الرئيسة \  تقارير  \  ماذا بعد مؤتمر / الناتو /؟ - يد بيد على داعش

ماذا بعد مؤتمر / الناتو /؟ - يد بيد على داعش

07.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/09‏/14
خيم تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / أجواء مؤتمر زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي عقد يومي الخميس والجمعة   4و 5 أيلول / سبتمبر المنصرمين بمنطقة نيوزبورت بمقاطعة ويلز البريطنية ، ولا سيما يوم أمس الجمعة ، فالزمة الاوكرانية تمت مناقشتها بشكل مسهب في الاول لاجتماع زعماء الحف اتفقوا فيه تواجد فرقة عسكرية للـ / ناتو / في الشرق الاوكراني اذا ما وافقت روسيا على ذلك عند التوصل الى اتفاقية رسمية لوقف اطلاق لنار التي تم بالفعل التوقيع عليها في مينسك / عاصمة روسيا البيضاء – بيلاوروسيا /  بوساطة من الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما الذي شغل منصب رئاسة بلاده في الفترة ما بين 1994 و 2005  وبمشاركة من المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية ، كما رفضوا باعلان صريح من المستشارة انجيلا ميركيل ضم  اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي للحفاظ على البقية لعلاقات  / الناتو / والغرب مع روسيا التي تنظر بريبة شديدة الى توسعة / الناتو / لرقعته في الشرق الاوروبي .
وبالرغم من الازمة الاوكرانية ، احتلت  افغانستان هموم / الناتو / ومصير تلك الدولة بعد الانسحاب الدولي منها أواخر عام 2014 الحالي جراء الهزيمة المنكرة للـ / ناتو / على يد المقاومة الافغانية ، فالمانيا والولايات المتحدة الامريكية قررتا ابقاء  وحدة من فرقها العسكرية بتلك الدولة للحفاظ على الامن واستتبابه وبالتالي اجراء المزيد من تدريب عناصر شرطة وجيش ومساعدة الحكومة الافغانية على ترتيب أمورها على حسب ادعاءاتهم . الا ان حقيقة  ابقاء بعض فرقهم العسكرية ، المانيا قررت الابقاء على  800 عسكري والولايات المتحدة الامريكية على حوالي 2 الف جندي ، لاستمرار  منطقة شبه الجزيرة الهندية  تحت مراقبتهم .
أما عن الوضع في العراق وخطر / داعش / فقد أعلنت عشر دول عضوة بـ / الناتو / وهي المانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا والدانمارك واستراليا وكندا اضافة الى تركيا وايطاليا تشمير سواعدهم يد بيد  لمحاربة  التنظيم المذكور وأسندت زعامة الحرب الى بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية  وذلك بتحريض من ممثلين عن الديانة اليزيدية  وبعض اقطاب النصارى وممثلين عن شيعة العراق استمع زعماء / الناتو /  لخطورة / داعش / الذي أكد زعماء اليزيديين ان التنظيم خطر كبير على العراق وسوريا ومنطقة الشرق الاوسط  وخطر التنظيم يطول اروبا ايضا اذا لم يضع / الناتو / حدا لخطرهم .
الا انه وبالرغم من إعلان الحرب على / داعش / لن يكون هناك انزال بري وهذا ما اكد زعيم / الناتو / اندريه فوج راسموسين الذي عرض على الاكراد والحكومة العراقية مساعدة / الناتو / بمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية كما لن يكون للامريكيين والبريطانيين انزال بري بتأكيد من الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي أعلن قبل بدء المؤتمر عدم وجود خطط استراتيجية عسكرية للبيت الابيض ضد / داعش /  والدعم بمثابة ضربات تقوم بها طائرات عسكرية امريكية وبريطانية لمواقع / داعش / بدعم معنوية ومادي وعسكري للدول المذكورة التي شمرت عن ساعديها . وطالب دبلوماسي تركي شارك بالمؤتمر توسعة نطاق الحرب على داعش في العراق لتشمل  تواجدهم في الاراضي السورية كما طالب بالموافقة على طلب تركيا بانشاء مناطق حظر جوي لطائرات نظام سوريا فوق المواقع التابعة للمعارضة الا ان ذلك قوبل بالرفض وعدم الاصغاء فقد غاب إعلام المعارضة السورية عن المؤتمر . ووصفت المستشارة انجيلا ميركيل  أجماع الدول العشرة  المذكورة بمحاربة / داعش / دليل قوي على تضامن مطلق لمواجهة خطر الاسلاميين الا انها افصحت هي الاخرى عدم مشاركة برلين بحرب حقيقية في العراق والدعم يبقى بمد / الناتو / والاكراد بالاسلحة .
قرار تشمير سواعد زعماء دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / العشرة  الهامة  يحمل مفاجئات تظره خلال الايام القليلة المقبلة فالأسباب الرئيسية التي كانت وراء حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 شبيهة تماما بتطورات ما يقع على الساحتين العراقية والسورية ، فتطرف حكومة الطالبان التي أعادت افغانستان الى العصور الوسطى كانت وراء تشجيع الغرب باعلان الحرب ضدهم بحجة محاربة منظمات الارهاب الدولية التي قصفت مركز التجارة الدولي بنيويورك وهاجمت / البنتاجون / الا ان السبب الرئيسي كان وراء احتجاز  الطالبان لممرضات اوروبيات وامريكيات بافغانستان فالممرضات كن ينشرن الدين النصراني بافغانستان تحت غطاء العمل الانساني بتمريض المرضى الافغانيين واختطافهن كان وراء تحريض الكنيسة اوروبا على الطالبان التي أطلقت سراح الممرضات عندما هرب عناصر ذلك الننظيم من كابول . والنصارى واليزيديين اضافة الى بعض فئات الشيعة يحرضون الغرب ليس على / داعش / بل على الاكراد واهل السنة من العراقيين الذين لا علاقة لهم بارهاب ذلك التنظيم الاجرامي الذي لا يمت للاسلام بصلة على حد رأي خبير شئون السياسة الاستراتيجية لحلف شمال الاطلسي / الناتو /.
ويعتبر خطر  داعش / حديث الساعة ، اذ عرض زعيم / الناتو / الحالي اندرية فوج راسموسين على العراقيين وكردستان العراق دعم حلفه لمواجهة  / داعش / ، هذا العرض لم يكن صدفة وبدافع دفاع / الناتو / عن اكراد العراق بل جاء وفق تصريحات لخبراء السياسة العسكرية في المانيا ودول عضوة بـ / الناتو / تطالب بدل ان تعود الفرق العسكرية الدولية في افغانستان الى اوطانها إرسالها الى العراق لحماية كردستان وانشاب حرب / داعش / ووضع حد لخطرها واشراف فرق / الناتو / على أمن واستتباب العراق . هذه الآراء مصدرها بعض قادة الجيش الالماني السابق من بينهم كلاوس نيومان الذي شغل ايضا عضو رئاسة خطط / الناتو / العسكرية الذي يعتقد ان السعودية وقطر وتركيا وراء دعم / داعش /  في مقدمة الدول الاسلامية وتواجد / الناتو / بالعراق  يمكن أن يؤدي الى وضع حد لخطر الاسلاميين . ويفند قائد الجيش الالماني السابق عضو هيئة خطط / الناتو / العسكرية هارالد كويات آراء نيومان اذ يعتقد وجود / الناتو / في العراق إثارة لايران التي لها علاقة قوية مع روسيا والصين وبعض الدول الاسلامية اذ ستشعر ايران بخطر محدق للـ / ناتو / ضدها ولا ينبغي لحلف شمال الاطلسي إثارة المسلمين ضده موضحا انه اذا ما اراد / الناتو / ان ينتشر في شمال العراق لمواجهة / داعش / فعليه أيضا توسعة حربه / داعش/ ليشمل تواجدهم في سوريا فالتنظيم المذكور مشبوها بعلاقاته مع النظام السوري وملالي طهران . ويرى قائد الجيش الالماني السابق نائب زعيم / الناتو / كلاوس راينهادت سهولة انتشار / الناتو / في العراق اذا ما تم الاتفاق حول ذلك مع ايران والسعودية من خلال مؤتمر اقليمي لدول جوار العراق وسوريا .
وأعلن هؤلاء الخبراء لتقييمهم حول محادثات زعماء / الناتو / يوم أمس الخميس 4 الشهر الجاري ، اتفاقهم على الآراء التي تقول عدم انتشار / الناتو / في اوركاينا وعم إدخالها عضوية الحلف المذكور اذ سيؤدي ذلك الى حرب حقيقية بين الدول الاوروبية العضوة بـ / الناتو / وبين روسيا كما سيؤدي ايضا الى احتمال انهيار الحلف لرفض دول اوروبية عضوة فيه التحرش مع روسيا ، وانه يمكن إدخال اوكرانيا عضوية الاتحاد الاوروبي من غير ان تكون عضوة بـ / الناتو / على غرار النمسا . بل رأى كويات وراينهاردت ان ضم / الناتو/ دول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي / ليتوانا وليتلاند واستونيا/ اضافة الى نشر الصواريخ الامريكية بشرق اوروبا وراء غضب روسيا على اوكرانيا والاوروبيين وتطورات  الازمة الاوكرانية وفتور العلاقات بين اوروبا وروسيا والعقوبات الاقتصادية وغيرها ستؤدي الى قطيعة تامة بين / الناتو / الذي يطمع بتعاون استراتيجي مع روسيا ويؤدي أيضا الى عودة حقيقية للحرب الباردة ، واوروبا الخسار الوحيد في تلك الحرب .
ومن خلال مشاركتي بالمؤتمر سألني أحد الدبلوماسيين عن أسباب غياب المعارضة السورية عن المؤتمر ، فقلت لهم انهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة لاختيار رئيس جديد لحكومتهم المرتقبة او تثبيت الحالي الشيخ أحمد طعمة وسالته هل من ضرورة وجود المعارضة السورية في هذا المؤتمر ؟
الايام المقبلة مليئة بالمفاجئات ولا سيما فان ذكريات 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 على الابواب .