الرئيسة \  مشاركات  \  لنخرج من الوهم ؛ إنه الإنذار الأخير

لنخرج من الوهم ؛ إنه الإنذار الأخير

23.04.2013
د. يوحنا أبوحرب


إن لم أنظر إلى لقاء ما يُسمَّون " أصدقاء سوريا " في استانبول كمحطة عابرة تشبه غيرهامن خيبات يمر بها قطار الثورة السورية ، أكون كحالم واهم يبني قلاعاً رملية . لا بد وأن السوري الحاضر في اللقاء قد غاب عنه الجوهر الأساس والمعيار الحاسم المتحكم بالعلاقات الدولية لعالم اليوم ؛ حيث لا يزال يتصوّر، على الاغلب ، أن المنطق والحق والمصالح وحقوق الإنسان والأمن الدولي وحرية الرأي والشعوب هي الأساسات والمنطلقات التي تُبنى عليها سياسات الدول ومواقفها . أتجرأ على القول إن هذه المفاهيم السامية لم تكن يوما إلا ديكورات وزينة خلبيّة يتلظى بها القوي كي يُلحق بالضعيف مزيداً من السحق والهزيمة .
لست بغاية السرور أو الإمتلاء المعرفي أن أذكّر بأربعمئة عام من الاحتلال العثماني لبلادي( لن أسمح بأن تكون عبارة "بلادي" حكرا لوضيع اسمه بشار الجعفري) ولا بويلات سايكس – بيكو التي لازلت أأن تحت وطئتها حتى تاريخه ولا بحمم من نار وإهانات ألحقتهما بي أمريكا عبر اسرائيل أيضا حتى تاريخه .
أستغرب أيضا كيف لا يدرك هذا السوري الذي تواجد في اللقاء أن هؤلاء الذين ذكرت يتمنون أن يضعوا بيده كل صنوف الأسلحة لينتصر على الطغمة التي تدمر سوريا وأهلها؛ ؛ليس لأنهم لا يحبون هذه الطغمة التي لم تكن يوما إلا وفيّة لهم ولإسرائيل بل لأنهم يريدون أن يروا سوريا دولة كسيحة فاشلة تحتاج لمئات المليارات وعشرات السنين لتعود إلى الحياة ذليلة مكسورة . أكيد انه ليس بنية هؤلاء على الاطلاق الطلب من روسيا وإيران أن تخفف ضخ السلاح ألى قاتل دمشق . هؤلاء يدركون أن شعب سوريا بطل والدليل الصارخ صموده كل هذا الوقت في وجه آلة قتل النظام ؛ ويدركون أيضا أن الترسانة ذاتها تُستَخدَم من قبَل الفريقين المتعاركين ؛ فليستنزفوا هذا السلاح وما يضخه مجرموا موسكو وطهران في انجاز هدف تحويل سوريا إلى ما يريدون.
لم يبق هناك حجة لم يسقها هؤلاء المجرمون من أصدقاء سوريا كي تُنجَز الأهداف التي لا بد وضعوها لتتحول سوريا إلى حالة كسيحة وليستمر ذبح أهل سوريا على يد الطاغية . لقد كانت آخر ذرائعهم ألا يذهب السلاح إلى الأيدي الخطأ. بالمناسبة ، أليس من حقنا الظن أن تلك الأسلحة التي كانت بداية بتلك الأيدي الخطأ كانت أساساً من مخازنهم ؟! من قال إن القاعدة والتعصب والتطرف والإرهاب بكل أنواعه ليس إلا صنيعة أصدقاء سوريا هؤلاء ؟! من كان ينسق ويرتب مع قاتل أهل سوريا في مسألة إرسال ما كانت ولا زالت أمريكا تسميهم إرهابيين إلى العراق وغيرها إلا أمريكا ذاتها ؟!
هل يعني ذلك الاستسلام للإرادة الخبيثة لهؤلاء ولقاتل سوريا واهلها ؟! معاذ الله . بداية، على من يتكلم سياسيا باسم ثورة سوريا أن يدرك أن ثوار سوريا معه بشرط أن يسمي الأمور بمسمياتها دون دبلوماسية ويعلن مايلي :
** أن يُعطي بشار الأسد اسبوعا كي يتدبر امره ويخرج من سوريا مع من يريد ويكون ذلك مقابل وقف النزيف السوري.
** استجاب المذكور ام لم يستجب ؛ لا بد من مخاطبة فرنسا وبريطانيا وأمريكا بأن الثورة السورية لا تريد سلاحهم ولا حمايتهم . الثوار سيقتلعون بشار الأسد وعصابته من غرف نومهم وبسلاح سوري اشتراه السوريون بدمهم ودموعهم وخبز أطفالهم وسيصنعون سلاحاً يستردون به حقهم الذي اغتصبته اسرائيل بعد إزالة الطاغية. من يصنع سلاحا محليا لن يعجز عن تصنيع ما هو أفضل منه. اسألوا عن سلاح الثورة السورية عام 1925.
** لا بد أيضاً من مخاطبة الدول العربية الصادقة مع أهل سوريا أن تزوّد الثورة بالسلاح براً وجواً عن طريق الشمال والجنوب السوريين المحررين.مطارات حلب ستكون جاهزة قريباً
** لا بد أيضا من مخاطبة روسيا وإيران بأن لا مكان لهما في سوريا المستقبل إن هما استمرا بدعم الطاغية وتزويده بما يقتل به أهل سوريا.
** لابد أيضا من التحرك ضمن الأهل الذين شردتهم آلة قتل النظام داخلاً وخارجاً ومساعدتهم وشد عزيمتهم.
** لا بد أيضا من التحرك ضمن الأصوات النوعية السورية الصامتة خوفا من بطش العصابة الحاكمة وإيجاد طريقة لها كي تعبّر عن رفضها لحكم العصابة.
** لابد أخيراً من توقف الذين يرفضون حكم بشار الأسد عن جلد وانتقاد بعضهم البعض مهما اختلفت مواقفهم واراؤهم. ليس الآن