الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤتمر الدوحة.. وتسليح الشعب السوري الحر .. ماذا يعني؟

مؤتمر الدوحة.. وتسليح الشعب السوري الحر .. ماذا يعني؟

24.06.2013
خالد هنداوي

 الشرق القطرية
الاثنين 24/6/2013
بعيدا عن الكثير من الفذلكات والتفسيرات عن ضرورة تسليح المقاومة الشعبية والجيش الحر في الثورة السورية ، فما لتكرير وعلك هذه السفسطات التي هي مجرد كلام من حاجة وإنما الحاجة في  المطلوب الفهم والوعي حيال هذه الفكرة التي فرضت نفسها على مشهد الحلبة بسبب ما وصل إليه اللانظام القاتل في دمشق من تدمير العباد والبلاد والتفنن بإشعال هذا الهولوكوست الرهيب منذ أكثر من عامين حيث التهمت النيران الأخضر واليابس ولا تسأل عن مئات آلاف الضحايا والمعتقلين والمشردين وخصوصا النساء والأطفال ، ولا عجب في ذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه لأن عصابة حاكمة باسم أسيادها من الغرب والشرق وتقودها الصهيونية العالمية وتعمل إيران وعراق المالكي وحزب الشيطان وروسيا والصين تحت إمرتها سرا وجهرا يجعلنا نشعر بحق عن منتهى الخسة والدناءة عند هذا الذي يسمي نفسه مع كل هذا الإجرام محور المقاومة والممانعة ، ومع أن العقل والمنطق يقتضيان أنما قذف على الشعب السوري من براميل البارود والراجمات وكل المحرمات الدولية في الحروب بما فيها الأسلحة الكيماوية والفتاكة لو صب على الكيان الصهيوني لمحاه من الوجود ، ولكن أنى لهم ذلك وهم خدام  وحراس هذا المحتل وليس المطلوب منهم سوى القضاء على الشعب العربي والمسلم في سورية ليبقى الطغاة في عروشهم بمباركة إسرائيل التي تعتبر العالم وعلى رأسه أمريكا وروسيا وإيران ألاعيب بيدها ، وهو ما يفسر تصريح نتن ياهو رئيس وزرائها وللمرة السادسة قبل ثلاثة أيام أنه لا زال يفضل بقاء الأسد درءاً لأي بديل آخر مع الدندنة على الإسلاميين والراديكاليين من باب ذر الرماد في العيون وليس سوى الأسد الجزار من يصلح لهم كما كان أبوه من قبله ، ومن هنا يمكننا أن نفهم أيضا لماذا يصر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري كما كان يؤكد السفير الأمريكي في دمشق " روبرت فورد " أنه يجب أن لا تحدث غلبة للثوار على اللانظام وإنما يمكن تزويدهم بالأسلحة المناسبة فقط ، فقد تغير الموازين على الأرض لحمل طرفي النزاع كما يعبرون ظلما أي الشعب والحكومة على القبول بحل سلمي ينهي الصراع ربما بحكومة انتقالية منهما بالأسد أو دونه وكأن الشعب الحر بعد كل هذه التضحيات الجسيمة يقبل بألاعيبهم وخصوصا أنه بات معروفا مدى دفاع روسيا بوتين ولافروف عن خطة حكومة الإجرام في سورية التي ستعرض في جنيف 2 وكذلك إيران التي لا ترى إلا بمنظارها الطائفي الذي تأمر مدللها بشار أن يستهدي به وألا يحرف البوصلة عنه ، ولمثل هذا كله نعود لنقول لا حاجة إلى كثرة التفلسف لضرورة تسليح المعارضة لأن هذا أمر طبعي و شرعي في جميع العقائد والمذاهب حتى في حالة خوف نشوب الحرب فلا بد من الاستعداد بكل ما يستطاع من سلاح وعتاد ولذا فإنه في الحرب الدائرة اليوم أوجب لتستقيم شؤون الحياة ولايأكل القوي الطاغي الضعيف المقهور ، ولذا جاز ضرورة أن يستعين المظلومون بسلاح غيرهم لتعديل ميزان القوى لأنهم مضطرون إليه ، ولأن الحفاظ على النفوس من الهلاك هو بحد ذاته حفاظ على الدين نفسه كما يقول سلطان العلماء العز بن عبد السلام ، ويقول الفقيه ابن حزم: " إذا أصبح المسلمون على شفا هلكة جاز لهم أن يستعينوا بسلاح غيرهم ولو لم يكونوا مسلمين ، لقوله تعالى " إلا ما اضطررتم إليه "  الأنعام "119" ، فكيف بنا اليوم ونحن نشتري السلاح منهم إضافة إلى المعونة وهكذا فإن الإسلام لا يسمح بحال أن تزهق الأرواح بغير حق ، فكيف بإجرام الأسد وعصابته الذين مردوا على الفظائع والمجازر ويؤكد مولانا تعالى تحقيق قانون التدافع في الأرض لإبقاء التوازن في القوى :" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد ..." الحج "40" قال المفسرون كابن كثير والنسفي أي لولا أن الله يدفع بقوم عن قوم ويكف شرورهم بما يقدره من الأسباب لفسدت الأرض ولأهلك القوي الضعيف وسيطر على النفوس و الأقداس من متعبدات الرهبان وكنائس اليهود والنصارى ومساجد المسلمين التي ستهان من دون حمايتها تماما كما تهان اليوم في سورية فيهدمها ويقصفها المجرمون وأهلها العباد دون تمييز ، والله يقول :" ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ..." النساء"102" وهكذا فإن حيازته مما لابد منه لرفع الظلم ولا يكفي سلاح الكلام بالشكاية فإنه عدة الضعفاء وماذا أفدنا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن  وكم أضرنا هذا الصمت الدولي الرهيب ، ولذا فإنه لن يصلح لنا في الحلبة إلا ما قاله أبو تمام : السيف أصدق أنباء من الكتب ، أو ما قاله زهير :
 
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه     يهدم ومن لم يظلم الناس يظلم  أي يكف ظلمهم عنه  ، وكان الزعيم الشيوعي الصيني ماوتيسيتونغ يقول لشعبه : لا مكان للضعيف في هذا العالم  ، وقد كتب هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق في مذكراته عن التدافع والتوازن فقال :" إذا كان التاريخ يعلمنا شيئا فهو عدم وجود سلام من دون توازن " ولن ننسى موقف تشرشل زعيم امبراطورية بريطانيا حين طلب من الرئيس الأمريكي الأسبق روز فيلت الذي كان مترددا بمده بالسلاح النوعي حين دك هتلر بريطانيا بالدبابات وكتب تشرشل له في رسالته الأخيرة أعطني الأدوات أنجز المهمة فلما زوده بها أخرج هتلر بهذه القوة من بريطانيا ، فحتى لو كان حضور مؤتمر جنيف الجديد ضروريا لحلحلة شيئ في المعضلة فلا بد من السلاح النوعي للثوار بغية سلامة الأمة وتخليصها من قاتليها وغاصبيها لتعم الحرية والكرامة في دولة القانون والمواطنة ، ومن هنا جاء مؤتمر الدوحة قبل يومين ليؤكد على ضرورة تسليح المعارضة فورا ونحمد الله أن قد بدئ في ذلك وكم نصحنا قبل ولكن لا حياة لمن تنادي ، على أننا قبل أن نغادر لا بد أن نطرح هذا السؤال : لماذا يهدد الجزار بشار وبوتين وحكام إيران أنه لو قدم السلاح للمعارضة فإن أوروبا ستدفع ثمن ذلك باهظا أليس هذا إقرارا من الجزار أنه ضعيف جدا ويخاف من التزويد بالأسلحة المتطورة مع أنه يدعي القوة والسيطرة ؟ وهيهات هيهات فلو كان كذلك لما استعان بحزب الشيطان ، ثم كيف يحذرون من التدخل الخارجي خوفا منه وهم متدخلون أصلا بكل فاعلية بالمال والرجال والسلاح من بداية الثورة ثم غزو ما يسمى بحزب الله لإذكاء الحرب الطائفية الكارثية التي سنمنعها نحن اللاطائفيون ، ولماذا يعتبر تدخلهم حلالا وتدخل غيرهم لرفع المأساة عن شعبنا الذبيح حراما ؟ إنه الكيل بمكيالين ولكن النصر حقا مع المظلوم لا مع الظالم ، وإن تشدقوا أن النصر لهم خسئوا وخابوا