الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة مخيم اليرموك

مأساة مخيم اليرموك

12.01.2014
رشيد حسن


الدستور
السبت 11/1/2014
تذكرنا مأساة أهلنا اللاجئين في مخيم اليرموك،  وهم يقضون جوعا،  ويضطر بعضهم لنبش الحاويات.. تذكرنا  بحصار المخيمات  في لبنان الذي استمر طويلا،  حتى اضطر البعض الى أكل  جيف الكلاب والقطط،  كما روت الطبيبة السويدية التي عاصرت هذه المحنة .
والسؤال، من المسؤول عن هذه المأساة المروعة؟؟ عباس زكي أحد قيادي حركة فتح في حوار مع فضائية “البي بي سي” بمشاركة مدير المرصد السوري اذيع ليلة الخميس التاسع من الشهر الحالي، يرجع السبب الى دخول المسلحين المخيم،  ورفضهم ادخال المواد الغذائية الى المحاصرين،  وقد حاول هو بنفسه ادخال سلال غذائية وقافلة تموين، فاطلقت النيران من قبل المسلحين المتمترسين داخل المخيم. ما ادى الى فشل هذا المسعى الانساني،  هؤلاء المسلحون يضيف زكي، ينتمون الى عدة تنظيمات وفصائل من المعارضة المسلحة،  دخلوا المخيم ويرفضون الانسحاب،  لموقعه الاستراتيجي،  ويتخذون من اللاجئين المقيمين بالمخيم دروعا بشرية،  وقد فشلت كل جهود الوساطة لسبب بسيط وهو انك تتق مع طرف فيرفض الاخرون الالتزام بالاتفاق؛  ما ادى الى تفاقم الوضع ووصول المخيم الى حافة الكارثة ان ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك عار على الجميع،  وخاصة على من يتبنى هذه التنظيمات التي دخلت المخيم،  وترفض ادخال المواد الغذائية،  وخروج المرضى للعلاج، ، وعار على جامعة الدول العربية وامينها العام  الذي لم بحرك ساكنا،  وكأن اللاجئين الفلسطينين ليسوا بشرا،  وعار على المنظمات الانسانية التي لم تقم بواجبها،  وتثير القضية في اروقة الامم المتحدة  والمحافل الدولية،  للضغط على هؤلاء المسلحين وانقاذ اللاجئين المحاصرين من معاناة لا مثيل لها.
مأساة مخيم اليرموك  تؤكد ان  التنظيمات التي دخلت المخيم،  وتمترست فيه،  تريد  ان  تزج بالمخيم وباللاجئين الفلسطينيين في اتون الازمة السورية،  رغم اعلان منظمة التحرير النأي بالفلسطينيين وبالمخيمات عن هذة الازمة وغيرها،  وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة.
ندعو الدول العربية  وخاصة  المعنية بالازمة السورية ، وبالذات التي تمول هذه التنظيمات وترعاها وتحكم سيطرتها عليها، ان تدعوهم للخروج من مخيم اليرموك؛  حفاظا على ارواح الابرياء المحاصرين،  وعدم  الزج بالمخيم في صراع لا يعنيه،  والسماح بادخال المواد الغذائية والادوية لاكثر من عشرين الف فلسطيني محاصر داخل المخيم...فالثورات الحقيقية تقوم لانصاف المظلومين والغلابى،  ولا تتخذ منهم دروعا بشرية،
مأساة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك .. هي مأساة كافة اللاجئين الفلسطينيين المشردين قي المنافي ومخيمات الشتات،  والذين يتعرضون اليوم لأبشع  مؤامرة  لتصفية قضيتهم...  قضية حق العودة المقدس،  والحكم عليهم بالنفي الأبدي  في هذه المخيمات التي لا تصلح لحياة الحيوانات ما يحدث في مخيم اليرموك يجب ان يستفز المسؤولين الفلسطيينين،  ويخرجهم عن صمتهم،  فيكشفوا الحقيقة كاملة  امام شعبهم وامتهم بالتأشير على التنظيمات التي دخلت المخيم وتمترست فيه،  وحولت حياة ابنائه الى جحيم.
باخنصار....مأساة مخيم اليرموك تؤكد ان لا حل لقضية اللاجئين الا بالعودة الى وطنهم ..الى فلسطين،  وان الحلول الاميركية – الاسرائيلية المطروحة،  هي لتصفية هذه القضية المقدسة؛  ما يستدعي من ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي المنافي الاعلان عن ايام غضب، لا تنتهي الا بسقوط المؤامرة،  وسقوط من يتبناها من المسؤولين الفلسطينيين.