ماذا تريد اسرائيل من سوريا ؟

بعد المجزرة الفظيعة التي ارتكبت في حق مواطنين عزل، بمنطقة بانياس الساحلية في شمال غرب سوريا و ما خلفته من قتلى و ضحايا و استياء دولي كبير بارتكاب النظام السوري هذه الجريمة النكراء تدخل إسرائيل، في لعبة قذرة بقصف عشوائي و عدوان بربري على سيادة سوريا العربية ، بتعلة ضرب أسلحة كيماوية يتم نقلها إلى حزب الله اللبناني
هي مزاعم هاوية لا أساس لها من الصحة – قد تعتقد إسرائيل أنها تستغل الأزمة السورية الداخلية، لتسمح لنفسها بكل وقاحة أن تقصف أهدافا سورية بغرض تحطيم البنية التحتية لسوريا ، و إدخال دمشق في دائرة الفعل و رد الفعل و في دوامة العنف الشديد ، حتى تتعكر الأجواء و تتغيير المعطيات و تصبح حربا إقليمية بامتياز ، و تنجح اسرائيل في فرض نفسها وتعيث بالمنطقة فسادا بتعلة الدفاع عن النفس فتجد الباب أمامها مفتوحا على مصراعيه لمزيد من الهجما ت و هذا من شأنه أن يجعل سوريا أمام حرب مدمرة الله وحده الذي يعلم بعواقبها
و يبدو أن بشار لم يتسرع في الرد لأن هذا لا يخدم مصلحته بل يعطي لإسرائيل الذريعة في تنفيذ هجمات متتالية هو في غنى عنها . و كما هو معلوم فان التوازن سيد الموقف في مثل هذه الأمور ، و على إسرائيل أن لا تستغل الظروف الداخلية السورية ، لأن هذا خط أحمر
و من خلال هجوم صاروخي اسرائلي، وقعت انفجارات في منطقة " جمرايا " بريف دمشق ، حيث سجلت خسائر بشرية و تدمير منشئات حيوية
في حين تقول إسرائيل أنها استهدفت شحنة عسكرية موجهة لحزب الله اللبناني
أما باراك أوباما فقد أعطى لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما تراه صالحا
سوريا تؤكد أن هذا العدوان الاسرائيلي ، يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات في إشارة إلى زيادة تدهور الوضع المستمر لأكثر من عامين و أن المجتمع الدولي يدرك تماما أن سوريا رغم أزمتها الداخلية ، على استعداد للدفاع عن سيادتها و ترابها و شعبها... و لن يقبل شعب سوريا الجريح البقاء مكتوف الأيدي تجاه الهجمات الاسرائلية ، رغم معارضته الشديدة لنظام بشار و لما يجري في سورية من سفك لدماء الأبرياء و استخدام الأسلحة من جيش النظام ضده
فالشعب السوري يحاول إيجاد مخرج للأزمة الداخلية و يرفض رفضا قاطعا الاعتداء على تراب سوريا و المساس بسيادتها تحت أي ذريعة كانت
فماذا تريد إسرائيل من سوريا ؟
كاتب صحفي ومستشار إعلامي متعاون