الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا سيسمع الوزير الأمريكي؟!

ماذا سيسمع الوزير الأمريكي؟!

14.05.2014
يوسف الكويليت


الرياض
الثلاثاء 13/5/2014
    أمن الخليج العربي هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه قادته ومواطنيه، حيث نخوض مجبرين حروباً مع قاعدة اليمن، وإرهاب الأسد والمنظمات الوليدة في سورية التي اتخذت الإرهاب وسيلة حرب طويلة، وخلف الجميع إيران التي لا تخفي عداءها وأحلام إمبراطوريتها إذ جاء على لسان رجل الدين والجيش والحرس الثوري، وكل من يعلو صوته في المنابر، أو يصرح بلا مواراة للإعلام الداخلي والخارجي هذا العداء؛ حتى إن قول أحد مسؤوليها بأن حدودنا تمتد إلى لبنان ليس زلة لسان، وإنما هو الحلم الذي يراود كلّ من يدير أو يساهم في الحكم الإيراني..
"تشاك هاغل" وزير الدفاع الأمريكي سيجتمع إلى نظرائه الخليجيين، ولا نعتقد أن سياق المباحثات سيكون سهلاً أو تبسيطياً إذ هناك تحديات ضاغطة على دولنا من نمو وعي متصاعد لجيل شاب له طموحات بأن يبني بسلامٍ دوله، لا أن يعيش حالات التوتر والصدام، وهناك منابع للإرهاب تبرز من الداخل ويغذيها الخارج ومن غير المتوقع القضاء عليها بجهود ذاتية ما لم يكن التعاون الدولي وخاصة من أمريكا أساسياً في مكافحة الإرهاب..
ثم تأتي الأزمة السورية على قائمة الأولويات، إذ إن مربع إيران مع العراق وحكومة دمشق وحزب الله، ليس ظاهرة سياسية تتكتل بدواع سلمية تسعى لعلاقات إيجابية، بل جاء هذا المحور ليكون أداة قلق وإقلاق لدول المنطقة كلها، ومن أبجدياته خلق فوضى في دول الخليج العربي، ولذلك فالرئيس الأمريكي في زيارته للرياض اطلع على أهم نقاط الملفات المعروضة التي لا تقبل أنصاف الحلول بمناورات سياسية أو وعود لا تنفذ في تعاون أساسي أمني يوقف خطر إيران كقاعدة أولى للإرهاب الدولي، والمعنى لا يحتاج إلى شروحات سبق لأمريكا رصدها وفهم وقائعها وعلى هذا الأساس فالزيارة جسّية في مظهرها، ومكاشفة حقيقية ليس للنوايا فقط، وإنما لمعرفة التزام الشركاء مع الدولة العظمى بتقويمها الوضع برمته، وعدم رهنه للحلول السياسية إذا كانت دول مجلس التعاون قدمت لائحة مطالب عسكرية وأمنية فضلت أن تكون أمريكا مستعدة لتلبيتها كاحتياجات ردع لا اعتداء..
ثم إن سياسة أمريكا، وخاصة في الفترة الثانية من ولاية الرئيس أوباما لم تكن بنفس الدفء والصراحة، إذ إن لعبة المناورة كانت حاضرة ونحن لسنا ضد مصالح أمريكا لكن لا نقبل أن تأتي على حساب أضرارنا، أو عقد صفقات من خلفنا، فهذا لا يتسق مع العلاقات التاريخية، ونحن هنا لا نطالب تكليف أمريكا بأن تؤسس قواعد، أو تجلب جيوشها، أو تدخل في حروب بالنيابة، كما تصور بعض الساسة وقال: "نحن لسنا مرتزقة نحارب بالأجر عن الآخرين"!! إذ لم تعلن أي دولة خليجية هذا التوجه، بل تقديم أسلحة مدفوعة الثمن مع صرف كل المستلزمات لخبرائها ومدربيها على أي قوة جديدة، ثم إننا لسنا من يفرض السلوك المحرج على دولة عظمى، ومن الطبيعي أن نختلف ونتحاور لكن لا يصل الأمر إلى القطيعة..
الوزير يعرف قائمة الاحتياجات الخليجية ومخاوف هذه الدول، والتعاطي مع الواقع بالأسلوب الأمثل حتى لا تظل الشكوك بالنوايا تعطل مبدأ التعاون المشترك والذي نعتقد ونجزم أنه مثلما يخدم أمننا فإنه يحقق مصالح أمريكا في منطقة غاية في الأهمية لكلّ الأطراف..