الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة سوريا

مأساة سوريا

13.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاحد 12/1/2014
يبدو أن المأساة الإنسانية المروعة التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الثورة قبل ثلاثة اعوام، والتي تتفاقم كل يوم، حتى وصلت الاوضاع الى حد الموت جوعا في الاحياء والبلدات المحاصرة على امتداد سوريا؛ حيث افادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن نحو 30 شخصا غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعا بسبب الحصار التام المفروض على 20 الف شخص داخل مخيم اليرموك للاجئين في دمشق منذ سبتمبر الماضي.
وما يحدث في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، حيث يمنع النظام السوري منظمات الاغاثة من ادخال الامدادات الطبية والغذائية للمدنيين المحاصرين- ربما هو مجرد حالة واحدة من عشرات الحالات المشابهة التي يموت فيها المدنيون تحت الحصار، الذي تفرضه قوات النظام على عشرات المناطق الاخرى في محافظات سوريا المختلفة مثل حمص ودرعا.. وقد شكلت حوادث الاعتداءات المتكررة على طواقم العمل الانساني بالقتل والتدمير والنهب والمنع من القيام بدورها- مثلما حدث لمقر الهلال الأحمر القطري في مدينة تل أبيض- ايضا جزءا من الإخلال المستمر بالقانون الدولي الإنساني الذي يقوم به اطراف النزاع.
والحصار و"سلاح التجويع" ليس سوى جزء يسير من الانتهاكات الفظيعة التي يقوم بها النظام، بدءا من استخدام السلاح الكيماوي الى الاسلحة الباليستية والبراميل المتفجرة، التي حصدت مئات الالاف من القتلى والجرحى ودمرت المدن والبلدات ودفعت ملايين السوريين الى النزوح واللجوء.
ان تراخي المجتمع الدولي عن القيام بواجباته في حماية المدنيين والزام اطراف النزاع في سوريا باحترام القانون الدولي الانساني، فضلا عن الانقسام في مجلس الامن حيال الازمة السورية، شجع النظام الوحشي في سوريا على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والابادة والجرائم ضد الانسانية دون خوف من عقاب او محاسبة.. ان الوضع الانساني الكارثي في سوريا ينبغي ان يوضع على رأس اجندة اجتماع اصدقاء سوريا الذي يعقد اليوم في باريس، للضغط من اجل فتح ممرات انسانية آمنة لانقاذ المدنيين من الموت، والتأكيد على ان الجرائم التي ترتكب اليوم في سوريا لن تمر دون عقاب.