الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤتمر جنيف فشل قبل ان يبدأ!

مؤتمر جنيف فشل قبل ان يبدأ!

05.06.2013
د . صالح الدباني

القدس العربي
الاربعاء 5/6/2013
عندما تتكشّف الامور عن المضمور وتبان الخفايا عن النوايا تظهرالحقيقة جلية، لم يكن النظام السوري ليُصّدق بالقول حتى لنفسه فهذا اسلوب تعود واعتاد عليه، فقبل ان يعلن نيته المشاركة في ما سميَّ بمؤتمر جنيف2 اعلنت الخارجية الروسية على لسان صانع سياستها الخارجية سيرجي لافروف ان النظام السوري سيشارك في المؤتمر، والذي كان احد مهندسيه، ثم يأتي بعد ذلك وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم ويعلن على استحياء ومن بغداد ان النظام سيشارك من دون شروط مسبقه، ولكنه اضاف اننا لن نتحاور مع الذين اياديهم ملطخةِ بالدماء، ترى هل فهم البعض ذلك القول المتضارب في المعنى، فالكل يعلم ان النظام أطلق على شباب الثوارة ورجال المعارضة الناس المأجورين والملطخة ايديهم بدماء السوريين، فمع من إذاً اراد سيادة الوزير التفاوض هل مع الوزير الروسي؟
ثم يأتي بعد ذلك معلم وليد المعلم بشار الاسد ليفسد في القول ثم يسب ويشجب في مقابلته التي اخص بها قناة المنار التابعة لشريكه في الحرب على الشعب السوري الحزب الايراني في لبنان، كان اكثر وضوحاً من وزير خارجيته عندما قال ان نظامه لن يفاوض في مؤتمر جنيف 2 العبيد بل اسيادهم، وهنا يقصد بالعبيد ثوار المقاومة السورية وشبابها الاشاوس، الذين ثاروا ضد نظامه الفئوي الاستبدادي الذي ورثه عن ابيه، كما انه اعطى غطاءً تفسيرياً لوجود ميليشيات حزب الله الى جانب شبيحته لقتل الشعب السوري الابي الذي صبر على تعسفه وغطرسته عقوداً من الزمن، ثم انه اشار بوضوح إلى أن نظامه لن يلتزم بأيٍ من قرارات المؤتمر الذي وافق نظامه على حضوره، وان كل القرارات ستعرض للاستفتاء الشعبي للرد عليها بلا او نعم، عجباً عن اي استفتاء يتحدث عنه هذا الشخص بل في اي عالمٍ هو عائيش انه شبيهٌ بالنعامة التي تدس رأسها بالرمال، اكثر من ثلثي سورية بيد الثوار، وربع سكان سورية لاجئون في دول الجوار من سطو شبيحته ونيران قواته، إضافةً إلى ما يقارب نصف مليون سجين معظم مدن وقرى سورية اصبحت اطلالاً وخراباً ينعق عليها الغراب وتجري في أزقتها الكلاب الضالة بعد ان قتلت صواريخ الاسكود وبراميل طيرانه الحارقة من قتلت وهجّرت من هجّرت، اللهم إلا أذا كان الاسد يقصد بالاستفتاء في دولةٍ اخرى غير سورية؟
ان الثورة السورية لم تكن ثورة جياع او تقاسما للسلطة ابداً بل لها اسبابٌ ودوافعٌ اكبر من هذه، انها ثورةٌ ضد الظلم والاستبداد والطغيان والظلم والفساد والتسلط والاستعباد وارهاب الدولة انها ثورة من اجل العيش بحرية وكرامة من دون إذلال ولا إهانة،
إذاً لا توجد ارضية للتفاوض ابداً مع من اصر على قتل الشعب في سبيل البقاء لتنفيذ اجندة روسية ايرانية على جثث الاطفال والنساء إلا برحيله، فدماء الشهداء ليست برخيصة حتى يتم القصاص لها ممن ارتكب المجازر في سبيل البقاء او عصا يتكئ عليها اعداء الامة.