الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لن تمنع موسكو انهيار النظام السوري..؟

لن تمنع موسكو انهيار النظام السوري..؟

13.10.2015
داود البصري



الشرق القطرية
الاثنين 12/10/2015
وسط واقع عربي مشتت، وفي خضم موقف دولي متصارع ويتسم بالضبابية، شن الروس عدوانهم المنتظر والذي كان مؤجلا ولكنه عمليا كان قائما من خلال مواقف الدعم والمساندة الدبلوماسية في المحافل الدولية والتغطية على جرائم النظام السوري التي أدهشت البشرية دون أن تحرك شعرة في رأس قيصر الكرملين.. الروس في سعيهم المحموم لكسر إرادة الثوار السوريين لن يحققوا أبدا هدفهم الإستراتيجي الذي فشل فيه الإيرانيون وحلفاؤهم الطائفيون في الشرق العربي الذين حاولوا تشويه الثورة السورية وصبغها بالصبغة الطائفية الرثة، بعد أن فشلوا في مساعيهم الخبيثة ووسعوا نطاق الحرب من ريف دمشق الجنوبي كما يدعون ليمارسوا قتل السوريين في حلب وحمص وحماة وإدلب والساحل، وكل مكان وصلت له أياديهم العدوانية الملطخة بدماء الأطفال والحرائر والمستضعفين.
لقد قتل النظام السوري أكثر من 300 ألف من أبناء شعبه في مجزرة بشعة لا تختلف عن (الهولوكوست) والمحارق الجماعية وهي محرقة لا تزال مستمرة وصمت عنها العالم في أكبر فضيحة إنسانية في القرن الحادي والعشرين !!، الروس اليوم لن يحققوا أبدا أبعد مما حققه حلفاؤهم الإيرانيون وبقية أطراف حلف نوروز، وتدخلهم البري هو مسألة وقت فقط لا غير، فالغارات من الجو لا تحسم موقفا ولا تكرس نصرا أبدا، إنها توسع مساحات المأساة والخراب والقبور، ولا يمكن أن توفر حلولا حقيقية لمأساة الشعب السوري التي تراكمت فصولها التراجيدية الرهيبة بعد أن أضحت المافيا الدولية تلقي بكل ثقلها لحماية أبشع نظام إرهابي وقمعي عرفته المنطقة في تاريخها المعاصر.
الشيء المؤكد سيكون في زيادة التورط والانغماس الروسي في دماء السوريين وبما يعني ملامح وإرهاصات واضحة لحرب كونية مصغرة في هذه المنطقة الحيوية من العالم لن تكون نتيجتها إلا في انحسار العدوان وهزيمته وانتصار الإرادة السورية الحرة. موسكو مهما استعملت من وسائل وأسلحة الدمار الشامل فإنها تحكم على نفسها بالهزيمة المسبقة والعار الأخلاقي الكبير. لقد عرف العالم العربي الروس أيام الحقبة السوفياتية المنقرضة بكونهم الطرف الدولي الذي ساندهم خلال الحروب السابقة مع إسرائيل ويسجل لهم التاريخ دورهم في حماية العمق المصري من الغارات التدميرية الإسرائيلية أيام حرب الاستنزاف عام 1970!، ولكنهم اليوم بحماقات قيادتهم الحالية يلوثون ذلك السجل التاريخي بعدوان أحمق وفاشل لن يكون إلا محطة لتدمير المنطقة وزرع الأحقاد، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح وها هي خسائر جيش النظام وعصاباته تتوالى في الميدان رغم القصف الجوي والصاروخي الروسي، فالمعركة أضحت مكشوفة بالكامل والنظام السوري قد أفلس ولم يعد لديه ما يقدمه وهو على استعداد لتوريط حلفائه في خسائر مباشرة تجعل الحرب في بر الشام كونية بكل معنى الكلمة.. موسكو ليس باستطاعتها مهما فعلت أن تمنع انهيار النظام السوري.. لا أحد باستطاعته الوقوف أمام الحتمية التاريخية في انهيار الطغاة...!.