الرئيسة \  مشاركات  \  مؤتمر فيينا 3 وخارطة طريق مقترحة

مؤتمر فيينا 3 وخارطة طريق مقترحة

05.12.2015
د. محمد أحمد الزعبي





للمرة الثالثة يلتقي أصحاب السعادة في فيينا ، بتاريخ 14.11.2015 ليقرروا مصير الشعب السوري بغيابه ونيابة عنه ، وليفرضوا عليه حلاً ب " الخيزرانة " هو حل " شاء من شاء وأبى من أبى " ، ولا سيما أن الخيزرانة موجودة في سماء وفي ماء وفوق ثرى سورية ، ولا تحتاج سوى إلى إشارة صغيرة من السيد بوتين لكي تجعل جميع فصائل المعارضة الوطنية في سوريا ، تلقي سلاحها وتقول للسيد ين يشار الأسد وفلادمير بوتين " أمركم سيدي !! " .
لا ، يا أصحاب السعادة جميعاً ، وبمن فيكم من يوصفون بأصدقاء الشعب السوري (!!) ، فالحل السياسي الذي تسعون إليه ( شكر الله سعيكم ) لا يفرض بالحل الأمني أي بالخيزرانة ، وخارطة الطريق التي تظنون أنكم بها قد " طالعتم الزير من البير " لا توضع بغياب أصحاب العلاقة الحقيقيين الذين تعرفونهم جيدا ، وتعرفون جيدا أيضاً ماذا يقبل هؤلاء وماذا يرفضون . شيئا واحداً ربما كنتم وما زلتم لا تعرفونه ، هو أن الطفل السوري بات لايثق بكم ولا بتصريحاتكم ولا بحلولكم ، ذلك أنكم تقولون مالا تفعلون ، وتفعلون غير ما تقولون . إن مؤتمراتكم - على ما يبدو لنا - ليست أكثر من مناسبات لتبادل الابتسامات ، وتقاسم المصالح ، وإخفاء الحقائق .إن لم أقل لقاءات " الضحك على الذقون " وربما أكثر .
 وباعتباري واحداً ممن يرفضون ما اعتبرتموه " خارطة طريق " لحل الأزمة السورية ، اسمحوا لي أن أقترح عليكم - أيها السادة - خارطة طريق أخرى ، تحتاج بدورها إلى استخدام " الخيزرانة " ولكن هذه المرة ، ليس ضد المعارضة السورية الحقيقية ( المعتدلة ) ، كما فعلت وتفعل سوخوي بوتين ، وإنما بالإضافة إلى داعش الإرهابية ، السيد بشار حافظ الأسد ، المغناطيس الجاذب للإرهاب ( والتعبير لجون كيري ) والرافض ـ كما تعلمون ـ ومنذ شهر آذار 2011 ، لكل الحلول السلمية ، والمصر على الحل الأمني ، الذي استدعى من أجل فرضه على الشعب السوري " خيزرانة " بوتين ، بعد أن عجزت خيزرانة داعش ، أن تحقق له مايريد . إن خارطة الطريق التي اقترحناها عليكم بالأمس نجدد اقتراحها عليكم اليوم (هذا إذا ما كنتم جادين فعلا بحقن دماء أبناء الشعب السوري ، ولاسيما الأطفال والنساء والشيوخ منهم ) ، وهي التالية :
( خارطة طريق مقترحة )
ينبغي أن يتم الاتفاق بين المعارضة المدعوة لحضور مؤتمر جنيف3 ، في مطلع يناير 2016 ، والجهة الداعية والراعية لهذا المؤتمر ، وذلك قبل التوجه إلى جنيف ، على ما سيأتي ، بحيث يصبح لقاء الطرفين في جنيف ،فقط للتعديل والتصحيح والتوضيح وليس للانطلاق من نقطة الصفر ::
أولاً : قبل الذهاب إلى جنيف ،
1.وقف اطلاق النار بين الطرفين بصورة شاملة وكاملة ،
2.انسحاب كافة المسلحين من الطرفين من المدن والقرى إلى خارجها ، بانتظار أوامر جديدة ،
3.تسمية رئيس وأعضاء هيئة الحكم التي ستتولى كامل السلطات التنفيذية في المرحلة الانتقالية
4.ينبغي أن يكون رئيس الهيئة من المعارضة ،
5.ينبغي أن يكون ممثلو النظام في وفد المفاوضات وفي هيئة الحكم ممن لم تتلطخ أيديهم ولا لمراكزهم المدنية والعسكرية بدماء أبناء الشعب السوري ،
6.ينبغي أن تكون هيئة الحكم كاملة الصلاحية في المجالين المدني والعسكري بما يعني نهاية نظام الأسد ،
ثانياً : في جنيف ،
7.تصدر هيئة الحكم في اجتماعها الأول ، وفي جنيف، وكجزء من أعمال المؤتمر، القرارات التالية :
ـ قراراً بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين والسجناء السياسيين ،
ـ حل مجلس الشعب السوري ( مجلس بشار الأسد )
ـ حل مجلس الوزراء ( وزارة وائل الحلقي )
ثالثاً : مابعد جنيف ( في دمشق )
8.تصدر هيئة الحكم ، ووزير الدفاع التوافقي الجديد ، قراراً فورياً بعودة العسكريين المنشقين إلى
 تشكيلاتهم التي انشقوا عنها ، ويعطون كافة الحقوق التي افتقدوها بسبب انشقاقهم عن جيش النظام ،
9.تصدر هيئة الحكم قراراً بحل كافة التشكيلات المسلحة ، التي تشكلت بعد 15.03.2011 ، وسيكون
 على هذه التشكيلات تسليم أسلحتها للجهة الرسمية المخولة من الهيئة ،
10.تصدر هيئة الحكم قراراً بعودة كافة الموظفين المدنيين إلى وظائفهم السابقة ، وتصرف لهم
 تعويضاتهم المالية عن الفترة التي توقفوا فيها عن استلام رواتبهم بسبب التحاقهم بالثورة ،
11.تضمن هيئة الحكم حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد لكافة الصحافيين، السوريين والعرب والأجانب ،
رابعاً : المرحلة الانتقالية ،
12.اتحدد المرحلة الانتقالية لهيئة الحكم الجديدة بـ (.............) وسيكون هدفها :
ـ إقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي ، يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم
ومذاهبهم ، ويتم تداول السلطة فيه بشكل سلمي ،
ـ إعادة الأمن والاستقرار في البلاد ، وإعادة تنظيم الجيش وأجهزة الأمن ، بما يكفل هذا الاستقرار،
ـ إنشاء هيئة مستقلة مفوضة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون ، وإنصاف الضحايا
( في إطار قوانين توافقية مؤقتة ، خاصة بالعدالة الانتقالية )
ـ وضع خطة علمية وسريعة من قبل خبراء ومختصين لإعادة إعمار المدن والقرى والبنى التحتية ، بما
 في ذلك تأمين التمويل اللازم لهذه الخطة ،
ـ قيام هيئة الحكم الجديدة بالإعداد لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية ، على أن تكون انتخابات شفافة
ونزيهة وبرقابة عربية ودولية ،وذلك خلال ( .........) من تشكيلها ،
ـ تتولى الجمعية التأسيسية المنتخبة ، إعداد مشروع دستورجديد للبلاد ، يتم إقراره عبر استفتاء عام ،
ـ تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس هذا الدستور الجديد ،
ـ يتم تشكيل وزارة جديدة على أساس نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية والدستور الجديد ،
ـ وبتشكيل هذه الوزارة ، تعتبر الفترة الانتقالية قد انتهت ، وتعود الحياة الطبيعية وفق كل ماورد أعلاه .