الرئيسة \  تقارير  \  لوبوان: هل تغزونا أفريقيا؟

لوبوان: هل تغزونا أفريقيا؟

25.12.2021
الجزيرة


الجزيرة
الخميس 23/12/2021
هناك سيناريو استباقي للعمل العام، بشأن التعليم والصحة والبنية التحتية والإنتاجية الاقتصادية، يمكن أن يضعف ديناميات الهجرة من أفريقيا.
قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن شبح هجرة الأفارقة إلى القارة القديمة يطارد أوروبا، وغالبا ما يبالغ في تقدير ضغط تلك الهجرة، مع أنها يمكن أن تتراجع إذا تم اتخاذ الإجراءات الصحيحة.
وفي مقال "برونو تيرتري" (Bruno Tertrais) الكاتب المتخصص في التحليل الجيوسياسي والإستراتيجي، ذكّر بقول المرشح للرئاسة إريك زمور "أمواج الهجرة من أفريقيا سوف تغمر بلادنا بمجرد أن يبلغ عدد سكان أفريقيا ملياري نسمة قريبا وأوروبا ما بين 400 و500 مليون" مشيرا إلى أن عدد سكان أفريقيا قد يصل إلى 2.4 مليار بحلول عام 2050، ليكون أكثر من 3 أضعاف سكان أوروبا، بحيث تتبادل القارتان أوزانهما في عدد سكان العالم.
وعلق الكاتب بأن الأمر ليس كما وصفه المرشح الرئاسي لأنه لا توجد صلة ميكانيكية بين النمو السكاني والهجرة، لأن للهجرة ديناميكيات معقدة، مثل حالة سوق العمل والفرص التي تلوح بالخارج، وتوافر أو عدم وجود مدخرات مالية مخصصة للهجرة، إضافة إلى وجود مجموعة من بلد المهاجر في بلدان الهجرة، وضرب مثالا بهجرة المغاربيين كثيرا إلى فرنسا رغم انخفاض معدل المواليد في بلدانهم، مقابل قلة أعداد المهاجرين من النيجر التي تعد أسرع بلد في العالم نموا.
الأفارقة يهاجرون قليلا
ونبه عالم السياسة إلى أن الأفارقة لا يهاجرون عادة إلا قليلا، موضحا أنهم لا يمثلون سوى 14% (40 مليونا) من مجموع المهاجرين، مع أنهم يمثلون 16% من سكان العالم، كما أن نسبة المهاجرين الأفارقة مقارنة بعدد سكان قارتهم الأصلية ظلت ثابتة تقريبا لمدة 30 عاما، وهي لا تزيد على حوالي 3%.
ومن المألوف -حسب الكاتب- القول إن عدد المهاجرين الأفارقة سيصل إلى 20 مليون شخص بعد 20 عاما إذا هاجر 1% من سكان القارة إلى خارجها، إلا أن الهجرة الأفريقية السنوية لا تكاد تزيد على 0.1% من السكان، وهي بالأساس إقليمية، حيث يقيم أكثر من نصف هؤلاء المهاجرين (21 مليونا) بالقارة، مقابل 19 مليونا خارجها، نصفهم في أوروبا.
ومع ذلك، من المؤكد -حسب المحلل الإستراتيجي- أن الهجرة الأفريقية إلى أوروبا سوف تزداد، لأن حجم التدفق بين القارتين تضاعف بين عامي 1990 و2015، وبلغ 400 ألف-500 ألف شخص سنويا، خلال الفترة 2010-2015، وهو تقريبا نفس عدد المهاجرين من سكان جنوب الصحراء الذي يتزايد أيضا، خاصة مع سرعة وسائل النقل، علما بأن من يهاجرون ليسوا الأفقر، بل أولئك الذين خرجوا من الفقر المدقع.
ولا شك أن هذا التدفق سيزداد مع ازدياد عدد من لديهم مدخرات مخصصة للهجرة، وذلك دون احتساب تأثير الصراعات الداخلية والقمع على قارة لا يزال تطورها الديمقراطي غير كافٍ، ولكن سيناريو استباقيا للعمل العام بشأن التعليم والصحة والبنية التحتية والإنتاجية الاقتصادية يمكن أن يضعف ديناميات الهجرة من أفريقيا، كما يرى المتخصص بالتحليل الجيوسياسي والإستراتيجي.
المصدر : لوبوان