الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لم تخب جذوة الثورة .... والأسد سيسقط

لم تخب جذوة الثورة .... والأسد سيسقط

22.07.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 22/7/2013
لم تخب جذوة الثورة السورية كما يدعي البعض خصوصا بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت من بريطانيا وفرنسا أنهما لن يسلحا المعارضة السورية بحجة أن السلاح سيقع بأيدي المتشددين الإسلاميين مما يخيفهم والدول الأوروبية الغربية كلها وعلى رأسها أمريكا. طبعا لقد بات الداني والقاصي يدرك أن هؤلاء مخادعون يشترون الوقت منذ اندلاع الثورة للتمكن من جريان عداد الموت من قبل اللانظام السوري الذي تدعمه بقوة ربيبتهم إسرائيل وتصر دوما عليهم لإيقاف الهجوم ضده وتشتغل روسيا وإيران وحزب الله وعراق المالكي معهم في هذه السكة دون كلل ولا ملل من أجل مصالحهم المعروفة ويبقى الأسد المنفذ الحقيقي لها ويصيب عين الخطأ من يتوهم أنه يمكن أن يبقى صامدا ولو بمعونتهم إلى ما لانهاية فالسقوط بالنسبة له حتمي أمام إصرار هذا الشعب البطل الذي لم يتطرق إليه اليأس رغم فداحة المصيبات المرة بل إنه يتقاسم بكل ألم وصبر واصطبار همومه وابتلاءه من قتل وحرق وسجن وتدمير وتشريد واعتداء صارخ على الأطفال والنساء والشيوخ وقد رأينا بأنفسنا في رمضان هذا كيف يتم ذاك التقاسم والتراحم والتواد والتعاطف بإرادة فولاذية لا تعرف المستحيل لدى الثوار ولدى الجماهير البائسة. وإن الذي يعينهم على ذلك هو شعورهم حقيقة أنهم قطعوا نياط الأسد وعصابته وقصموا ظهورهم ولم تبق إلا قلوب ضعيف فإن تسافر وتتجول داخل مئات البلدات والقرى دون أن ترى حاجزا واحدا لما يسمى بالجيش النظامي والشبيحة لهو أكبر دليل على أخذ زمام المبادرة والمبادأة. وأما أن يحدث انحسار للجيش الحر في مكان ما ووقت ما فهذا أمر طبيعي إذ الحرب كر وفر ومرة تدين ومرة تدان بل كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعسكر الشرك والردة والنفاق سجال. ولم تتم الهزيمة لهم بالمعنى الإسلامي ولا بالمصطلح العسكري الاستراتيجي أما من حيث الخطاب الإسلامي فإننا نرى أنه يؤكد أن لا هزيمة لفريق المسلمين إلا بعد أن ينتقلوا من هدايتهم إلى ضلالة أعدائهم فلما لم يتم ذلك فالكرة بعد الفرة هي المعتبرة وأما من حيث المصطلح فكم رأينا في التاريخ وأيامنا هذه ضمن حلبة الثورة السيطرة لللانظام على موقع الزمن ثم لا تلبث المعادلة أن تنقلب ولو بعد أشهر عليه كما حدث في بابا عمرو بحمص إذا استرده الثوار وكذلك غيره من المواقع على امتداد الجغرافية السورية خصوصا في ريف دمشق وحلب وغيرهما ولكن الأكثر والذي يمثل ظاهرة لا يمكن إنكارها هو أن العصابة الأسدية هي التي تتراجع ولا تتقدم وتعجز رغم كل العتاد النوعي والدعم الدولي والاعتماد على ركائز إسرائيل وروسيا وإيران وإلا فما الذي يفسر استعانتها بما يسمى حزب الله الذي أخذ على نفسه العهد بالدفاع عنها باسم المقاومة المزعومة مرة وباسم الدفاع عن المزارات والمقامات والضرائح الشيعية مرة أخرى وها هو اليوم يقاتل في ريف دمشق وحلب وحمص بعد القصير فما الذي فيها من المزارات والمقامات ليس ثمة تفسير إلا الإعانة على انتهاج سياسة الأرض المحروقة فيها وتطهير مدينة ابن الوليد من السنة وتهجير أهلها بعد حصارهم وقتل الأغلبية بإبادة شنيعة لعوائل كاملة ولا يزال المسلسل الدموي متواصلا على مرأى من المجتمع الدولي المتآمر المؤتمر بتوجيهات اليهود الذين يتشاركون مع الروافض في أوجه تشابه كثيرة عدها الإمام أبو حامد الغزالي في فضائح الباطنية وعبد القادر الجيلاني في الغنية واعتبراها أفظع مما يرتكبه اليهود وهذا هو الذي يحدث تماما اليوم ولم ينبها علماء السلف إلا كي نحذر هؤلاء ونستعد لهم ونرى وللأسف أن البلاد العربية بل من أكبرها من تسير في اتجاه السكوت السلبي ولا تعين حمص وأهلها بما يفرج عنهم لا بدافع نخوة الجاهلية ولا بدافع رحمة الإسلام وحتى في شهر الصيام والقيام وإننا لن نعجب من هذا فقد ذكر أمير البيان شكيب إرسلان كيف أن مائة مشروع كان وراء إسقاط الخلافة الإسلامية التي نعاها أمير الشعراء شوقي وكان من بينها المشروع الطائع الخاضع للمشروع الإنجليزي أعني المشروع العربي الذي انقلب عليه سيده بعد ذلك مثل ما ضحك أرباب الثورة الروسية على المسلمين في حربهم ضد القياصرة حيث ساعدوهم ثم انقلبوا عليهم فما أشبه الليلة بالبارحة وإن المسلمين في العالم خصوصا حكامهم ليسوا بأقل إثما وجرما حيث إنهم بتقاعسهم بل وبتآمر بعضهم وتبعيتهم إلى الحكم والمال السياسي يسهمون بقوة في ذبح أهلنا في حمص وسورية عموما. لكن الذي ينبغي أن يشار إليه أن ثوارنا وأهلنا في الداخل السوري على نفسية ومعنوية عالية جدا لا يفكرون بمثل ما يدور في خلد من هم في الخارج ويهزمون بالرعب من حبال الناس مسيرة أشهر وسنين ولذلك فإن التصور بين الموقعين مختلف جدا وما على الموقع الخارجي حتى يطمئن ويسكن ولو إلا حد مقبول إلا أن يمد الداخل بالمال والسلاح والغذاء والكساء والدواء والخبرة والخبراء والعلماء والمرشدين والدعاة الذين يسيرون بالثورة على جهاد مستبصر لا فوضوي وهنا أشير إلى أنه قد تحدث أخطاء متعددة قليل منها جسيم وهذا شأن البشر بل إن عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم منها حتى الكبائر مثل السرقة والغلول والزنى... وإن كانت بنسب ضئيلة فكذا هنا ولكن المهم أن الظاهرة الغالبة الواضحة هي السبيل المسلوكة من جهاد واستشهاد واصطبار ونفس طويل وتعاون وتشاور حتى يحكم الله برغم مخاطر هذا الهلولوكوست الجهنمي الكريه ليس من الجزار بشار فحسب إذ ما هو إلا أداة ولكن من المجتمع الدولي بأسره وعليه: فإننا نبشر الخائفين المشفقين إخلاصا على الثورة أن لا عودة عنها أبداً مهما قست الظروف وإن شعبنا الأبي لن يعول إلا على الله وعلى المؤمنين وهو بهذه الإرادة سينتصر بلا ريب.
وإنما رجل الدنيا وواحدها  من لا يعول في الدنيا على أحد
ولن ينجو اللانظام من غضبة الشعب إلا هارباً إلى شريطه الساحلي أو مقبورا في دمشق بإذن الله.