الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤتمر طهران التهريجي لأعداء الشعب السوري!

مؤتمر طهران التهريجي لأعداء الشعب السوري!

02.06.2013
داود البصري


الشرق
السبت 1/6/2013
تحركات الدبلوماسية الإيرانية دفاعا عن النظام السوري قد جاءت متزامنة ومنسقة بالكامل مع الجهود العسكرية والاستخبارية النشطة التي جهزتها طهران وأعدت عدتها عبر التنسيق والتعاون الميداني مع أدواتها ووكلائها في المنطقة وأبرزهم حزب حسن نصر الله اللبناني والعصابات الطائفية في العراق التي تحظى برعاية وحماية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، فبعد تنفيذ الشق العسكري من واجب الدفاع الإيراني المقدس عن نظام بشار أسد، لجأ الإيرانيون كعادتهم وعبر دبلوماسية (الأفعى الناعمة والسامة) التي يتقنونها كثيرا للعب أوراق دبلوماسية محروقة بهدف المزايدة على المواقف الدولية ومحاولة شق وحدة المجتمع الدولي المناهضة لجرائم النظام السوري بملفاتها التي ستؤدي حتما لإقامة محكمة دولية لجرائم حرب النظام السوري وهي ملفات مرعبة في دمويتها وبشاعتها والتي تتضاءل أمامها جرائم صرب البوسنة في عز مجدهم الفاشي، وإذا كان النظام الإيراني يتصور واهما بأنه يتقن لعبة العلاقات الدولية واستغلال الأزمات ومن ثم تمرير الطروحات، فإنه قد أخطأ هذه المرة وبشكل تهريجي فظ في عقده لمؤتمر دولي هزيل في طهران تحت يافطة ما أسماه بـ(أصدقاء الشعب السوري)!! حشد فيه ثلة من الدول المؤيدة للتحالف الإيراني / السوري أو السائرة في ركاب الفلك الإيراني، كالعراق مثلا ممثلا بوزير خارجيته هوشيار زيباري ومستشار نوري المالكي القانوني أو كالرئيس اللبناني السابق أميل لحود أو بعض مسؤولي الدرجة الثالثة من بعض الدول الهامشية في العالم!! وحيث تحدث وزير الخارجية الإيراني (صالحي) كعادته حول التسوية السياسية للأزمة السورية وكأن الموضوع وبعد عامين ونصف العام من المذابح والمجازر السلطوية الشنيعة والدمار الكبير الذي أصاب الحواضر والمدن السورية مجرد خلاف في وجهات النظر بين السلطة والمعارضة وليس ثورة شعبية شاملة تنشد الحرية والخلاص من حكم الفئة الباغية ودفع الشعب السوري ثمنا باهظا، لذلك قدر بحوالي 80 ألف شهيد وقوافل الشهداء مستمرة!! أما نائب وزير الخارجية الإيراني أمير حسين فقد تحدث في ذلك المؤتمر التهريجي والمثير للسخرية حول انتصارات النظام السوري المزعومة!! وحول أمور وهمية أخرى هي من نسج خيال أولئك الذين حضروا المؤتمر المذكور والذين لا يمكن تصنيفهم سوى بكونهم أعداء الشعب السوري وثورته الظافرة ورجاله الأحرار الذين مرغوا أنوف القتلة والإرهابيين في التراب وأذاقوهم العذاب وسوء المنقلب، النظام الإيراني في مناوراته السياسية الكسيحة يحاول جاهدا التغطية على فضيحته في التورط الإرهابي المباشر في الحرب ضد سوريا الحرة، وفي انغماس عصابات الحرس الثوري وعصابات حزب نصر الله وقطعان الإرهابي العراقي قيس الخزعلي في الحرب في بر الشام وتكبدهم الخسائر الجسيمة في حربهم الملعونة والقذرة وتدخلهم الفج في خيارات الشعب السوري الحرة وحقه الكامل في تقرير مصيره بعيدا عن فذلكات وألاعيب النظام الإيراني وعصاباته من المرتزقة وعتاة الطائفيين، المؤتمر الطهراني كان بائسا كبؤس طروحات ورؤى وأفكار منظريه ومن حضر من الوفود، فالعراق مثلا يعيش كارثة داخلية حقيقية ضمن إطار فشل سلطوي فظيع باتت مؤشرات وخيارات الحرب الأهلية الطائفية التقسيمية فيه أكثر من واقعية ومحتملة في ظل الحشد الطائفي واستمرار عمليات التفجير المتبادل وفق سيناريو طائفي مرعب تدير المخابرات الإيرانية إحدى أهم ركائزه ومنطلقاته وأساليبه!، ومع ذلك فقد حضر زيباري لطهران وكأن (الدنيا ربيع والجو بديع) في العراق والذي تورط هو الآخر في الحلف الشيطاني المناهض للثورة السورية... طهران بحركاتها التهريجية وبدبلوماسيتها (النص كم) تحاول جاهدة شق الصف الدولي وخلق محاور إقليمية وإضعاف جبهة القوى المضادة للنظام السوري وخصوصا مواقف المملكة العربية السعودية ودولة قطر تحديدا، وهي مواقف تعبر عن مساندة حقيقية ولا رجعة فيها أبداً للثورة السورية ولخيار التحرر التام والنهائي من عصابة آل الأسد، وطهران تعلم بالتالي علم اليقين بأن تورطها الفج في الرمال السورية المتحركة سيؤدي في النهاية لاهتزاز عرش التسلط في طهران ذاتها، وحرب الاستنزاف التي تخوضها في الشام سترتد عليها وعلى المعسكر المؤيد لها سلبيا وبعواقب وخيمة أيضا، الثورة السورية ولدت لتنتصر لا أن تكون تحت الإبط الإيراني والذي يبدو واضحا بأن طريق الإفلاس النهائي هو الذي سيحل في نهاية المطاف... مؤتمرات تهريجية لأطراف عدوانية لا تستحق سوى السخرية... وأي سخرية!