الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا لو توحدت "داعش" و"القاعدة"؟

ماذا لو توحدت "داعش" و"القاعدة"؟

20.11.2014
جوشوا كيتينج



الاتحاد
الاربعاء 19-11-2014
قال مسؤولون في المعارضة السورية إن "داعش" عقدت هدنة مع شركائها الإرهابيين في تنظيم "القاعدة". وقد وُضع الاتفاق الجديد بين الطرفين موضع التنفيذ الفعلي خلال اجتماع عقد في شمال سوريا الأسبوع الماضي، شارك فيه أعضاء من "داعش"، وفصيل جبهة "النصرة" الإرهابي التابع لـ"القاعدة" في سوريا، بالإضافة لأعضاء من "جماعة خراسان" التي تضم أعضاء من "القاعدة" أتوا من باكستان وأفغانستان ويعملون تحت قيادة جبهة "النصرة".
ووفقاً لخبر نشرته وكالة "أسوشييتدبرس"، قال مسؤولو المعارضة السورية إن ما يعرف باسم الجماعات الجهادية وافقت على العمل معاً لدحر "جبهة ثوار الشام" وتدميرها، وهي فصيل بارز مسلح ومدرّب بإشراف الولايات المتحدة ويقوده مقاتل يدعى "جمال معروف".
وتسربت بعض التفاصيل عن "الاجتماع الإرهابي"، ونشرها هذا الأسبوع المحلل "جامي ديتمير" في صحيفة "ديلي بيست"، حيث قال إن الفصائل الثورية السورية المعتدلة "اتهمت إدارة أوباما بالعمل على توثيق عرى التعاون بين الجماعات الجهادية" من خلال الضربات الجوية التي شنّتها ضد جبهة "النصرة" خلال الأيام الأولى للتدخل في سوريا. وتعقيباً على هذه الأخبار، قال مسؤولون أميركيون إنهم لم يتأكدوا من صحة التقرير المتعلق باندماج الفصائل المتطرفة، وأخبروا وكالة "أسوشييتدبرس" بأنهم لم يلاحظوا أي تغير في استراتيجية الفصائل الإرهابية.
وإذا ما تأكدت أخبار هذا الاندماج، فإنه سيؤدي إلى تحول كبير في الاستراتيجيات المتبعة في ميدان المعركة ذي التعقيد البالغ في سوريا، بالرغم من أن "داعش" لا تمتلك أصدقاء في سوريا على الإطلاق والمنطقة حتى بين الفصائل التي تتبنى استراتيجياتها الإرهابية ذاتها.
ولو أضفنا إلى هذا التطور المحتمل الأنباء التي تفيد بأن حركة "أنصار بيت المقدس" المصرية الإرهابية التي أعلنت هذا الأسبوع ولاءها لتنظيم "داعش"، فسوف نتوقع بأن يحظى التنظيم الأخير بتأييد أوسع من "الفصائل الجهادية" الإرهابية.
وقال "ديب رايشمان"، المحرر في وكالة "أسوشييتدبرسس"، والمتخصص في قضايا الإرهاب، إن اتفاقية الهدنة بين فصيلي "داعش" و"النصرة" من شأنه أن "تخلق تعقيدات كأداء لاستراتيجية واشنطن". وهذه هي الحقيقة بالرغم من أنها ستسهل بعض الأمور عند تنفيذ تلك الاستراتيجية وتجعلها أكثر بساطة. ثم إن الخط الوهمي الذي يفصل بين "الفصائل الثورية المعتدلة" وما يسمى "الحركات الجهادية" المناوئة لتنظيم "داعش"، كان يتميز دائماً بالغموض وعدم الوضوح وبأكثر مما أراد أي مراقب أن يعترف به. وخلال الأشهر التي قضاها الصحفي "ثيو بادنوس" في الأسر داخل سوريا، راح يتذكر حواراً دار بينه وبين قادة أحد فصائل "الجيش السوري الحر"، عندما كان أسيراً لدى جبهة "النصرة". وقال لي بعد تحرره من الأسر إن أحد الثوار قال له إنه سبق له أن سافر إلى الأردن ليتلقى هناك تدريبات عسكرية على أيدي خبراء من القوات الأميركية لمواجهة جبهة "النصرة". فقال له مستغرباً: "هل حقاً ما تقوله.. أهم الأميركيون من كنت تتلقى التدريب على أيديهم؟ أتمنى أن تكون قد تلقيت تدريباً جيداً". أجابه: "بالتأكيد، لقد كان التدريب جيداً". وراح المقاتلون الذين استمعوا إلى الحوار يحملقون به، وكان هو أيضاً يحملق فيهم.
وبعد لحظات قليلة، سألهم الأسير: "إذن يتعلق الأمر بقتال جبهة النصرة، أليس كذلك؟"، أجابه أحدهم: "الحقيقة أننا كذبنا على الأميركيين في هذه النقطة".
وعندما يتعلق الأمر بفصيلي "داعش" و"النصرة"، فإن واشنطن لم تكن تتعامل معهما أبداً استناداً إلى منطق "عدو عدوي صديقي"، بل كانت قذائفها وصواريخها تستهدفهما معاً دون أن تفرق بينهما. والآن، يأتي هذا الاندماج، وتأتي معه مؤشرات توحي بأن واشنطن أخذت تكيّف نفسها مع بقاء الأسد لفترة طويلة في سدّة الحكم. وقد يعد كل ذلك مؤشراً على حدوث انقلاب وتداخل في الخطوط الاستراتيجية للحرب الدائرة في سوريا. وفي نفس الوقت، يمكن القول بكل وضوح (شاءت إدارة أوباما أم أبَت)، أن الحكومة السورية أصبحت أحد طرفي النزاع، و"داعش" و"القاعدة" تمثل الطرف الآخر.
ولا شك أن الخاسر الأكبر من هذه التطورات المتلاحقة هم الثوار السوريون المعتدلون المدعومون من الولايات المتحدة. وتحدثت تقارير كثيرة هذا الأسبوع عن أن البيت الأبيض أطلق عملية مراجعة شاملة للاستراتيجية الأميركية في سوريا، بعد أن رأى العديد من كبار المسؤولين فيه، وفي البنتاجون أيضاً، أنها استراتيجية لا تعمل على النحو المطلوب.
وفيما ينتظر الثوار السوريون المعتدلون والأصدقاء للولايات المتحدة انجلاء هذا الوضع المعقد، فإنهم يجدون أنفسهم الآن عالقين في زاوية غير آمنة.