الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة لكل مواطن

مأساة لكل مواطن

24.05.2014
عبد حامد



القدس العربي
الخميس 22/5/2014
يكفي المواطن العربي الكريم، ان يقرأ أو يسمع أو يرى، مأساة عائلة سورية واحدة، منذ ان اعلن، النظام وشبيحته والميليشيات الايرانية، حربهم الشعواء، على الشعب السوري، وما تعرضت له من مختلف انواع البشاعات والاهوال في داخل الوطن، وما واجهته من محن ورزايا وويلات، وهي في طريقها لمغادرة سوريا، وما صب فوق رأسها من فواجع وكوارث وكل انواع البلاء، حتى تحترق كل ذرة في كيانه مرارة وحسرة ولوعة، لحالها نعم هذا هو حال كل مواطن عربي كريم، وهكذا اصبح لكل عربي ينتمي لهذه ألامة دما وقلبا وروحا وشمائل، مأساة دامية مروعة، وذلك بفضل تقاعس اغلب دول العالم وحكوماته، عن نصرة هذا الشعب المظلوم، والحق ان ظلم هذا النظام لم يقتصر، على ابناء هذا الوطن وحده، بل طال الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين.
ومنذان استلمت هذه العائلة، مقاليد السلطة والحكم في سوريا، لقد دكت صوارخ ارض- ارض قلب بغداد واحدثت دمارا واسعا وخرابا هائلا فيها، وكم من عائلة دفنت تحت ركام منازلها، وكان كاتب هذه السطور شاهد عيان على ذلك، في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، عندما تحالف، حافظ الاسد مع نظام الملالي لقتل العراقيين، وهذا هو نفس ما يفعله بشار الابن، في حربه الشعواء على السوريين والعرب، فهو يقتفي سيرة والده، واذا كان البعض من العرب وغير العرب، لا يعرف حقيقة معدن هذه العائلة، ويستغرب من مايقترفه هذا النظام اليوم، فان شعب سوريا لا يستغرب ذلك، بل كان يتوقعه، لانه يعرف جوهر ووظيفة هذه العائلة، لذلك خرج مطالبابتغييره، والخلاص من ظلمه وجوره، لكن ما يؤلمنا ويوجعنا، ان يتحمل هذاالشعب وحده، مسؤولية رفع كل هذا الظلم والضيم عن كاهل العرب، كان لزاما وواجبا شرعياواخلاقيا ووطنيا وانسانيا، ان تشارك كل الدول والحكومات، الشعب السوري في مهمته النبيلة هذه، وخصوصا الدول والحكومات، التي تعرض ابناء شعبها لقمع وظلم هذه العائلة، وذلك تعاطفا مع ابناء شعبها ونجدة لهم وغيرة عليهم، اما الحكومات التي لم تفعل ذلك، فهذا له أكثر من دلالة ومغزى، نعم هذا فضل كبير، يسديه احرار سوريا لكل العرب، بتحملهم لهذه المسؤولية الجسيمة الكبيرة والكريمه، ولعمري هذا شرف يليق بهم وبمكانتهم، بين شعوب الامم، وعلينا ان نتذكر، ان شر هذه العائلة على العرب، ومهمته في ايذاء العرب لم تتوقف الى الان، فها هو يقود حربااعلامية وغير اعلامية شعواء، على دول عربية اصيلة وكبيرة لمجرد انها، عملت على انهاء هذه الماساة الانسانية المتواصلة، وحقن دماء العرب والمسلمين، ونصرة للحق والعدل والانصاف، وكانت قد طالبت الاسد بالاستماع لمناشدات مواطنيه، منذ لحظة نزولهم الى الشوارع والساحات العامة متظاهرين سلميا، للتعبير عن اهدافهم وغاياتهم المشروعة والمحقة، لكن النظام ابى ان يحقق لهم ولو جزءا من ذلك، بل بادر الى اطلاق الرصاص الحي عليهم، ومن ثم اقترف بحقهم حرب الابادة الشاملة التي لا زالت متواصلة، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، انه على استعداد مطلق وكامل، ان يضحي بالوطن والشعب، في سبيل بقاء حياته ونظامه، وهذا ما لا يرضاه حر على وجه الأرض على الاطلاق.