الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا بعد التوافق الأميركي الروسي ؟

ماذا بعد التوافق الأميركي الروسي ؟

14.05.2013
سلامة العكور

الرأي الاردنية
الثلاثاء 14/5/2013
وقائع ملموسة تشير إلى أن المجتمع الدولي بأسره يتوجه هذه الايام نحو الحل السياسي السلمي للأزمة السورية.. لا سيما وأن واشنطن قد زحفت بموقفها نحو الموقف الروسي ليتوافق معه للعمل على حل النزاع العسكري المحتدم في سوريا.. هذا النزاع الذي دخل عامه الثالث وسقط فيه ما بين «70 - 100 ألف» قتيل وينذر بالامتداد الى دول الجوار.. فرغم إلحاح بعض أطراف المعارضة السورية ومعها بعض دول المنطقة لإقحام الولايات المتحدة الاميركية وحليفاتها في حلف الناتو في الحرب المجنونة الضارية في سوريا، إلا ان ادارة الرئيس اوباما التي ترددت وتلكأت بعض الوقت ولوحت بالتدخل عسكريا في الحرب ثم حسمت موقفها بعدم التدخل.. ثم ارتأت ضرورة الاستجابة لنداء الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي دعا منذ البداية إلى حل سياسي من خلال مفاوضات بين حكومة دمشق وبين المعارضة السورية.. لقد قام وزير الخارجية الاميركي جون كيري بزيارة موسكو والتقى الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وتوصل الطرفان إلى ضرورة التحرك لوقف الحرب الاهلية في سوريا.. وتم التوافق بينهما حول إحياء خطة جنيف التي اتفق عليها في 30 حزيران 2012 م.. وذلك بعقد مؤتمر دولي آخر الشهر الحالي في جنيف.. وفي رده على الاطراف الاقليمية والدولية التي تطالب واشنطن وحليفاتها بالتدخل العسكري قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أن تدخلنا العسكري في العراق قد كلفنا ألف مليار دولار و60 الف قتيل.. وأن بلاده غير مستعدة حاليا لتكرار تلك التجربة في سوريا.. طبعا لم يعترف جو بايدن بهزيمة بلاده سياسيا وعسكريا وأخلاقيا في العراق.. واعتبر أن من الحكمة عدم تكرار ما قامت به بلاده في العراق بحجة اسلحة دمار شامل مزعومة في سوريا ولذات الحجة.. وامتثالا لتوجه القوى العظمى نحو الحل السياسي للازمة السورية أظهرت دول المنطقة ومن بينها تركيا تحولا ملحوظا في موقفها نحو الحل السياسي بعد أن كانت تقرع طبول الحرب.. حيث أشاد وزير الخارجية التركي في لقاء صحفي مع نظيره الاردني في عمان بموقف الاردن الذي دعا منذ البداية إلى الحل السياسي للازمة السورية.. مؤكدا أنه الحل الذي يحقن دماء الشعب السوري ويجنب المنطقة حروبا جديدة.. لا شك في أن هذا التحول أو التغير في موقف واشنطن وحلفائها وأتباعها نحو الحل السياسي ليس من أجل سواد عيون الشعب السوري او الشعوب العربية وإنما خشية سقوط سوريا في أيدي تنظيم جبهة النصرة القاعدة والمنظمات الارهابية الأخرى التي تسللت بأعداد كبيرة إلى سوريا وتقاتل ضد الجيش السوري النظامي.. وخشية سيطرة هذه المنظمات الارهابية على الاسلحة الكيميائية هناك.. ولم تغفل واشنطن في حساباتها أن تدخل اسرائيل في الازمة السورية من جهة وحزب الله اللبناني من جهة اخرى قد ينقل الحرب إلى دول الجوار لتتطور إلى حرب اقليمية ولربما إلى حرب عالمية..
وهنا نتساءل: هل ترعوي اطراف المعارضة السورية المسلحة وتعمل على وقف هذه الحرب الكريهة وحقن الدماء والتوجه نحو مائدة التفاوض حول مستقبل نظام ديمقراطي حقيقي في سوريا موحدة وطنا وشعبا ؟.. سنرى..