الرئيسة \  برق الشرق  \  مؤتمر ميونيخ مرحلة جديدة للسياسة الخارجية لألمانيا وتدخل عسكري في سوريا وشرخ بين الشرق والغرب

مؤتمر ميونيخ مرحلة جديدة للسياسة الخارجية لألمانيا وتدخل عسكري في سوريا وشرخ بين الشرق والغرب

05.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/02‏/14
انتهى مؤتمر ميونيخ الخمسين للأمن والسياسة الدولية قبل يوم أمس 2 شباط/فبراير الذي بدأ أعماله يوم الجمعة من 31  كانون ثان/يناير بكلمة من الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك أكد فيها ضرورة قيام المانيا بدور كبير اكثر من ذي قبل على السياسة الدولية من خلال مشاركتها بانزالات عسكرية للامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي / الناتو / لارساء السلام في العالم  وانهاء النزاعات في العالم وعدم بقاءها ساكنة أمام مذابح وجرائم يتعرض لها شعوب في العالم على يد حكوماتهم .
فحث جاوك المانيا على لعب دور بارز على مسرح السياسة الدولية لم تكن صدفة بل جاءت كمصادقة  شرعية لطموحات وزيرة الدفاع أورزولا فون دِرْ لايِن التي اشارت في وقت سابق من كانون ثان/يناير  بأن الجيش الالماني على مقدرة بإنهاء مهام احلال السلام وانهاء النزاعات في العالم  اذ يجب على برلين ان لا تبقى صامتة أزاء إبادة الشعب السوري وعدم مشاركتها بانزالات الفرنسيين العسكرية في مالي وافريقيا الوسطى وهذا ما أكدته أيضا أمام مؤتمر ميونيخ ، كما كانت كلمة جاوك مصادقة قوية لتأكيدات كثيرة لوزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عزمه على ان تكون السياسة الخارجية لألمانيا قوية تمتلك شرايين الحياة اذ ان برلين التي تعتبر ثاني دولة داعمة لاعمال منظمة الامم المتحدة السلمية والتنموية يجب ان تلعب دورا رائدا في السياسة الدولية ، فكلمة / لا / للتدخل العسكري في مالي وافريقيا الوسطى وعدم تسليح الشعب السوري والاحتفاظ بصوت المانيا بمجلس الامن الدولي اثناء تصويته على حظر طيران فوق ليبيا عام 2011 التي اعتاد سياسيون اوروبيون وغير اوروبيون سماعها من وزير الخارجية السابق جويدو فيسترفيليه  أصبحت في سجلات وزارة الخارجية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة المنسية وأذان ببدء مرحلة جديدة للسياسة الخارجية لالمانيا .
لقد بدا واضحا خلال مؤتمر ميونيخ المذكور وجود شرخ كبير وفجوة واسعة وعميقة بين روسيا والغرب وحلف شمال الاطلسي / الناتو / ، فجهود / الناتو / قيام شراكة عسكرية استراتيجية مع روسيا باءت بالفشل فالاتفاقيات التي تمت بين الرئيسين الروسي والامريكي  فلاديمير بوتين وباراك أوباما منذ عام 2009 التي تكمن بخفض انتشار الصواريخ الدفاعية في اوروبا وآسيا وامريكا اللاتينية لم يتم تنفيذها بل على العكس فحلف شمال الاطلسي / الناتو / قام بنشر صواريخ دفاعية على شواطئ بحر البلطيق في بولندا تواجه تماما المدن الروسية الواقعة على البحر المذكور بحجة الدفاع عن اوروبا اذا ما تعرضت لهجوم ايراني مباغت الامر الذي جعل من موسكو تنشر صواريخها الدفاعية  بمدنها الروسية  . وقد تبادل سكرتير عام الحلف اندرن فوخ راسموسين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاتهامات والانتقادات تبين فيما بعد استحالة شراكة استراتيجية بين / الناتو / وروسيا ثم كانت الاحتجاجات التي تشهدها اوكرانيا حاليا احتجاجا على قرار الحكومة الاكرانية بقاءها مرتبطة باقتصاديات روسيا القشة التي قصمت ظهر البعير بالعلاقات بين الشرق والغرب اذ يتهم الروس زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو بأنه عميل المستشارة انجيلا ميركيل كما ان برلين تقوم بتحريض الاوروبيين على روسيا لضغوطها على اوكرانيا ، اذ لم يخلو مؤتمر ميونيخ من انتقادات لافروف لبرلين لوقوفها الى جانب المعارضة بالرغم من سعي وزير الخارجية الالماني شتاينماير تهدئة الاجواء خلال تأكيده  على علاقات قوية ووطيدة لبرلين ومعها الاوروبيين مع روسيا .
وقد ارتفعت نبرة انهاء ماساة الشعب السوري بشتى السبل بشكل واضح فمفاوضات مؤتمر جنيف /2/ التي اتتهت يوم الجمعة  من 31 كانون ثان/يناير والتي استمرت اسبوعا بين المعارضة والنظام السوري  انتهت بالفشل وهو ما أكده وسيط الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي واحتمال حدوث معجزة عندما يعود المتفاوضون الى مفاوضاتهم في جنيف يوم الاثنين المقبل 10 شباط /فبراير بعيدة فالفجوة عميقة وواسعة والوضع في سوريا ماساوي وسيزداد ماساة يتطلب قرارات حاسمة لمجلس الامن الدولي لانهاء ماساة الشعب السوري وهذا ما تم تلميحه من قبل سكرتير / الناتو / راسموسين ووزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا وبمطالبة من تركيا  اصدار مجلس الامن الدولي قرارا يضغط على رئيس نظام سوريا بشار اسد بوصول المساعدات الانسانية وانهاء الحصار المفروض على مدن كثيرة بتلك الدولة بل أكد احد القادة العسكريين بـ / الناتو / ان استخدام القوة لانهاء ماساة الشعب السوري اصبح ضرورة ملحة ومفاوضات جنيف انما تضييع للوقت وبالتالي رحلة  استجمام للمفاوضين  من النظام والمعارضة .
مؤتمر ميونيخ الدولي كان بمثابة بداية عهد جديد للسياسة الخارجية لألمانيا وربما يقرر الساسة خلال الايام المقبلة اتخاذ تدابير عسكرية ضد نظام اسد