الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا بقي من سوريا للسوريين ؟

ماذا بقي من سوريا للسوريين ؟

15.05.2016
اليوم السعودية


كلمة اليوم
السبت 14-5-2016
أشارت وكالة الأنباء الروسية قبل أيام إلى أن قاعدة حميميم العسكرية السورية.. قد شهدت يوم 9 مايو الفائت استعراضا عسكريا ضخما للقوات الروسية في ذكرى الانتصار على النازية، شاركت فيه العديد من الآليات وناقلات الجنود والصواريخ، إلى جانب بعض الاستعراضات الجوية، فيما أشار خبر الوكالة في آخر الأمر إلى مشاركة قوات سورية في هذا العرض، وبما يوحي أن القوات الروسية هي صاحبة الأرض والسيادة، في حين بقيت مشاركة قوات النظام- صاحب الأرض كما يُفترض- كما لو أنهم كانوا مجرد ضيوف على أرضهم!. قبل هذا كانت القوات الروسية قد نظمت حفلا موسيقيا صاخبا على المسرح الروماني في مدينة تدمر بمناسبة استعادتها من تنظيم داعش، وقد دعا المنظم الروسي لهذه الاحتفالية عددا كبيرا من الصحافيين من العاصمة ومن بعض المناطق السورية تم نقلهم إلى هناك على متن عربات عسكرية روسية أمنت لهم الحماية والمواكبة للوصول إلى موقع الاحتفال، وكان من اللافت تواجد الجنود الروس في نقاط التفتيش قبل موقع المهرجان، كما لو أن الاحتفال كان داخل حدود الدولة الروسية، وليس في تدمر "زنوبيا" السورية، وبحضور النظام السوري الذي فقد سيادته كليا على أراضيه، وأصبح مجرد ضيف عابر يُدعى هنا وهناك داخل بلاده، وفي سياق الكرم الروسي أيضا.. نظمت القوات الروسية للوفود من الصحافيين السوريين واللبنانيين جولة ميدانية داخل المدينة، بمرافقة الجنود الروس.
 
طبعا نحن ندرك تماما أن الأسد لا يملك أي جواب حول أحقية قيام دولة أجنبية في تنظيم استعراض عسكري على أراضي دولة أخرى، لأنه لم يعد هو من يملك الأرض حتى وإن ادعى الصمود في وجه العصابات المسلحةـ كما يقول- للحفاظ على وحدة التراب السوري، ذلك الادعاء الباطل الذي لم يبق منه سوى مفرداته الفارغة التي لا تعني ما تقول، طالما أن السوري أصبح في ضيافة الروسي على أرضه، وفي التصحيف بين اسمي سوريا وروسيا ما يثير البلبلة عند قراءة مثل هذا الخبر الذي يستبدل المواقع بين الضيف والمضيف، رغم أن الوكالة الروسية كانت على درجة عالية من الحرص في انتقاء مفرداتها لكي لا يلتبس الأمر على قرائها.
 
وروسيا حين تقيم مثل هذه الاستعراضات والحفلات الموسيقية على الأرض السورية لتبعث برسائلها السياسية إلى من يعنيهم الأمر، خاصة بعدما ادعت أنها سحبت الجزء الأكبر من قواتها، لم تضرب أدنى حساب لمشاعر زعماء الصمود في النظام السوري، ربما لأنها نسيت وجودهم أساسا لانتفاء فاعليتهم، بعدما تقاسمت مع إيران زمام أمور السيادة هناك، ولم تبق للنظام غير الكراسي الأخيرة من مقاعد الضيوف، ليجلسوا متربعين أمام هذا المشهد المخزي كشهود الزور، وهنا لم يعد بوسع أحد سوى أن يسأل الأسد ونظامه: ماذا أبقيتم من سوريا للسوريين.. بعدما قتلتم منهم من قتلتم، واعتقلتم من اعتقلتم، وشردتم وهجرتم، وجاء الدور عليكم أنتم لتصبحوا مجرد ضيوف على مائدة الروسي في حميميم وتدمر.. وربما حتى في دمشق؟.