الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأزق المقاومة السورية مع الفكر الإرهابي والمتشدد !!

مأزق المقاومة السورية مع الفكر الإرهابي والمتشدد !!

25.09.2013
أ.د. عاصم حمدان



المدينة
الثلاثاء 24/9/2013
«مأزق المقاومة السورية مع الفكر الإرهابي والمتشدد» !!بعد مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبت بتدبير من الشخصيتين الأكثر دموية في العصر الحديث مناحيم بيجين Begin، ووزير دفاعه أريل شارون عام 1982م أي قبل أكثر من ثلاثين عاماً، أدلى شامير بتصريح وضعه على لسان "دميتهم" أو عميلهم كما يذكر المفكر الراحل روجيه جارودي Garaudy سعد حداد بأن أغيارا قتلوا أغياراً وهو ما تختصره العبارة العنصرية في القاموس اليهودي الديني (Goyim) وهي تنصرف إلى جميع الشعوب غير اليهودية، إلا أن بعضاً من وسائل الإعلام الغربي وصفت الحالة التي آلت إليها تيارات المقاومة في سوريا بعبارة لا تبتعد عن عبارة الإرهابي "شامير" وهي "عرب قتلوا عرباً" أو عرب يقتلون عرباً، وكنت أشاهد قناة الـ بي. بي. سي البريطانية عندما سمعت عبارة من أحد المنتمين إلى الجماعات الجهادية المتشددة مثيرة للاشمئزاز ومختصرة ذلك الأفق الضيق الذي يحصر الدين في فهمه الخاطئ والبعيد كل البعد عن الفهم الحقيقي للدين الإسلامي، يقول ذلك الشخص الذي يتوهم أنه يمتلك الحقيقة – وحده – "إننا نقاتل أولئك الملحدين إشارة إلى الجيش الحر أو الائتلاف الوطني الذي يحارب العدو الحقيقي في الأراضي السورية، بل إن القناة أجرت مقابلة مع أحد ما يسمى بجيش النصرة حيث ذكر – ما معناه – بأن قتال المنضويين تحت الجيش الشرعي للمقاومة بأنه يتوجب أو يفترض قتالهم قبل قتال جيش الطاغية بشار الأسد.
وهذه المقولة القطعية لها جذورها القديمة والجديدة في هذا الفكر الذي ابتليت به الأمة مذكراً في مضمونه بالفكر الخارجي الذي عانت منه الأمة في عصورها الأولى، ولقد ذكرت في مقالات سابقة بأن صمت بعض مؤسسات العلم في كثير من بلدان العالمين العربي والإسلامي عما ترتكبه حركة طالبان من قتل للأطفال وسواهم كما هو الشأن في محاولة قتل الطفلة "ملالاة" التي استغلها الإعلام الغربي للتدليل على محاربة هذه الجماعة للعلم والمعرفة، ونظيره طالبان الأخرى "بوكو حرام" التي دمرت التراث العربي والإسلامي بذريعة بدعية مؤلِّفيه – وغيرهما- ذلك الصمت هو الذي يفسد على المقاومة الشرعية في سوريا ما تريد تحقيقه والسعي إليه.