الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا يحضر وفد الأسد "جنيف 2"؟

لماذا يحضر وفد الأسد "جنيف 2"؟

30.11.2013
الوطن السعودية


الخميس 28-11-2013
التساؤل الذي بدأ المعلقون والمحللون في طرحه بعد إعلان الخارجية السورية مشاركتها الرسمية في مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد أواخر يناير المقبل؛ هو: لماذا يحضر "وفد الأسد" للمؤتمر طالما أنه أعلن صراحة عدم بحث مسألة نقل السلطة خلال الاجتماعات المرتقبة؟ هل الغاية هي عقد المؤتمر فقط والمشاركة الشرفية؟ أم الخروج بحلول جادة مبنية على مقررات النسخة الأولى والتي تنص صراحة على مرحلة انتقالية لا يكون للنظام أي دور فيها؟
الواضح أن النظام السوري ـ وكعادته منذ أكثر من عامين ونيف ـ دائما ما يسعى لوضع العصا في دولاب الحل في كل المساعي الرامية إلى إنهاء الأزمة الأكثر دموية في التاريخ الحديث، فليس ابتداء من البروتوكول الخاص بالمراقبين العرب، ولا انتهاء برفض تمثيل بعض الدول في الوفود الأممية اللاحقة لهذا الإجراء.
البيان الذي صدر عن خارجية نظام الأسد، لا يمكن أن يكون مبنيا على حسن النوايا، وتحديدا لغة الخطاب المستخدمة فيه، التي تظهر معاني الاستعلاء والاستعداء الواضحة لدول مهمة في العالم والمنطقة العربية، واعتباره مسألة "نقل السلطة" عبارة عن حلم لا يمكن أن يتحقق.
إعلان دمشق مشاركتها الرسمية، وفقا للشروط التي ضمنتها بيان خارجيتها، وأهمها عدم مناقشة شرط رحيل الأسد، أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه نسف واضح لمقررات مؤتمر "جنيف1" الذي ينبغي أن يكون قاعدة للاجتماع المرتقب في نسخته الثانية. واضح أن النظام السوري سيقدم إلى الاجتماع برؤية أنه الاجتماع الأول وليس الثاني.
وبعيدا عن المماحكات السياسية الممجوجة، والألاعيب المفضوحة لنظام الأسد، عبر 32 شهرا مضت، من المناسب التأكيد على أن الأهم من الاجتماع نفسه هو ضمانات تطبيق ما يمكن أن يسفر عنه من نتائج.
دون الخوض في حالة عدم التفاؤل التي تسود تفاصيل المشهد، على المجتمع الدولي أن يأخذ مخاوف المماطلة والتسويف من قبل نظام الأسد على محمل الجد، فانعقاد "جنيف 2" دون وجود أرضية تضمن إنهاء الأزمة السورية بكافة تفاصيلها، أو وجود ضمانات للتطبيق، يعني استمرار نزيف دماء سوريين أحرار لم تسعفهم آلة القتل والدمار لمشاهدة حلم دولة مدنية تعددية لا تعرف حكم الرجل أو الحزب الديكتاتوري الواحد.