الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ليـس رداً على الأحزاب القومية

ليـس رداً على الأحزاب القومية

20.08.2013
صالح القلاب

الراي الاردنية
الثلاثاء 20/8/2013
بيت القصيد في التصريح الأخير الذي أصدره إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن، الذي يضم حزبين بعثيين هما بعث العراق وبعث سوريا ويضم إنشقاقين بالأساس عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هما «حشد» وحزب الوحدة الشعبية وهذا بالإضافة إلى الحركة القومية الديموقراطية والحزب الشيوعي، هو الموقف من سوريا: «يُؤكد الإئتلاف على موقفه (بالوقوف) إلى جانب سوريا في مواجهة الإستهداف الذي تتعرض (له) من قبل الدوائر الإمبريالية وحلفائها وأدواتها ورفضه وإدانته لأي تدخل خارجي.. إلخ»
إنَّ من حق هذه الأحزاب أنْ تقف مع من تشاء وحتى وإن كان بينها قبل عام 2003 ما صنع الحداد لكن ما يجب إيضاحه هو :ألا يعْتبر هؤلاء القوميون واليساريون التدخل الإيراني السافر في هذا القطر العربي الشقيق تدخلاً خارجياً وكذلك تدخل روسيا التي قتلت الإتحاد السوفياتي (العظيم) وقتلت حزبه حزب لينين وستالين وماركس.. وأيضاً إنجلز وهالت عليهما التراب وأيضاً تدخل طائفيي العراق العسكري من خلال «فيلق أبو الفضل العباس» وتدخل حزب الله بحجة حماية مقام السيدة زينب وحماية قبر الصحابي الجليل حِجْر بن عدي الذي لم يسمع به كثيرون، وبالطبع من بينهم قادة هذا الإئتلاف القومي واليساري، قبل أنْ يصبح قائد ما يسمى فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني مرابطاً في غرفة عمليات «الجيش العربي السوري» في دمشق.
كيف يمكن إستساغة أن يقبل حزب البعث العربي الإشتراكي-الأردني بكل هذا التدخل الإيراني السافر في :»القطر العربي السوري» والمشاركة في ذبح شعب سوريا بدوافع طائفية وبحجة حماية مرقد السيدة زينب والمحافظة على قبر حجر بن عدي في حين أن قادة هذا الحزب يعرفون أنَّ إيران هي التي تحكم العراق فعلياً وأن مخابراتها وأجهزتها الأمنية هي التي دمَّرت دولة البعث العراقية وهي التي تطارد الآن (المناضل) عزة الدوري ورفاقه وكل هذا بعلم ومشاركة أجهزة نظام بشار الأسد الذي قام بتسليم نجلَيْ صدام حسين تسليم اليد للذبح وقام بطرد كريماته بعد «تقشيطهنَّ» كل ما كنَّ يحملنه مما خفَّ وزنه وغلا ثمنه..؟!
وأيضاً هل أنَّ أحزاب هذا الإئتلاف لا تعرف أنَّ بشار الأسد قد إعترف وبعظمة لسانه أنَّ أعداد الذين قُتلوا من أبناء الشعب السوري لا تتجاوز السبعين ألفاً!! فمن قتل هؤلاء يا ترى وقتل وجرح أضعافهم..؟ ومن هي الجهة التي شرَّدت السوريين من وطنهم كل هذا التشريد وجعلت أكثر من مليونين منهم نزلاء مخيمات البؤس في الدول المجاورة.. أليس هي هذا الجيش الذي كان ذات يومٍ عقائدياً وأصبح وللأسف طائفياً يقبل بأن يقوده قاسم سليماني ويوجهه حسن نصر الله..؟!
من الذي أختطف قبل فترة الأستاذ شبلي العيسمي من لبنان هل هو العدو الصهيوني أم رجب طيب أردوغان أم أحمد الجربا؟.. أليس من واجب هذه الأحزاب اليسارية والقومية أن تسأل عن مصير عن هذا القائد البعثي الكبير.. أليس من واجبها أن تسأل عن البعثيين الحقيقيين وعن المناضلين الفلسطينيين الذين أفنت أعمارهم سجون هذا النظام.. ثم ألا تعرف هذه الأحزاب اليسارية والقومية أن هذا الجيش العقائدي الذي يذبح الشعب السوري الآن ويدمِّر المدن والقرى السورية كان شارك في زحْف حفر الباطن وتحت إمرة القيادة الأميركية..؟
إنه لا يمكن تَفهُّمِ أن تتحدث أحزاب هذا التحالف عن الصراع الطبقي وأن تعتبر أن البلاد (الأردن) تشهد ردة حقيقية عن عملية الإصلاح تتمثل: «في إدارة الظهر من قبل التحالف الطبقي الحاكم للمطالِب الشعبية... هذا مع أن حزب البعث وبجناحيه لم يكن يؤْمن بالصراع الطبقي وأنه كان ضد الماركسية-اللينينية وهذا ينطبق على الجبهة الشعبية وإنشقاقاتها قبل أن تصاب باللوثة الماركسية التي جعلت القائد القومي الكبير الدكتور جورج حبش (الحكيم) يكاد يفقد هويته العربية التي كانت مبعث إعتزاز القوميين كلهم حتى بما في ذلك الذين كانوا يختلفون معه في بعض السياسات والتوجهات.. ثم وإذا كان الأردن يحْكمُ من قبل تحالف طبقي «أدار الظهر للمطالب الشعبية»!! فهل أن التحالف الذي يحكم سوريا يا ترى بروليتاري وثوري يمثل الطبقة الكادحة أم أنه تحالف طائفي فاسد يمثل عائلة مخلوف والأسد ومن يلتف حولهما من الفئات المتسلقة الرخيصة؟!
إنَّ هذا ليس بالإمكان فهمه لكن من الممكن فهم لماذا تلاشت هذه الأحزاب التي كانت تعتبر تاريخية حتى أصبحت كـ»بقايا الوشم في ظاهر اليد» كما هي عليه الآن أمَّا أن يأخذ «الإئتلاف» على القيادة الفلسطينية، أي على منظمة التحرير وليس «السلطة الوطنية»، العودة إلى المفاوضات فإن هذا يستدعي التذكير بأن الحزب الشيوعي وفي ذروة تألق المقاومة كان يرفع راية «السلام» والمفاوضات تلاؤماً مع سياسة الإتحاد السوفياتي (العظيم)!! والحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح» في ذلك الحين كما يستدعي التذكير بأن الرفيق أبو النوف كان أول مُنظِّرٍ للتفاوض عشية حرب تشرين أول (أكتوبر) عام 1973.. وأنَّ سوريا الأسد كانت أول الذاهبين إلى مفاوضات جنيف الشهيرة وأول الذاهبين إلى مدريد وأنها هي صاحبة مقولة، وهذا على لسان فاروق الشرع عندما كان وزيراً للخارجية، :»إن كلاًّ يُقلّع شوكه بنفسه وأن كل شاة معلقة من عرقوبها» أي أنه لا ضرورة للموقف العربي المشترك وان من حق أي طرف عربي أن ينفرد بحله.
إنه من حق محمود عباس (أبو مازن) أن يفاوض ما دام أن الحالة العربية هي هذه الحالة وما دام أن الوضع الدولي هو هذا الوضع لكن ما هو ليس من حقه هو أن يفرِّط.. وهو لن يفرط كما أن ياسر عرفات، رحمه الله، الذي لم تبق تهمة خيانية إلاَّ وأُلْصِقَت به من قبل نظام الأسد وأتباع نظام الأسد، لم يفرط وقد دفع حياته ثمن عدم تفريطه.. أما قصة إنهاء الإنقسام الفلسطيني وإستعادة الوحدة الوطنية فإنَّ عليكم أيها «الرفاق» في إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية أن تسألوا عمَّن يمنع إنهاء هذا الإنقسام ومن هو الذي يمنع إستعادة الوحدة الوطنية ومن هو الذي يرفض إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية.. اسألوا خالد مشعل؟!
الاثنين 2013-08-19 21:35:12