الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لو حرّم حلف الأطلسي الأجواء السورية على طيران الأسد!

لو حرّم حلف الأطلسي الأجواء السورية على طيران الأسد!

15.03.2014
د. علي حمد إبراهيم


الشرق القطرية
13/3/2014
الطيران السوري، من بين كل الفصائل الحربية السورية المقاتلة، هو الذي قام، ويقوم، بنصيب الأسد، كما يقول المثل السائد، في إزهاق أرواح الشعب السوري، وتدمير المدن السورية، وهد مبانيها على رؤوس ساكنيها من المواطنين السوريين، وقتل الألوف منهم تحت الأنقاض في تقتيل عشوائي مقصود في نوع نادر من العقاب الجماعي الذي لا تقدم على القيام به إلا سلطة حاقدة على شعبها لأنه طالبها بأبسط الحقوق، مثل حقه في الحريات السياسية، وفي العيش الكريم، المعافى من نوازع الخوف، والفاقة. سيطرة القوات الجوية السورية على الأجواء في حربها ضد قوات المعارضة السورية التي حرمت من أسلحة الدفاع الجوي بصورة شبه كاملة، جعلت نظام الأسد يتمادى في عنجهياته ويرفض كل الحلول التي اقترحتها الأسرة الدولية لتسوية النزاع السوري – السوري قبل أن يستفحل ويتسبب في هذا الدمار الذي تعيشه سوريا اليوم. لقد ضنّ حلف الأطلسي على الثوار السوريين بالأسلحة الدفاعية وليست الهجومية على عكس ما فعل مع الثوار الليبيين أثناء ثورتهم ضد نظام معمر القذافي. وهو موقف متناقض. ولا يمكن تفسيره إلا بأن الحلف لا تحكمه مبادئ نصرة الحق بقدر ما تحكمه مصالح دوله. لقد أيدت شعوبنا المقهورة تدخل حلف الأطلسي في الثورة الليبية عندما أضحى الثوار الليبيون قاب قوسين أو أدنى من هلاك مؤكد على يد قوات معمر القذافي. وكانت شعوبنا العربية أكثر تقديرا للحكومة الفرنسية التي لم تتردد أبداً في دعم الثوار الليبيين منذ الوهلة الأولى وحتى سقوط النظام الدموي، بينما كان الرئيس الأمريكي متلجلجا في مواقفه كما هي عاداته المزمنة، ولم يتخذ المواقف الصحيحة إلا بعد أن تعرض إلى انتقادات حادة من المعارضة في بلاده . الآن تلجلجت كل دول حلف الأطلسي في دعم الثوار السوريين بالسلاح فقط لأنها علمت مؤخرا جدا أن بعض الفصائل التي تحارب في صفوف الثوار لها علاقة بتنظيم القاعدة! ومعروف أن الولايات المتحدة مصابة بعقدة خوف مزمنة من تنظيم القاعدة منذ اليوم الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، ذلك اليوم الذي شاهد فيه العالم مركز التجارة الدولي في نيويورك، بصروحه الثلاثة، يتهاوى، ويتهشم مثل قطع البسكويت إثر التفجير الانتحاري بثلاث طائرات أمريكية مختطفة قادها طيارون علمتهم ودربتهم القاعدة من حرّ مالها في المعاهد الأمريكية. صحيح أن الضربة كانت موجعة ومؤلمة. ولكن كان من الأولى أن تكون المبادئ أقوى من كل نوازع الخوف الطارئ، وأكثر رسوخا، فلا يباع الثوار السوريون، ويتركون لمصائرهم المظلمة خوفا من اسم جبهة النصرة! كان الثوار السوريون وما زالوا يريدون فقط بعض قطع أسلحة الدفاع الجوي وهي أسلحة في متناول اليد من حيث أسعارها. ومن حيث سهولة استخدامها والتدرب على استعمالها. ولكن عندما يتمكن الخوف من الأفئدة، فلا راد لسلطانه. إن الأسرة الدولية، ومعها الثوار السوريون، كلهم جميعا، ما كانوا يحتاجون لكل هذا الوقت الطويل، والرهق العظيم، لو توفر هذا السلاح البسيط للثورة السورية. ولكن.. المقتولة لا تسمع الصايحة!