الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا هـذا الصمت العربي؟!

لماذا هـذا الصمت العربي؟!

29.05.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 29/5/2013
ما يحصل الآن أن هناك اجتياحاً إيرانياً شاملاً لسوريا بمساندة معلنة وواضحة من روسيا فحزب الله بات يحتل طرطوس وبات يقاتل في غوطة دمشق الشرقية بالإضافة إلى عملياته المتواصلة في مدينة القصير وفي منطقة حمص والحرس الثوري الإيراني ، وليس فيلق القدس فقط، أخذ مكان جيش بشار الأسد في القتال والتخطيط وإدارة العمليات وتقدر أعداد هؤلاء بأكثر من سبعين ألفاً وربما أن هذا العدد سيتضاعف إذا بقيت الأمور تسير على هذا النحو بدون أن يتحرك العرب «المعنيون» ويدركوا أنَّ رؤوسهم هي المطلوبة وأنَّ الهدف هو القضاء على باقي ما تبقى من نفسٍ في الأمة العربية.
لا يجوز أنْ تبقى هذه الأمة صامتة ومستسلمة بينما بات سكين الجلاد الإيراني يبرق عند عنقها فما تتعرض له سوريا تجاوز كل الحدود والزحف الطائفي على ما يعتبر «قلب العروبة النابض» إن لم يجرِ التصدي له ليس بـ»البطانيات» و»المعلبات» إلى مئات الألوف من اللاجئين السوريين الذين أُخرجوا من ديارهم وفقاً لمخطط مذهبي ، تدعمه روسيا بصواريخها وذخائرها وأسلحتها وبدبلوماسيتها الظالمة التي يقودها سيرغي لافروف، هدفه الإخلال بالتوازن «الديموغرافي» في هذه الدولة العربية لإنشاء ما كان هدفاً قديماً وهو ربط إيران المذهبية عبر العراق وعبر سوريا بشواطئ البحر الأبيض المتوسط من أقصى نقطة الجنوب اللبناني وحتى لواء الإسكندرون في الشمال.
إنَّ المسألة ليست مجرد صراع داخلي بين معارضة غدت مسلحة رغم أنفها ونظام ديكتاتوري استبدادي كان شعاره ولا يزال :»الأسد للأبد» إنها أكبر من هذا كثيراً وإلا ما معنى أن تُفتح الحدود العراقية عبر كل نقاطها مع الحدود السورية بدون استثناء للأسلحة المتدفقة من إيران ومن العراق أيضاً وإلاَّ ما معنى أن تقوم روسيا بكل هذا الذي تقوم به وإلاَّ ما معنى أن يدخل حزب الله الإيراني المعركة بكل قضه وقضيضه ويعلن زعيمه حسن نصر الله أنه سينتصر في هذه المعركة..كما انتصرت في المعركة القديمة؟!
ثم ما معنى أن يُرسل الحرس الثوري الإيراني وعبر الأراضي والأجواء العراقية ويأخذ معه إلى ساحة المعركة المذهبية ،التي يخضوها بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي لم يعد شعبه ولا يجوز أن يبقى شعبه، «ميليشيات» التنظيمات الطائفية المحشوة رؤوس قادتها بكل التاريخ وأحقاده وأمراضه..؟!
الآن تُذبح العروبة في سوريا من الوريد إلى الوريد ويذبح الإسلام الوسطي المعتدل بسكاكين المذهبين وبالجيل الجديد من ذلك الخنجر الذي طعن «الحشاشون» به خاصرة صلاح الدين الأيوبي.. ويقيناً أنه إذا كتب لهذه المؤامرة النجاح فإن لغتنا العربية لغة القرآن الكريم سوف تُستبدل باللغة الفارسية وأنَّ كوفيات العرب سوف تستبدل بهذه العمامات الغريبة التي إجتاحت العراق وإجتاحت ضاحية بيروت الجنوبية والتي تتهيأ لإجتياح سوريا.
إنه على بعض «عربنا» والمقصود الأنظمة وليس الشعوب أن يدركوا أن التحديات أكبر كثيراً من تنصيب الإخوان المسلمين السورييـن قيادةً للثورة السورية وأنه بدل كل هذا الذي يجري في إسطنبول من مماحكات وألاعيب يجب تكتيل الجهود ، جهود أبناء الشعب السوري أولاً والجهود العربية ثانياً، لمواجهـة هذا الزحف المذهبي الذي إنْ هو فَرَدَ عمامته على دمشق فإن واقع كل هذه المنطقـة سيتغير وأنه ستكون هناك حقبة مريضة كتلك الحقبة التي سيطر فيها الصفويون على بغداد.