الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا بعد الأسد؟

ماذا بعد الأسد؟

09.07.2013
فخري هاشم السيد رجب


القبس 7-7-2013
ما يحصل في سوريا مخطط له، وليس صدفة.. فهدم آخر قلاع العروبة هو خدمة لإسرائيل ومريديها.. لقد خسئوا، والنصر قادم.
ماذا تريد الولايات المتحدة من دمار العالم العربي والفوضى والخراب والتمزق بين شعوبه، والتفرقة واشاعة الطائفية وتسهيل قتل الابرياء وزرع الفتن؟ ما كنا لنصدق ما يحدث للشرق الاوسط لولا حديث كونداليسا رايس عن الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد عام 2005، فأميركا لا تعبث بالكلام والدليل اعتراف وزيرة الخارجية السابقة بأنهم زرعوا القاعدة في أفغانستان وحصدوا النتائج الآن.
عندما نرجع للخلف، فإن المشكلة الاساسية للعالم بأكمله، من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب، هي انشاء ما يسمى دولة اسرائيل، دولة الارهاب بامتياز مع مرتبة الشرف، وضعها الغرب لتكون شوكة بوجه الدول العربية وشرطياً للمنطقة، فلا تستطيع دولة ان تتنفس الا عن طريق العدو الصهيوني، عدو كل الامم، ولكن من يستطع ان يعادي اسرائيل فإنه يعادي السامية.
ما نشاهده على الساحة العربية هو دمار شامل للدول وتفكيكها وارجاعها عشرات السنين للخلف بعد تطورها وتقدمها اقتصاديا وحصولها على درجات عالية من ناحية الأمن والأمان.
بدأ أول مخططات الغرب بإشعال الحرب العراقية - الإيرانية، عن طريق عميلها الأول صدام حسين، الذي دمر العالم العربي، وأفقده أعز ما لديه من هيبة وكرامة، حرب دامت ثماني سنوات، انهكت الطرفين وقتلت مئات الالاف، وتلاها باحتلال الكويت، وحرب ابادة للمسلمين في البوسنة والهرسك، فماذا فعلت الجامعة العربية؟ فقط تنديد بتنديد، واحتلال العراق سنة 2003، والى الان العراق لديه ازمة كهرباء، وهو بلد الطاقة ورجع للخلف عشرات السنين، وليبيا مدمرة وفوضى وانتشار للاسلحة والمسلحين، وبكل فخر يرسلون مقاتلين عربا لنصرة اهل ليبيا، وماذا استفاد الليبيون؟! فالنفط هو الدية الشرعية وهدية فرنسا لوقوفها وحبها للشعب الليبي.
ومن بعدها امتدت الأزمة لتشمل سوريا، اخر القلاع المحصنة، وقاموس ومفخرة القومية العربية، لم تطرق دمشق بابا من ابواب العرب التالفة الا ووجدته مغلقا امام اي تسوية ومبادرة لحل الازمة سلميا، كأن الازمة ليست ازمة دولة عربية، ولكن اصبحت دمشق عائقا لغالبية الدول العربية مع شديد الاسف، دول أدخلت الغرباء لقتل أشقائنا في سوريا، وطلبت السلام مع العدو الإسرائيلي.
من يريد الحل السلمي لا يرسل السلاح والمبالغ الطائلة ويسلح ويدفع بالمرتزقة لقتل شعب كامل، وحجته القضاء ع‍لى النظام السوري، وما نشاهده الآن هو القضاء نهائياً على الجمهورية العربية السورية، جيشاً وشعباً.
نشاهد مذابح الجيش الحر ونحر أبرياء، فهل هذه الحكومة التي نريدها حكومة مجرمة وإرهابية وقاتلة؟ بالله عليكم هل سيحكمها مرتزقة أياديهم ملطخة بالدماء السورية لمصلحة اسرائيل والغرب، ليتم تقسيم سوريا وتفكيكها وتفكيك جيشها؟ فبذهاب سوريا نقول للعرب الوداع، وأهلا وسهلا للخزي والعار.
بعض الأيادي العربية ملطخة بدماء الأبرياء لتعنّتها وخيانتها وتآمرها، فهل هذه علامات الساعة؟!
نعتذر منك يا شام، ولكن ما نستطيع قوله هو أنه لا يصح إلا الصحيح، والنصر قادم بإذن الله.