الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة اللاجئين السوريين

مأساة اللاجئين السوريين

11.12.2014
صحيفة «غارديان» البريطانية



البيان
الاربعاء 10-12-2014   
كأن المأساة السورية ليست مروعة بما فيه الكفاية، فمع تجاوز حصيلة القتلى نحو 200 ألف، ونزوح أكثر من نصف السوريين بسبب الحرب الأهلية، تمت إضافة عنصر آخر لمحنة هذا الشعب، وهو أن بعض المساعدات الإنسانية الدولية، كما يبدو، تراجعت إلى حد كبير.
وفي قرار يهدف إلى دق ناقوس الخطر، أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، أنه سيعلق المساعدات الغذائية في المنطقة بسبب نقص التمويل، فهو يحتاج لنحو 60 مليون دولار، لتوفير كوبونات الأغذية لأكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري، خلال ديسمبر الجاري.
ولم يكن المال وشيك القدوم، ويمكن لأي شخص تصور التأثير المدمر لأي انقطاع في توزيع الأغذية، على المخيمات والملاجئ التي يعيش فيها حالياً السوريون الذين فروا من جحيم الحرب، ناهيك عن أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة، ولا سيما تركيا ولبنان والأردن.
لقد أثبت الصراع السوري، المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عجز المجتمع الدولي عن مواجهة أزمة متعددة المسارات، فقد بدأت الحرب عندما استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة ضد شعبه لسحق انتفاضة شعبية، واستخدم كل الفظاعات ضد مواطنيه، بدءاً بتأكيد الجميع لاستخدام غاز السارين، وإسقاط البراميل المتفجرة فوق المدن، وصولاً إلى عمليات القتل داخل غرف التعذيب الخاصة بالنظام، وكانت النتيجة التطرف على كل الجهات.
والآن بعد أن اتخذ القتال الدولي ضد تنظيم "داعش" الأسبقية بالنسبة إلى أي فكرة لإيقاف الرئيس الأسد، يبدو أن الديكتاتور السوري قد نجح في إبراز نفسه على أنه حليف الغرب الضمني في القتال ضد التشدد.
وتعتبر خطط تنظيم "انتقال سياسي" في دمشق، أكثر قليلاً حالياً من شعارات الدبلوماسية الدولية الفارغة، التي تم نشرها تحديداً عن طريق إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي أظهرت الكثير من التردد حيال سوريا.
لا أحد يرغب، أو يبدو قادراً، على التعامل مع جذور المشكلة السورية، وهي نظام بشار الأسد، غير أننا لا نتعامل حتى مع أعراض المشكلة، فالمعونات الغذائية أساسية، ولذلك يتوجب على حكومات أغنى الدول منح الأمم المتحدة المال اللازم لإطعام السوريين الذين يعانون من الجوع، لأن استقرار الدول التي تؤوي أولئك اللاجئين قد يكون على المحك.