الرئيسة \  تقارير  \  لوموند: “الممرات الإنسانية” سلاح حرب لفلاديمير بوتين

لوموند: “الممرات الإنسانية” سلاح حرب لفلاديمير بوتين

09.03.2022
القدس العربي


القدس العربي
الثلاثاء 8/3/2022
باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “أوكرانيا.. الممرات الإنسانية سلاح حرب لفلاديمير بوتين”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه اتضح أن إجلاء المدنيين الذي وعدت به موسكو يوم الإثنين كان فخّاً، حيث يؤدي ثلثا الممرات إلى روسيا أو بيلاروسيا.
في الواقع، كان من المقرر أن ينضم ثلثا هذه الممرات إلى روسيا أو حليفتها البيلاروسية. النتيجة: رفضت السلطات الأوكرانية إجلاء رعاياها عبر هذه الممرات التي كانت بحكم الأمر الواقع تحت السيطرة الروسية.
في الوقت الذي تضاعف فيه الهجوم الذي شنه فلاديمير بوتين، لجأت روسيا مرة أخرى إلى هذا النوع من الحيل التي عاشتها الشيشان أثناء حصار غروزني، وفي سوريا وبدرجة أقل في أوكرانيا، في دونباس عام 2014.
هذه المرة، تم الاتفاق على إنشاء هذه “الممرات الإنسانية” بين المفاوضين الروس والأوكرانيين خلال اجتماع يوم الخميس 3 مارس/ آذار، لكنها ظلت حبرا على ورق منذ ذلك الحين. فشلت محاولتا إخلاء في ماريوبول، المدينة الساحلية المحاصرة منذ أيام في جنوب شرق البلاد على بحر آزوف. قال مدير العمليات باللجنة الدولية للصليب الاحمر دومينيك ستيلهارت يوم الإثنين إنه تم “تلغيم” طريق إخلاء، مشددا على صعوبة “توصل الطرفين إلى اتفاق ملموس وقابل للتطبيق ودقيق”.
وبحث ممثلو كييف وموسكو هذه القضية مرة أخرى في جولة ثالثة من المحادثات يوم الاثنين. وفي المساء، أعلنت موسكو مجددا وقف إطلاق النار في عدة مدن أوكرانية صباح اليوم الثلاثاء، للسماح بإجلاء المدنيين. فهل سيتم الوفاء بالوعود هذه المرة؟ تتساءل لوموند.
وتقول الصحيفة إن ممارسات الكرملين السابقة لوقف إطلاق النار والممرات الإنسانية لا تبعث على التفاؤل. هذه الإجراءات، إذا تم احترامها، هي قبل كل شيء جزء من استراتيجية عسكرية: حصار واحتلال المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
يقدم الصراع السوري -حيث تتدخل روسيا منذ عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد- مثالاً على ذلك، كما يتضح من حصار مدينة حلب والاستيلاء عليها في عام 2017. وقد تفاوضت موسكو على عدد من الاتفاقات هناك. اتفاقيات وقف إطلاق النار المؤقت وفتح ممرات إنسانية، بهدف وحيد هو تعزيز موقف حلفائها الذين كانوا يحاصرون ثاني أكبر مدينة في سوريا. و كان الهدف الذي استنكره المعارضون السوريون، إضعاف معنويات السكان من خلال فرض البديل الوحيد عليهم، ليس المقاومة بل الفرار.
وبمقارنة الاقتراحات الروسية الأخيرة في أوكرانيا بتلك التي استخدمتها موسكو في الشيشان وسوريا، خلصت وزارة الدفاع البريطانية يوم الإثنين إلى أنه “من المحتمل أن يمثل ذلك محاولة لكسر معنويات الأوكرانيين”.
في هذا السياق، تعتبر “لوموند” أن حالة الطوارئ الإنسانية ليست أقل خطورة وهي في قلب الجهود الدبلوماسية في الوقت الحالي. وتناول الرئيسان الأمريكي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القضية في مكالمة هاتفية يوم الإثنين على هامش محادثات بشأن فرض عقوبات جديدة على موسكو.  إن البحث عن وقف عام لإطلاق النار بعيد المنال حتى الآن، بسبب الظروف غير المقبولة لكييف وحلفائها الغربيين التي تفرضها روسيا.
 في الأمم المتحدة، تحمل فرنسا هذه الأيام مشروع قرار يهدف إلى حماية وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الموجودين في مناطق القتال أو في المدن المحاصرة من قبل الجيش الروسي. من ناحية، يتعلق الأمر بالقدرة على إجلاء الأشخاص الذين يرغبون في القيام بذلك، ومن ناحية أخرى، تقديم ما يكفي للبقاء على قيد الحياة لأولئك الذين لا يريدون الفرار. و من غير المرجح أن يتم تمرير القرار بسبب حق النقض الذي يمكن توقعه من قبل موسكو. لكن روسيا تخاطر بالعزلة الشديدة مرة أخرى في الانتخابات المقبلة يوم الثلاثاء أو الأربعاء.