الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة السوريين

مأساة السوريين

08.07.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الثلاثاء 7/7/2015
في الوقت الذي يشهد فيه العالم والأمم المتحدة حركة مكوكية وجهودا حثيثة، واجتماعات ودعوات وضغوطا للتوصل إلى هدنة في اليمن، ويتحرك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة دون كلل لأجل ذلك، يعيش الشعب السوري الشقيق غير بعيد عن أعين هذه المنظمات الدولية مأساة منذ أكثر من أربع سنوات، ذاق فيها الموت والتشريد ألوانا، رجالا ونساء وأطفالا، في محنة يندى لها جبين الإنسانية، وازدواجية للمعايير ترتكبها القوى العظمى غير عابئة بأبسط معايير الديمقراطية أو القوانين الإنسانية والأخلاقية.
العالم يناشد الأطراف في اليمن لوقف الحرب والأسد يذبح ويقتل ويشرد دون أدنى وازع أو ضغط أو حتى تلميح إلى وقف الحرب أو إنشاء منطقة عازلة للمدنيين والنازحين رغم مرور كل هذه السنوات.
السوريون يتساءلون أين العالم والمنظمات الدولية ومجلس الأمن من مجازر بشار اليومية والتي تلقى دعما من إيران وقوى دولية، في حين يهب العالم، الذي يدعي الدفاع عن الشرعية والديمقراطية، مطالبا بهدنة في اليمن، في الوقت الذي اعتدى فيه المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح على الديمقراطية وشنوا عليها حربا شعواء ونسفوا كل الاتفاقيات للانتقال الديمقراطي في اليمن طبقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
بشار وعصابته يدمرون سوريا ويسحقون آلاف المدنيين كل يوم تحت أنقاض المباني المدمرة والصواريخ والبراميل المتفجرة، وأكبر دولة في العالم تكتفي بتوجيه حربها إلى عدو موهوم بل تطالب السوريين، مع ما يلقون من قتل وتشريد، بتوحيد الجهود ضده على أمل أن يحققوا لها ما تأمل دون أدنى جهد منها.
العالم لا يتعامل مع المحنة السورية لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، بل تحركه المصالح لا غير، الحال في سوريا لا يفيد سوى شركات السلاح، وإسرائيل في النهاية هي المستفيد الأكبر، في حين الوضع في اليمن مقلق لهذه القوى الدولية، إذ تخشى من السيطرة على باب المندب، وقد تستخدمها ورقة للضغط على إيران في المحادثات النووية.
العالم الحر مطالب بحل جاد للمحنة السورية وتشريد الملايين من أبناء الشعب السوري الشقيق، كما أنه مطالب بالبعد عن ازدواجية المعايير التي لا تحتاج إلى بيان في تعامله مع أزمات الشعوب العربية، لإعلاء القيم والأخلاق فوق المصالح السياسية الضيقة.