الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤسسة بشار الأسد للكيماويات!؟

مؤسسة بشار الأسد للكيماويات!؟

07.12.2013
أحمد مصطفى الغر


القدس العربي
الجمعة 6/12/2013
يبدو أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ليس مكتوباً لها ان تهنأ أبداً .. فبمجرد إعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام بدأت عاصفة من الانتقادات والتي تجاوزت اللجنة التي أعطت الجائزة والمعايير التي تعتمدها في إختيار الفائزين بهذه الجائزة لتطول المنظمة الفائزة نفسها، والان هي تعيش مرحلة من الحيرة والبحث المضني عن شركة خاصة تساعدها في تفكيك أسلحة بشار الأسد الكيماوية .
‘نبحث عن شركات تجارية قد تكون مهتمة بالمشاركة في عملية إستدراج عروض محتملة’ هذا هو جزء من الاعلان الذي حمله موقع المنظمة، حيث تبحث عن شريك خاص يساعدها في تدمير الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام بشار الأسد، قد تكون المنظمة معذورة، فهذا الامر رفضته بعض دول العالم على المستوى الرسمي من قبل، حيث رفضته ألبانيا والنرويج وفرنسا وبلجيكا، وبات حل مشكلة الأسلحة الكيماوية في حد ذاته يمثل مشكلة ! فالعالم الحر يتنكر مرة أخرى للسوريين، بعدما أغمض عينيه عن ما حدث في الغوطة، وأغمضها مراراً عن التنكيل والقتل الذي يمارسه نظام بشار الأسد بحق الأبرياء من السوريين، هذا بخلاف قبول إستباحة الحرس الثوري الايراني وكتائب حزب الله للأراضي السورية وما يفعلونه من ممارسات قد تزيد في بشاعتها عن ما يفعله الأسد نفسه.
رفض الدول الغربية لتفكيك أسلحة بشار الكيماوية على أراضيها بخلاف أنه يعبر عن إزدواجية المعايير لديها، إلا أنه في نفس الوقت يثير في نفسي الإعجاب لمدى إحترام حكومات تلك الدول لصوت شعوبها، ومدى الحرص على أراضيها من أن يصيبها تلوث غير مقصود قد ينتج عن أي خطأ أثناء النقل أو التعطيل، ويتحول الإعجاب إلى تعجب عندما أقارنه بما فعله نظام بشار مع شعبه عندما إستخدام نفس الأسلحة لقتلهم!
عموما وحيث أنه لا أحد يريد ان يساعد فى التخلص مما يقارب الألف وثلاثمائة طن من غاز السارين وغاز الخردل ومواد كيميائية أخرى تدخل في إعداد أسلحة كيماوية وتصنيعها، وحيث أن الحكومات الغربية قد بدأت مسلسل الرفض المتتابع للتخلص من هذه الأسلحة وتفكيكها وتعطيلها على أراضيها، فإنه لأمر مشروع ان يتم البحث عن شريك خاص، وعندما سمعت عن هذا الأمر لأول مرة اتى إلى عقلي سوء الظن بأن بشار الأسد قد يؤسس شركة خاصة .. تحمل أي مسمى تجاري وليكن ‘مؤسسة بشار الأسد للكيماويات’ وتتقدم بعطائها بناء على الاعلان المذكور على موقع المنظمة، وتتمادى السخرية والكوميديا السوداء إذا وقع الاختيار على هذه المؤسسة لتنفيذ المهمة !
ولأن سوء الظن من حسن الفطن فالأمر غير مستبعد، فبحسب ما ذكره ‘كريستيان شارتييه’ في تصريح منسوب له بأن الشركات سيتم اختيارها كما في أي إستدراج للعروض إستناداً إلى معايير مثل المهل المقترحة والمؤهلات والخبرة و السعر المعروض، وهو ما يعني أن ‘مؤسسة بشار الأسد للكيماويات’ ذات الخبرة في مجال الأسلحة الكيماوية والمؤهلات الواسعة في إستخدامها إذا ما تقدمت بأقل الأسعار .. قد تفوز بمهمة التفكيك والتعطيل !
فهل حقاً قد يحدث هذا ؟! ..
دعونا ننتظر ونكمل مشاهدة أحداث أحداث هذا المسلسل السخيف الذي ترعاه القوى الغربية، التي باتت تبدو كأنها تساعد الأسد على الإستمرار في القتل والتدمير، بالتوازي مع الحديث عن ديمقراطية وحوار ومؤتمرات و سلام و … و … !