الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لولا إسرائيل وخدامها ... هل تراق دماء السوريين والعرب؟!

لولا إسرائيل وخدامها ... هل تراق دماء السوريين والعرب؟!

31.12.2013
خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
30/12/2013
على الرغم من أن الكثيرين كانوا ينساقون خلف الرأي الذي يذهب إلى أن إسرائيل غير معنية ولا متأثرة بمجريات الثورة السورية وأهدافها بسبب أن قيادتها تريد أن تنأى بنفسها عن حالة التخبط السائدة في بلاد الربيع العربي فإن القليل هم الذين عرفوا أثر وجود إسرائيل كبلد مجاور لسورية ومصر وكيف أنها فاعلة بقوة شديدة في المشهدين هم الذين أصابوا كبد الحقيقة لأنهم قرأوا التاريخ الماضي والحديث قراءة واعية متدبرين مكائد اليهودية والصهيونية المتآمرة مع الصليبية الاستعمارية وربطوا بين ما كان يحدث سابقا وما يحدث اليوم فوجدوا أن الواقع والحال خير برهان على ما يذهبون إليه بل لاحظوا كثيرا من الأدلة التي تثبت خطوات المؤامرة اليهودية ضد الإنسانية جمعاء حيث وجدنا أنه لما تفاقم ظلم اليهود وعتوهم وفسادهم سلط الله عليهم بختنصر عام 587 قبل الميلاد ومَلَك بابل التي هاجر منها إبراهيم عليه السلام إلى بلاد الشام وسار بختنصر بجيشه الكبير حتى بلغ مملكة اليهود في بيت المقدس حيث كانوا يظلمون فيها أهلها الأصليين من الكنعانيين الذين استنجدوا سرا بملك بابل هذا فأمعن في اليهود وساقهم معه أسرى إليها بعد أن أجلاهم عن بلاد الشام, وقرأنا في التاريخ والسِيَر كيف كاد اليهود لعيسى عليه السلام وحرفوا أصل الديانة النصرانية , وقرأنا كيف كادوا لرسول الله محمد عليه السلام وكذلك للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وكيف نقضوا العهود والمواثيق وكم جهدوا للتسلل إلى مراكز السلطة بتآمرهم مع المنافقين والباطنيين والصليبيين إلى أن قوضوا الخلافة الإسلامية بالماسونية التي ترعرعت ونمت في أحضانهم وخصوصا يهود الدونمة تحت ستار الحركات التحررية في تركيا ولذا فإن العرب والمسلمين وسائر الشعوب مدعوون أن يتبصروا بحقيقة مكر وكيد اليهود حتى لا يكرروا خطأهم ولا ينخدعوا بدعوى الافتراق بين الصهيونية وسائر اليهود فالوقائع التاريخية تثبت أن كل يهودي في العالم هو صهيوني أو مؤيد للحركة الصهيونية ومُوالٍ لدولة إسرائيل اليهودية التي يصر نتنياهو على الفلسطينيين أن يعترفوا بها وطنا لليهود, و لا ريب أن إسرائيل اليهودية لا تزال تسعى إلى مصالحها التي تفرض الهيمنة على بلادنا وخصوصا المجاورة لها, وتعمل بقضها وقضيضها على اقناع حلفائها سيما أمريكا أن تبقى حبلها المتين وكذلك روسيا التي قال رئيس وزرائها بوتن بعد زيارته الأخيرة لها وصلاته خلف حائط المبكى وهو يرتدي القلنسوة اليهودية: إن الأواصر  بين روسيا وإسرائيل أقوى من أن يقطعها أحد وكانت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية نشرت منذ تاريخ 28/7/2011 في بدايات الثورة السورية أن إسرائيل طلبت من جميع حلفائها في العالم وقف الحملة ضد النظام السوري, و قد كان حاخامات اليهود ومازالوا يصلون من أجل بقاء بشار الأسد لأنه محبوب إليهم كأبيه بل أعطوه لقب ملك إسرائيل كما نشرت "ها أرتس العبرية", ولعل مما يؤيد  ما ذهب إليه القائلون بأن إسرائيل هي مربط الفرس في الصراع بين شعوب الربيع العربي وحكامهم وخصوصا في مصر وسورية أن نتنياهو قد تبنى هذا الموقف بعد أن فهم أن الديموقراطية لو سادت عند العرب فإنها ستفرز ما لا يعجب إسرائيل ولذا قرر أن سيطرة القوى الإسلامية في بلاد الربيع العربي ستؤدي إلى الانقضاض على إسرائيل وتدميرها وأنه بالنسبة إلى سورية يفضل بقاء الأسد وبالنسبة لمصر فإنه وسائر قادته قد ضغطوا على العالم لتأييد السيسي بعد أن تآمروا على الرئيس مرسي وقال كيري: إن الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير! إن إسرائيل تخطط ولا تضيع شيئا من وقتها بلا جدوى تحقيقا لأمنها وجلبا لمصلحتها أليس اليهود هم الذين كانوا وراء كل غنيمة في الثورة الإنجليزية في القرن السابع الميلادي , أليسوا هم الذين دبروا الكيد في الثورة الفرنسية الكبرى خلال القرن الثامن عشر الميلادي واستطاعوا أن يجنوا الثمرات على حساب آلام الشعوب والدماء التي أريقت, واستطاعوا أن يظلوا في الخفاء بعيدا عن الأضواء كما يحدث اليوم في سورية فيُظن أنه لا تأثير لهم وإنما الذي يجري هو من صنع الحاكم الظالم  فقط دون أن يكون العبد المأجور لصالح اليهود من نصبوه على العرش, وإن جهود هؤلاء لا تهدأ في إسرائيل ودول الغرب والشرق المتآمرة معها لتفكيك الجيوش العربية وإضعافها أو إنهائها وهو ما جرى في العراق عام 2003 ويجري اليوم في سورية ومصر لتحطيم جبهتيهما حتى تبقى إسرائيل وحدها القوية لعشرات السنين , وإن الواقع يدل لذلك تماما. وها هو الباحث "ديفيد ويمبرج "مدير مركز "بيغن السادات" للدراسات الاستراتيجية – النرويج يكتب بتاريخ 2/6/2013 عن الجيش العراقي وكيف استطاعوا إضعافه وإنهاكه وعن الجيش السوري اليوم وكيف تقلص إلى النصف وعن الجيش المصري وكيف ينخر الفساد فيه مؤكدا أن هذه هي الجيوش الكبيرة التي تخاف منها إسرائيل ثم استهزأ وسخر قائلا: على العرب ألا يحزنوا من التقدم الإسرائيلي فهم لم يفعلوا شيئا خلال المائة عام الماضية وإن إسرائيل سوف تضمن ألا يقوم عليها عدوان منظم في المستقبل. وهكذا فإن الذي يجري من دمار ودماء في سورية ومصر والعراق خصوصا ليصب في هذا الهدف بعد أن ابتلينا بسفاحين يخيرون شعوبهم بين الخضوع لهم أي لإسرائيل وبين أن يموتوا بجحيم طغيانهم قهرا وذلا فهل من مستبصر لنفهم كيف وأين يتجه الصراع في بوصلة التغيير وكيف يكون الحل؟