اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ليس الربيعُ سقوطَ الحاكم الظالم ، بل انبعاثَ المظلومين، من تحت الرماد
ليس الربيعُ سقوطَ الحاكم الظالم ، بل انبعاثَ المظلومين، من تحت الرماد
28.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
(الربيع العربي ، شامخ ، منتصر- بين دوّامات الدم والدمار، والتآمر-.. يؤتي أكلَه ، كلّ يوم ) !
القوى المضادّة ، له ، شرسة : داخلياً ، وخارجياً ..
أمراض المجتمعات ، فيه ، كثيرة وقويّة ، بين حمَلة الكلمة ، وحمَلة البندقية .. وبين أصحاب الشعار، وأصحاب القرار! وكما يوجد فيها أحفادُ خالد وبلال ، يوجد أحفاد ابن سَلول ، وأبي رغال ! ولابدّ أن تكون كذلك ؛ بعد أن خيّم عليها ، ظلم الطغاة وفسادهم ، عشرات السنين !
المصائب والنكبات : متنوّعة ، متوالية ، متباينة الشدّة والتأثير.. ويندر أن توجد أسرة ، لم يصبها المجرمون ، بالأذى ، بين : قتل ، وإعاقة ، وسجن ، وحصار، وتشريد !
لكن الربيع قائم ، ومستمرّ ، حتّى يحقق ماقام لأجله ، بإذن ربّه .. طال الزمن ، أم قصر !
أطاح بأنظمة فاسدة ، لمْ تتخيّل ، أن يُطاح بها ، قبل حلوله.. ولم تتصور أن تُكشف - للناس جميعاً – خياناتها ، وسرقاتها ، وجرائمها المخزية ، بحقّ شعوبها !
وهزتّ أنسامُه ، أنظمة عدّة ، فخشي أصحابها ، من انتقاله إليها ، فسارعوا ، إلى إعطاء شعوبهم ، بعض حقوقها : المعنوية والمادّية !
وشكّل نذيراً، لأنظمة عدّة ، فبدأ أصحابُها، بإطلاق الوعود ، لشعوبهم ، بالتغيير والإصلاح !
وكشف أمراضاً ، في المجتمعات ، لم يكن أحد يعرفها ، قبل قيامه..!
وفضح رموزاً ، كانت أقرب إلى الأصنام ، منها إلى البشر، يتقرّب إليها، عبيدُها ، بالطاعات.. منها : الوطني ، والديني ، والاجتماعي ، والثقافي.. وتمثل: أشخاصاً ، وأحزاباً ، وجماعات ..!
ومازال يُسقط ، ويفضح ، ويعرّي : رموزاً ، وأوثاناً ، وهياكل ..!
لم يصنعه الشابّ التونسي ، الذي أحرق نفسه ، بسبب الظلم .. ولا الأطفال السوريون ، الذين كتبوا على جدران درعا .. بل ، صنعه قدر الله ، لأمر يريده الله !
ولا تتحكّم به ، جهة واحدة ، بعينها ، من البشر، برغم كثرة القوى ، المتدخّلة فيه .. وربّما بسبب ذلك ! بل الله ، وحده ، هو المتحكّم به ، وبمساراته ، وبمآلاته !
لم تستطع الثورات المضادّة ؛ على شراستها ، وخسّة سدَنتها ، أن تقضي عليه !
ولم يستطع شياطين المكر والضلال، في العالم ، أن يقهروه ..! حاولوا إيقاف الطوفان البشري ، المتدفق في عواصم الربيع ، فعجزوا ، فلجأوا إلى تفتيت كتلته ، وتوزيعها في اتجاهات عدّة ، بأسماء مختلفة ، وهويّات متباينة : وطني ، قومي ، إسلامي ، علماني ، ليبرالي ..! فتفرقت مياه الطوفان.. ثمّ سلطوا بعض الفئات ، على بعض ؛ فدخلت ، في مناكفات ، بعضها ضدّ بعض!
كل هذا طبيعي ، ومتوقع :
دفاع الحكّام الظلمة ، عن مصالحهم وكراسيّهم ، طبيعي ومتوقع..!
دخول أمريكا وإسرائيل ، وروسيا وإيران وفرنسا ، وغيرها .. ساحاتِ الصراع ، ليس بدعاً ، ولا نشازاً ، في قوانين الصراع ، بين الدول ، بل ، هو طبيعي ومتوقع ..!
لكن الربيع مايزال قائماً، يفعل فعله ؛ ذلك ، أن مياهه تنيع ، من منبع واحد، هو الظلم : ظلم الحكّام ، وأسيادهم في الخارج ، وعبيدهم في الداخل ! فالمفجّر الأوّل ، لثورات الربيع ، هو الظلم .. وهو سيظلّ موجوداً ، مادامت قرارات الدول ، بأيدٍ خارجية ، تضع وكلاء عنها ، في بلادنا ، من أبناء بلادنا ، فاسدين مفسدين ، ظلمَة مجرمين ! ولن تلبث الفئات ، التي خدعتها قوى الثورة المضادّة ، واستخدمتها ضدّ فئات المجتمع الأخرى .. لن تلبث ، أن تصحو، حين تكتشف ، أن قوى الثورة المضادّة ، عبثت بها ، لتخلخل قوّة الطوفان البشري، وتقضي على ثورته.. وأنها لم تكسب ، سوى الهوان أمام شعبها، وأنها لابدّ أن تعود إلى رشدها، وتحفظ كرامتها ، بين أبناء شعبها .. لتجتمع مياه الطوفان ، من جديد ، فتكتسح الظلم والفساد، بقوّة أكبر من قوّة الطوفان الأول ! فالطوفان البشري ، هو أبرز مظهر، من مظاهر الربيع ، الذي يفجّره الظلم ، في نفوس المظلومين ! وقد اكتشفت بعض القوى ، الخدعة ، واستعادت رشدها !
إن الربيع ، هو إحساس المواطن ، بين المحيط والخليج :
بأنه لايقلّ ، أهمّية وقيمة ، عن حاكمه الظالم ، المتسلّط عليه !
وبأن حقوقه- المادّية والمعنوية- في بلاده ، التي سلبها حكّامه المجرمون، يجب أن تعود إليه !
وبأن الدماء ، التي أراقها الزبانية المتوحّشون ، في بلاده ، هي ضريبة الحرية ، التي لابدّ من دفعها ، اليوم ، أو غداً.. وأنها أقلّ ، بكثير، من ضريبة العبودية ، التي تزداد بمرور الزمن !
وبأن الحرّية حقّ مقدّس ، لكل مواطن ، في وطنه .. إذا لم ينلها ، فلا قيمة له ، ولا معنى لحياته ؛ لأنه ، إنّما يكون إنساناً ، بالحرية ، ويكون مكلفاً ، بالحرية ! وهو، بلا حرّية ، كالدابّة العجماء ، تحمل أثقال الناس ، لقاء العلف .. وقد لاينال ، حتى العلف الذي تناله الدوابّ !
وبأن مقصد الحرّية ، هو من أهمّ المقاصد ، التي جاءت الشريعة ، لحفظها ! وبعض العلماء جعلها : مقصداً سادساً .. وبعضهم جعلها : أمّ المقاصد ؛ لأن فقدانها ، يجعل الإنسان عبداً ، عاجزاً ، عن صون أيّ مقصد ، من المقاصد الخمسة ، الخاصة به : دينه ، وحياته ، وعرضه ، وعقله ، و ماله !
وبأن هدر الزمن، في انتظار تغيير الحكّام، لأساليبهم ، في معاملة شعوبهم ؛ ليصبحوا رعاة بشراً ، يقودون مجتمعات بشرية – لادوابّ عجماء – .. هو عبث ، لا طائل وراءه !
وبأن سقوط الحاكم ، ليس هو الربيع .. بل نهوضُ المحكوم ، من تحت الرماد ، هو الربيع ! فكم من حاكم سقط ، في بلادنا ، دون أن تنبت ، زهرة ربيع واحدة ! لأن الضبّاط المغامرين، كان بعضُهم يُسقط بعضاً ، دون أن يكون للشعوب يد ، في إسقاطهم ! فالشعوب هي صانعة ربيعها .. وإن لم تصنعه ، بأيديها ، وبتضحياتها .. فلن يصنعه لها أحد ! والضبّاط الذين يُسقط بعضُهم بعضاً، يفعلون ذلك لأجل أنفسهم، لا لأجل شعوبهم، التي لا يرونها، إلاّ قطعانا من العبيد !
وبأن انتظار رحمة الصهاينة ، الذين يحكمون أمريكا ؛ لتعيين حكّام مجرمين، في بلادنا، أقل وحشية وأجراماً ، ممّن يحكموننا..هو نوع من مخادعة الذات ، فيه مزيد ، من هدر الأوقات ، والأعمار، والكرامات ..!
وأن التمثل ببيت الشعر:
ماحكّ جلدك ، مثلُ ظفركْ = فتولّ ، أنتَ ، جميعَ أمركْ
هو خير وأجدى ، من ( انتظار الترياق ، من العراق ) ، كما يقول المثل المعروف !
وأن بيت الشعر:
جانبِ السلطانَ ، واحذرْ بطشَه = لاتعاندْ مَن إذا قال فعَلْ
فاسدُ المعنى ، مدمّر للأوطان ، مهلك للشعوب ، محطّم للنفوس البشرية .. ومخالف لسنن الله في خلقه ، ومناقض لسنن الاجتماع البشري ، ومخالف لهدي النبيّ : (سيّد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) !
ولقد ملأت هذه الإحساسات ، كلها ، صدورَ عقلاء البشر، بين المحيط والخليج .. ممثلة بظاهرة بارزة ، صارخة ، هي : أن كلّ شعب ، بات يعرف حقّ نفسه !
وصدق القائل :
إذا أنت ، لمْ تعرفْ ، لنفسكَ ، حقها = هَواناً بها .. كانت ، على الناس ، أهْوَنا !
ولقد برز الربيع ، المتدفق في صدور الشعوب ، عملاقاً حقيقياً ، بين أقزام السلطات الكالحة الآفلة .. المتشبثين بكراسيّهم الفاسدة ! وبرز مخلصاً ، بين أناس ، لم يعودوا يستترون ، من خزي العمالة ، لأعداء أمّتهم – بل يفاخرون ، بأنهم مدعومون ، من هذه الدولة ، المعادية لبلادهم ، أوتلك – تدمّر مدنهم ، وتهلك مواطنيهم .. وهم مغتبطون ، يعدّون هذا ، انتصاراً لهم ، على شعوبهم ، الرافضة لهم ( حكّام سورية ، نموذجاً ) ! وبرز أملاً مشرقا، للأمّة ، في غدها ، بين هياكل محنّطة ، تغطّي جباهَها ، أتربةُ الذلّ ، والبؤس والبَوار.. بعد أن توهّمت ، أنها أخمدت جذوته !
وما السقوط الحقيقي المخزي ، إن لم يكن هذا ، أو شبيها بهذا .. ولو كان صاحبُه جاثماً في قصره ، متربّعاً على كرسيّ حكمه !؟