الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة مخيم اليرموك

مأساة مخيم اليرموك

08.04.2015
رأي البيان



البيان
الثلاثاء 7-4-2015
الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيّم اليرموك، وبخاصة بعد اجتياح تنظيم داعش للمخيم قبل بضعة أيام، تشعل الضوء الأحمر في وجه الجميع، سوريين وفلسطينيين وعرباً ومسلمين، ومعهم دول العالم والمنظمات الإنسانية، وكل صاحب ضمير حر.
 مشاهد قطع الرؤوس والإعدامات الجماعية والقصف العشوائي، تتحالف مع الفقر والجوع وانعدام الخدمات الصحية، لينتج عنها وضع تصغر أمامه كلمة "مأساة". وبعد أن شرّدت الغالبية الساحقة من سكّان المخيم المقام بعد نكبة فلسطين عام 1948، بقي في المخيم قرابة عشرين ألفاً من أصل ثلاثمئة. الآن جاء "داعش" لترحيل من تبقى من سكّان المخيّم، لتحويله إلى قاعدة انطلاق على أبواب دمشق.
منذ بدايات تحوّل الحراك الشعبي السوري إلى ما يشبه الحرب الأهلية، لأسباب يتقدّمها عنف النظام وقمعه المفرط للحراك، كان هاجس الحريصين من أبناء الأمة العربية وولاة أمرها، ألا يوظّف أي طرف، اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلاد في صراع داخلي لا علاقة للفلسطينيين به من بعيد أو قريب.
فالفلسطينيون أصحاب قضية وحقوق، ولهم عدو معروف، هو الذي شرّدهم من ديارهم واستولى على أرضهم وأملاكهم وصادر مستقبلهم. وهم بهذا المعنى، ولهذه الأسباب وغيرها، ضيوف في أي بلد يؤويهم، ولا مصلحة لهم ولا هدف في الانخراط في أي صراعات داخلية، حتى لو بالمنسوب السياسي، لأن ما يخدمهم ويضمن بقاء قضيتهم حيّة، هو البقاء على مسافة واحدة من الخلافات العربية العربية، وكذا الخلافات والصراعات بين أي أطراف في البلد العربي الواحد.
الآن، وقد وصلت الأوضاع في مخيّم اليرموك إلى درجة بالغة الخطورة، لا ينبغي أن يقف العرب متفرّجين على شلال دم يجري من عروق الأبرياء، أو أن يبقى الفلسطيني مخيّراً بين ديمومة الترحال أو القتل. ما يجري، يرتّب مسؤوليات قومية ودينية وأخلاقية وإنسانية على الجميع.