الرئيسة \  تقارير  \  مأزق أمريكا بمصر وسورية

مأزق أمريكا بمصر وسورية

09.07.2013
هيثم عياش


برلين /‏08‏/07‏/13
اعتبر رئيس فرع الاتحاد الاوربي لخطط الشرق الاوسط وخبير المنطقة المذكورة / الالماني  / كريستيان آخراينر بندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة الالمانية برلين صباح هذا اليوم الاثنين 8 تموز/يوليو  واشنطن وراء تطورات الاحداث السياسية التي تشهدها مصر حاليا بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي وان زعيم الادارة الامريكية باراك اوباما في مأزق حرج جراء الاتهامات التي ازدادت مؤخرا لدى الشارعين المصري والعربي اضافة الى الاسلامي وقوف واشنطن بشكل مباشر وراء اطاحة العسكر بمرسي . فوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي لم يخطو خطوة عزل الرئيس المصري الذي وصل الى منصب الرئاسة بانتخابات نزيهة قبل اجراء اتصال هاتفي مع نظيره الامريكي شوك هاجيل ، فالولايات المتحدة الامريكية ترى بفقدانها الرئيس المصري السابق حسني مبارك ضياعها لرجل هام يعتبر شيكا استراتيجا هاما لها بمنطقة الشرق الاوسط ونجاح الاسلاميين في مصر بعيد الاطاحة بمبارك ساهم الى حد كبير بتراجع هيمنة واشنطن على مصر وبعض الدول العربية .
ورأى آخراينر ان واشنطن جراء موقفها الضعيف من استمرار عنف النظام السوري لشعبه ومشاركة ايران وحزبها في لبنان الذي يُطلق على نفسه بـ / حزب الله /  اضافة الى موافقة وزير الخارجية الامريكي جون كيري على مقترحات نظيره الروسي سيرجي لافروف عقد مؤتمر جنيف / 2 / الدولي لانهاء الوضع الماساوي للشعب السوري ساهم بازدياد مأزق واشنطن دوليا وامريكيا اذ ثبت بأن الادارة الامريكية غير صادقة لانهاء الوضع المأساوي للشعب السوري والتدخل الامريكي المباشر بالانقلاب على مرسي ساهم الى حد كبير ضياع الفرصة لاوباما والادارة الامريكية بالتقارب مع الجماعات الاسلامية في مصر والدول الاسلامية الاخرى مضيفا ان الاخوان المسلمين في سوريا سيشاركون بحكم بلادهم بعد انتصار الشعب السوري على رئيس نظام بلادهم بشار اسد وستجد واشنطن صعوبة  في مساعيها لقيام علاقات قوية مع سوريا بعد اسد جراء استياء الاخوان السوريين من التدخل الامريكي في القاهرة وعدم مصداقية واشنطن بالتقارب مع العالم الاسلامي فالخطاب الذي القاه اوباما في جامعة القاهرة عام 2009 والذي اكد من خلال ضرورة تناسي العداوة بين المسلمين وامريكيا والبدء بصفحة جديدة للعلاقات ذهبت أدراج الرياح والتدخل الامريكي في احداث مصر كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
  وأعلن أخراينر انه بالرغم من تأكيد العسكر المصري اجراء  انتخابات رئاسية وبرلمانية ببلادهم وعدم تدخلهم بالسياسية فالانقلاب العسكري يبقى انقلابا على الديموقراطي والحريات العامة وعلى المرء ان لا ينسى ان معظم قادة الجيش المصري الذين يقفون وراء الانقلاب تلقوا تدريبا على علوم الجيش في معاهد امريكا  العسكرية ولذلك فان امريكا فقدت ثقتها بشكل كامل من شعوب العالم الاسلامي ولن تعود هذه الثقة على مدى السنوات المقبلة .
وأعرب آخراينر عن اعتقاده ضرورة تريث الاوروبيين لما تسفر عنه تطورات الاوضاع السياسية في مصر وضرورة التريث على ابداء دعمهم المطلق لحركة الجيش التي لقيت ايضا ترحيبا وامتعاضا من بعض الدول الاوروبية فتطروات الاوضاع السياسية والامنية في مصر وليبيا اضافة الى الحرب في سوريا يتطلب من اوروبا موقفا مستقلا حتى لا تفقد وجهها بشكل كامل لدى شعوب تلك المنطقة على حد قوله .