، جعلته يبدد ثروات بلاده وأمته على مغامرات خارجية خاسرة.
إيران التي عملت المستحيل لاستجداء الحل الدولي لملفها النووي، والتي تظهر حالها بأنها مسترجلة وأنها تفرض سياساتها على الغرب، كانت أكثر حرصا على الخروج من الازمة ومن النفق بعد ما سلمت ما بحوزتها لوكالة الطاقة الدولية، والمفتشين الدوليين، ورضيت برفع تدريجي للحصار الاقتصادي، وكنا نتوقع أن ايران التي عاشت طيلة ستة وثلاثين عاما على صناعة العدو الخارجي، واستدعاء العدو الخارجي، وبعدما انتهت من مسرحية الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر، عادت طهران اليوم لشيطنة داعش وفي ذات الوقت العمل سرا على تمكينها ودعمها، بهدف ابقاء المواطن الايراني مشغولا بتعبئة خارجية دائمة كيلا يلتفت الى الداخل، وفي الداخل مكمن الخوف.
من يرغب بمعرفة حقيقة السياسة الايرانية وكيفية خديعتها للشعب الايراني المسكين، يتوقف امام دعوة علي خامئني قبل يومين الشباب الإيراني للجهوزية والاستعداد لمواصلة التصدي للاستكبار العالمي، معتبرا أن أمريكا تجسد الغطرسة العالمية بصورة حقيقية، في وقت لم يكن أمام طهران الا توقيع الاتفاق بكامل ملاحقه العلنية والسرية.
إننا اذ نتوقع وهذا ما يؤكده الخبراء وتقارير الاستخبارات العالمية أن التدخل الايراني في المنطقة وصل ذروته، ولم يعد امامه الا الارتداد الداخلي، حيث ينقسم المجتمع الايراني اليوم قسمة متناقضة بين طامحين للسلطة وطامحين للخلاص من جور التعبئة التي افقدت ايران روحها ومكانتها وجعلتها دوله صانعة وداعمة للارهاب والتطرف والطائفية، عندها ستدرك ايران متأخرة بان مشاريعها واحلامها ستتحطم دائما على أرض العرب.