اخر تحديث
الثلاثاء-30/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ماذا قدّمتُ أنا ؟
ماذا قدّمتُ أنا ؟
14.04.2014
د. محمود نديم نحاس
هذه لفتة رائعة من الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – حيث يقول: قلت لرجل تعوّد شرب الخمر: ألا تتوب إلى الله؟ فنظر إليّ بانكسار، ودمعتْ عيناه، وقال: ادعُ الله لي. فتأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي. إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله، وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه، إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى! وهو ينشد العافية ويستعين بي على تقريبها. فقلت لنفسي: قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ! صحيح أنني لم أذق الخمر قط، فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها، لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه. إنه يبكي لتقصيره، وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا! قد نكون بأنفسنا مخدوعين! وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر، قلت له تعال ندع لأنفسنا معا: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
قرأت هذه اللفتة البديعة بعد أن قرأت عن الأوضاع المأساوية للمشردين واللاجئين السوريين، حيث زخرت الشابكة بمقالات ومدونات كما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الموضوع، وكلها تلقي باللوم على الآخرين فيما وصل إليه وضع السوريين، وكل من كتب يتساءل: ماذا قدّمت الدولة الفلانية؟ وماذا فعلت المنظمة العلانية؟ وماذا قدّم الأغنياء؟ وماذا فعلتَ أنت أيها القارئ؟... لكني لم أجد أحداً يتساءل: ماذا قدّمتُ أنا لإخواني هؤلاء؟ وحتى لو قدّمتُ فهل هو فعلا كل ما أستطيعه؟ وهل هو المتوقع مني؟
جاء في الحديث الذي رواه جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (كنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في صدرِ النَّهارِ، فجاءَ قومٌ عراةً حفاةً متقلِّدي السُّيوفِ، عامَّتُهم من مضرَ، بل كلُّهم من مضرَ، فتغيَّرَ وجْهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لِما رأى بِهم منَ الفاقةِ، فدخلَ ثمَّ خرجَ، فأمرَ بلالاً فأذَّنَ ثمَّ أقامَ الصَّلاةَ فصلَّى، ثمَّ خطبَ فقالَ: (يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا ربَّكمُ الَّذي خلقَكم من نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منْها زوجَها وبثَّ منْهما رجالاً كثيرًا ونساءً، واتَّقوا اللَّهَ الَّذي تساءلونَ بِهِ والأرحامَ. إنَّ اللَّهَ كانَ عليْكم رقيبًا) وَ (اتَّقوا اللَّهَ ولتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغدٍ). تصدَّقَ رجلٌ من دينارِهِ، من دراهمِهِ، من ثوبِهِ، من صاعِ برِّهِ، من صاعِ تمرِهِ، حتَّى قالَ: ولو بشقِّ تمرةٍ. فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ بِصُرَّةٍ كادت كفُّهُ تعجزُ عنْها، بل قد عجزتْ. ثمَّ تتابعَ النَّاسُ حتَّى رأيتُ كَومينِ من طعامٍ وثيابٍ، حتَّى رأيتُ وجْهَ رسولِ اللهِ يتَهلَّلُ كأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فقالَ رسولُ اللهِ: من سنَّ في الإسلامِ سنَّةً حسنةً فلَهُ أجرُها وأجرُ من عملَ بِها من غيرِ أن ينتقصَ من أجورِهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلامِ سنَّةً سيِّئةً فعليْهِ وزرُها ووزرُ من يعملُ بِها من غيرِ أن ينتقصَ من أوزارِهم شيئًا).