الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا عن النفوذ الإيراني في المنطقة؟

ماذا عن النفوذ الإيراني في المنطقة؟

02.10.2014
الوطن السعودية



الاربعاء 1-10-2014
إيران ليست أسدا مخيفا، ولكنها أيضا ليست حملا وديعا، هذا ما ينبغي أن يترسخ في الوجدان العام للشعوب العربية، والخليجية على وجه الخصوص، فهذا الرعب من النفوذ الإيراني ليس في محله، وهذا التهويل العربي لدورها الإقليمي غير واقعي. الحديث عن نشاط السياسات الإيرانية ونفوذها في لبنان والعراق وسورية، وأخيرا في اليمن؛ يرسخ لدى المتابع أفكارا مغلوطة عن الجار الفارسي، وكأن إيران قد بلغت شأوا لا يقل عن بريطانيا العظمى قديما أو الولايات المتحدة في هذا العصر.
لا نستطيع أن ننحي التاريخ وموروثاته عند الحديث عن هذا الصراع المتلازم بين ثقافتين، أو بين حضارتين، أو بالأصح بين أمتين، فارسية وعربية، ولا ننكر أن دور إيران في العراق خصوصا يمتد إلى عمق التاريخ.
سياسة المناكفة والمناورة، وأفكار الهيمنة والتبعية، وكل مصطلحات الصراع السياسي التي تنتهجها إيران ضد جيرانها العرب تعود في جذورها إلى عقدة التاريخ. عقدة العرب المسلمين في اللاوعي الفارسي، أؤلئك الذين أسقطوا بسرعة فائقة إحدى أكثر الأمم قوة ونفوذا وثراء. كسروا شوكة الإمبراطورية، وبسطوا نفوذهم عليها، ومن هنا أصبحت تلك الإمبراطوية مجرد تابع لدولة الخلافة العربية الإسلامية، ولكي ينهض الفرس ما كان لهم سوى التسلل إلى هذا الكيان العربي الجديد، والتقرب إلى الخلفاء العرب، لرسم الخطوط العريضة من حيث إدارة الدولة، خاصة في العهد العباسي، حتى نكسة البرامكة المعروفة، والتي كانت سببا في تراجع دورهم التاريخي المؤثر في العرب.
في هذا العصر؛ فإن عودة إيران للتأثير في محيطها العربي لن تكون من خلال ثقافة فارسية بائدة، فهي أمة لها ثقافتها ولغتها وديموجرافيتها الخاصة، مثلما لنا لغتنا وثقافتنا وجغرافيتنا الخاصة، لذا لن تتمكن من الولوج إلى الداخل العربي إلا من خلال الدين وتحديدا عن طريق المذهب، لكن الغايات والأهداف أكبر حتى من المذهب. نفوذ سياسي واقتصادي في عصر لا يرحم، وهو ما يفسر لنا كيف يمارس معممو طهران السياسة بكل براجماتيتها، بعيدا عن أي سند ديني أو أخلاقي، اللهم إلا فيما يخص اللعب بالورقة الطائفية، وبكل براجماتية أيضا.
أخيرا؛ فإن شرعية نظام الملالي تقوم على خلق الأعداء، ونظن أن "بروباجاندا" النفوذ الإيراني الإقليمي لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للمواطن الإيراني المطحون، وتذكروا أن إيران لن تستطيع تحمل كل هذه التكاليف والدعم لحلفائها في العراق وسورية ولبنان واليمن. تذكروا أن انحسار دورها بات مسألة وقت.