الرئيسة \  مشاركات  \  ليس مهماً كيف يقدم نصر الله نفسه.. بل المهم.. هو كيف نحن نراه وحزبه

ليس مهماً كيف يقدم نصر الله نفسه.. بل المهم.. هو كيف نحن نراه وحزبه

09.03.2016
حسان القطب




ليس مهماً لنا كيف يرى ويقدم نصرالله نفسه وحزبه، سواء في لبنان او المحيط الإقليمي، بل المهم هو كيف نراه نحن، وكيف نقيم دوره وسلوكه واستراتيجيته وطموحاته وفكره وثقافته وادبياته وحتى عقيدته..!!! ولا يهمنا بعد اليوم كيف يرانا نصرالله وكيف يقرأنا... المهم بالنسبة لنا هو كيف نرى انفسنا وكيف نفهم دورنا وطبيعة حياتنا في هذا الوطن والمنطقة والعالم...؟؟ ولا يكفي ان يقول نصرالله ما يريد وبالطريقة التي يريد وساعة يشاء في خطاباته وإطلالاته، الكثيرة هذه الأيام والتي تستهلك حضوره وشعبيته ومصداقيته حتى نصدق كل شيء...؟؟ بل المهم هو كيف نحن نقرأ خطاباته.. وكيف نفهمها وبأي شكل نقيمها...والأكثر اهمية هو ماذا نحن نريد...؟؟ لقد استمعنا اليه على مدى سنوات فأصبح من الواجب عليه اي نصرالله ان يسمعنا بوضوح ودون وسيط ودون تعقيدات، وبعيداً عن الشتائم والتهديد، واستعمال لغة التخوين والتهويل والاستفزاز، واللجوء الى المنطق الديني الذي يسعى لتعطيل الحوار والنقاش والذهاب مباشرةً الى مفهوم ومنطق التسليم بان ما يجري هو قدر الهي وان علينا الطاعة والخضوع والخنوع والاستسلام ...؟؟
ليس صحيحاً ان لا مشكلة سنية – شيعية في لبنان والمنطقة ومن يقول غير هذا يخالف المنطق ويتجاهل الحقائق..؟؟ وليس المطلوب منا تعميقها ونكأ جراحها... أوالحديث عنها على انها مؤامرة اميركية – صهيونية...فهذا هروب من المسؤولية ولا يعالج لب المشكلة..؟؟ فهذا المحور لم يطلب من بعض المعممين استعمال لغة الشتم والتحريض، ولم يدفع جمهوره نحو الشارع لشتم الصحابة وامهات المؤمنين ولا قيادات سياسية واتباع مذهب..؟؟ ومن الذي يرفع الشعارات الطائفية والمذهبية في هذه الحرب الدموية...؟؟؟ (لبيك يا زيبنب ويا زهراء ويا حسين)  و يقاتل اتباع يزيد ومعاوية في الشام..؟؟؟؟ اتهام الاخرين بالانخراط في مشروع اميركي – صهيوني.... لم يعد مجدياً... لأن محورك الممانع منخرط تماماً في هذا المحور الشيطاني، والدور الروسي الذي تجاهلته في خطابك دليلاً كافياً..
وفي الوقت الذي يقوم فيه نصرالله بالتصعيد في وجه العرب والاتراك وسائر دول العالم الاسلامي... (فقد أوضح داود أوغلو أن «تركيا بوابة إيران إلى أوروبا، وطهران بوابتنا إلى آسيا، وهذا يضمن لنا إمكانيات استثنائية في مجال النقل والدعم اللوجستي».وأوضح رئيس الحكومة التركي أن هناك تكاملاً في النظام المصرفي بين البلدين، مستطرداً «وهذا أحد أهم العوامل التي ستدعم التجارة بيننا»، وأعرب عن اعتقاده بأن رجال الأعمال الإيرانيين، سيحولون اسطنبول في الفترة المقبلة مركزًا لمعاملاتهم المصرفية وتداولاتهم المالية. ودعا رجال الأعمال الأتراك والإيرانيين، إلى الوقوف جنبًا إلى جنب من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، خلال المرحلة الحرجة التي تشهدها، فضلاً عن تحقيق التقارب بين البلدين من خلال علاقاتهما التجارية.ولفت إلى أن التعاون في مجال الطاقة، من أهم الأمور التي تتسم بها العلاقات التركية - الإيرانية، مشيرًا الى أن بلاده واجهت سابقًا عقبات خلال التبادل التجاري للغاز الطبيعي والنفط مع طهران. من جهته، أكد النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري ضرورة رسم خارطة طريق لتطوير العلاقات بين طهران وانقرة لرفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما الى 30 مليار دولار خلال فترة قصيرة. وخلال الاجتماع المشترك، أعرب جهانغيري عن امله بأن تشكل زيارة داود اوغلو لطهران منعطفًا بالعلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين والجارين....)
المشكلة لا تعالج باللجوء الى استثارة المشاعر والانتقال بالعناوين المطروحة من البوسنة الى فلسطين...والحديث عن القضية الفلسطينية، ومعاناة شعبها، وضرورة تحريرها من الصهاينة، في حين ان ميليشيا حزب الله تقاتل في كل مكان الا في فلسطين وعلى حدودها..؟؟ والنظام السوري الذي يدافع عنه نصرالله ويقضي على شباب لبنان وسوريا في هذه الحرب لم يكن في حالة حرب مع الكيان الصهيوني من عام 1974،..؟؟ والمطالبة بتسليح الفلسطينيين من قبل العرب كما طالب نصرالله تدفعنا للسؤال عن الجهة التي تحاصر مخيمات الفلسطينيين في لبنان سياسياً واعلامياً وامنياً..؟؟ ومن يغلق جبهة الجنوب في وجه الفلسطينيين وسائر اللبنانيين الوطنيين..؟؟ والتي لا تفتح الا ساعة يريد حزب الله ومتى شاء ..ومحاكمة حسين عطوي امام المحكمة العسكرية بتهم اطلاق صواريخ على اسرائيل خير شاهدٍ ودليل... فقط لأنه من غير عناصرك ولم يطلقها برعايتك...؟؟ والسؤال ايضاً عن النظام المقاوم والممانع الذي يغلق جبهة الجولان ..؟؟ وعن النظام السوري الذي لم يتبنى مفهوم وشعار الجيش والشعب والمقاومة، فاستعمل الجيش ضد الشعب والمقاومة لقتال جمهورها..؟؟
اين هو النظام السوري الممانع الذي يقاتل الى جانبه نصرالله..؟؟ واين هي قوة ايران التي يهابها العالم وينحني لها ويستجدي رضاها حين يقول روحاني: (إيران تعبت من التوتر مع العالم الخارجي..فقد قال الرئيس الإيراني حسن روحاني مساء الأحد إن بلاده تعبت من التوتر مع بقية العالم، مشيرا إلى نتائج الانتخابات الأخيرة التي دعمت بقوة التيار الإصلاحي في البلاد. وأضاف روحاني: «خلال الانتخابات الرئاسية عام 1993 اختار الناخبون السياسة المعتدلة والمصالحة مع المجتمع الدولي». وعلى الرغم أن عكس هذا هو ما ظهر في نتيجة الانتخابات اللاحقة، أشار أن انتخابات هذا العام أظهرت مجددا الرغبة في مثل هذه المصالحة وتخفيف التوتر مع بقية العالم. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإيرانية طهران. وتابع «الشعب لا يريد الشعارات الراديكالية بعد الآن. وبدلا من ذلك يريد أن يسمع الأصوات المعتدلة في هذا البلد». وأكد روحاني أنه على قناعة بأن الحكومة سوف تعمل بشكل جيد مع البرلمان الجديد، الذي من المقرر أن يعقد في نهاية مايو/ايار المقبل...)
ايران تفاوض وتبني علاقات وتؤسس لمستقبل مختلف مع دول الجوار كما مع دول العالم في حين نصرالله يتابع مسيرة القتال في كل مكان دون افق ويتحمل لبنان نتائج وخيمة نتيجة سياسات طائشة وطموحات دينية لن تثمر سوى المزيد من الانقسام بين مكونات المجتمع اللبناني وغير اللبناني..معالجة مشاكل لبنان وتفعيل مؤسساته اكثر جدوى من القتال هنا وهناك.. واصلاح العلاقات مع الدول العربية التي ترعى مصالح لبنان وتقف الى جانبه يعيد الى لبنان ازدهاره ودوره واستقراره وإلا فإن قادم الايام سوف تكون صعبة على نصرالله وحزبه وجمهوره، ولبنان بأسره، نتيجة هذه المغامرات التي يقودها هواة سياسة ومتطرفين دينيين يتسترون بغلاف المقاومة والممانعة...
___________
مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات