الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مأساة مخيم اليرموك

مأساة مخيم اليرموك

14.01.2014
رأي البيان


البيان
الاثنين 13/1/2014
    مأساة إنسانية يعيشها سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، آخذة في التفاقم يوماً بعد يوم، حيث تكاد تنعدم المواد الغذائية والاحتياجات الطبية بسبب الحصار المفروض على المخيم منذ نحو سنة، ما يتسبب في ارتفاع حالات الوفاة جوعاً.
ففي "اليرموك"، تجد شهداء دون معارك، في حروب يخوضها من انتزعت إنسانيتهم بحصار الأبرياء، باحثين عن انتصاراتهم على جثث الضحايا، والموت بالجوع أحدث وسائل القتل لديهم، ناهيك عن القنص أو الذبح.
البوابة الشمالية لمخيم اليرموك يسيطر عليها الجيش السوري، وتسانده في ذلك قوات القيادة العامة و"فتح الانتفاضة"، وقوات تابعة للنضال الشعبي المنشقة، بينما تسيطر مجموعات مسلحة فلسطينية أخرى على مساحة واسعة من مخيم اليرموك حتى مقبرة الشهداء.
وهي "كتائب أكناف بيت المقدس" و"لواء العهدة العمرية" و"لواء العاصفة" و"كتيبة الأقصى"، بينما تسيطر "داعش" (الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام)، و"جبهة النصرة" على جنوب مخيم اليرموك وبوابة الحجر الأسود.
ويعيش سكان المخيم بين هذه المجموعات دون أن تكون لهم حرية التنقل والتسوق، ولا حتى الذهاب إلى المستشفيات، وجلب المياه والأدوية، لأن المجموعات المسلحة قامت بتقسيم المخيم إلى قطاعات، كل قطاع تسيطر عليه مجموعة معينة.
 لذلك يضطر سكان المخيم لأن يقتاتوا على أوراق الشجر والحشائش والقطط النافقة، في ظل غياب شبه كامل للأدوية وحليب الأطفال وغلاء الأسعار، إذ تجاوز ثمن كيلو الأرز الواحد 40 دولاراً.
وهنالك من يذهب إلى أن فشل المبادرات السياسية في إنهاء أزمة مخيم اليرموك، يعود إلى وجود أطراف تحاول تهجير الفلسطينيين مرة أخرى، وتدفع في اتجاه إفراغ المخيمات لضرب حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
ومهما كانت الأسباب والدوافع، فإن الوضع المأساوي لسكان المخيم لم يعد يحتمل الجدل والمساومات السياسية الرخيصة، ولا بد من الانسحاب الكامل لجميع المسلحين من داخل المخيم، تمهيداً لعودة آمنة لسكانه الذين هجروا منه بسبب الأحداث الدامية، والاستجابة للدعوات الفلسطينية والدولية والعربية لفتح ممرات إنسانية لإغاثة من بقي من سكان المخيم.