الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأزق النظام السوري يقوده للتمسك بحل سياسي

مأزق النظام السوري يقوده للتمسك بحل سياسي

02.09.2013
الوطن السعودية


الاحد 1/9/2013
ليس غريبا على النظام السوري الذي لم يعترف لغاية اليوم بالثورة الشعبية ضده أن ينفي وجود أدلة على استخدامه للأسلحة الكيماوية، ويعلن أمس بحسب بيان وزارة خارجيته أن ما قاله وزير الخارجية الأميركي عن وجود أدلة قاطعة تمهيدا للضربة العسكرية المتوقعة قريبا "يعتمد على روايات قديمة نشرها الإرهابيون منذ أكثر من أسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق".
كذلك ليس غريبا أن يختم مصدر الخارجية السورية تصريحه بالقول إنه "بذريعة الدفاع عن الشعب السوري يمهدون لعدوان ضد هذا الشعب ثماره مئات من الضحايا الأبرياء التي تحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة ومن يشاركها بهذا العدوان معنويا أو سياسيا أو فعليا.. إن هذا التصرف الأحادي يتم فقط لمصلحة الولايات المتحدة السياسية لا مصلحة شعبها وهو ضرب بعرض الحائط لكل القوانين الدولية وخرق فاضح للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
فالنظام السوري عندما وقع في شر أعماله نصّب نفسه مدافعا عن الشعب فيما هو في الحقيقة قمعه ودمر مدنه وقراه، وبات يتباكى على مئات من الضحايا الأبرياء متجاهلا أنه قتل مئات الألوف منهم بصواريخه وقنابله وآلته التدميرية، وحين يتحدث عن القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ينسى أنها تنص على حماية المدنيين الذين لم يكترث بهم وأرسل قواته وعصابات "شبيحته" لتمارس عليهم عمليات القتل والإبادة ولم يردعهم أحد عن ارتكاب الكثير من المجازر بحق المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، فأي قوانين يطالب النظام السوري بعدم خرقها وهو لم يترك قانونا إنسانيا إلا وخرقه بحماية روسية مفضوحة.
كذلك فإن قول وزير الخارجية السوري للأمين العام للأمم المتحدة في اتصاله معه أول من أمس إن النظام السوري يدعم جهوده لعقد مؤتمر جنيف لأنه يرى أن "الحل السياسي يشكل المخرج من هذا الوضع، وأن أي عدوان على سورية هو نسف للجهود المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة"، يظهر تناقض النظام الذي عطل مراراً بالتعاون مع الروس انعقاد المؤتمر، وعندما أحس بالورطة التي يصعب على الروس إنقاذه منها بات يأمل بحل سياسي طالما كان يقف ضده محاولا الإيهام أنه يحارب الإرهاب وليس شعبا ثائرا.
النظام السوري انتهى عمليا، والمسألة مرتبطة بمدى قدرته على الصمود في وجه الثورة بعد الضربة العسكرية المتوقعة.