الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا ننتظر من وفد المعارضة إلى جنيف؟

ماذا ننتظر من وفد المعارضة إلى جنيف؟

02.02.2014
د. عوض السليمان


القدس العربي
السبت 1/2/2014
لا بأس من الإشارة مرة أخرى إلى أننا مع أي حل يجنب الشعب السوري مزيداً من القتل، والتشريد، وتدمير الممتلكات والقرى والمدن والتي يقوم بها النظام بشكل ممنهج بأسلوب لم يشهده التاريخ، وفي ظل تواطؤ دولي مريب.
وإذ نعتقد أن مؤتمر جنيف فرصة هامة، فإننا نقصد أمرين اثنين، أولهما فإنه فرصة لإنقاذ سوريا وشعبها، وإنقاذ البلاد من التحول إلى دولة فاشلة وعالة على المجتمع الدولي ينقسم أهلها جماعات وفرقاً كلٌ يتبع دولة معينة أو أيديولوجية محددة. وثانيهما فجنيف فرصة أخيرة للائتلاف ليثبت للشعب السوري أنه بالفعل قادر على تمثيله والحديث باسمه. فنحن نعلم أن الائتلاف ذهب إلى المؤتمر دون كثير دعم شعبي أو حشد جماهيري، ولا تزال فئة من السوريين تشكك بالسيد الجربا وأعضاء الائتلاف الوطني وذلك بسبب ما ألحق الائتلاف بنفسه من أذى في مرحلة معينة من تشتت وعدم شفافية في الأمور التنظيمية والاقتصادية بل وبالارتباطات التي كانت على الدوام مثار ريبة.
حسمت المسألة طبعا، ووفد الائتلاف في جنيف فعلياً، فعلينا والحالة هذه أن نشد على أيدي المفاوض الذي ذهب- كما هو معلن على الأقل- لمناصرة الشعب السوري ورفع الحيف عنه. ويتوجب علنيا الآن النصح والدعم الإعلامي طالما التزم وفد الائتلاف بثوابت الثورة.
أعتقد أنه من أهم ما على الائتلاف عمله لكسب تأييد الشعب السوري أن يتمسك بأربع نقاط حيوية:
الإصرار على سقف زمني لنهاية التفاوض، مع تحديد جدول زمني لكل نقطة قد يتم التفاوض حولها.
منع وفد نظام الأسد من المراوغة وإطالة أمد المفاوضات إلى أجل غير مسمى، خاصة في ظل تنصل دولي من أي ضغط حقيقي على بشار الأسد، كاستخدام القوة أو التهديد بالفصل السابع على سبيل المثال.
التأكيد بقوة على رحيل الأسد، وأن جنيف 2 يتمحور في الأساس على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تستثني الأسد وكل من شارك في قتل الشعب السوري.
الطلب على الفور من الأمم المتحدة والقوى الفاعلة بفتح الممرات الإنسانية وإيقاف القصف الهمجي الذي يمارسه شبيحة الأسد في المدن السورية، ونسجل اعتراضنا على وفد الائتلاف حيث ذهب إلى جنيف قبل تحقيق هذه النقطة.
كما نودّ أن نشير إلى نقاط مساعدة ستكون عوناً لوفد المعارضة، وضغطاً على وفد الأسد، ولا ندري كيف لم يقم الائتلاف بتفعيل مثل هذه النقاط حتى اللحظة:
البدء فوراً ودونما تأخير بحملة إعلامية منظمة ذات زخم شديد لتعرية النظام السوري، وفضح أعضاء الوفد وعلاقاتهم المشبوهة وتصريحاتهم الكاذبة وتعاونهم مع المجموعات الإرهابية في العالم كحزب الله وغيره. وحسب خبرتنا بالمجتمع المدني الأوروبي فإنه يسقط كثيراً من الأشخاص بناء على سيرهم الشخصية وكذبهم ومراوغاتهم، أ فلا يستطيع الائتلاف تذكير العالم بتصريحات بثينة شعبان عن الإرهابيين الذين نقلوا 1400 طفل من اللاذقية إلى غوطة دمشق ثم قتلهم بالسلاح الكيماوي من قبل السعودية وبعض الدول الأخرى.
التعاون الفوري مع شركة رأي عام عالمية للدفاع عن الشعب السوري وصدقية مطالبه ومن يمثلها، مع التركيز على السيرة الذاتية والعلاقات المشبوهة لوفد النظام بشخوصهم وأسمائهم، كعلاقات الأسد مع حاشيته من النساء خاصة، وتعيين أصدقائه في المناصب العليا على خلفيات طائفية، والاستغلال الجنسي في مثل تلك العلاقات.
تنظيم نشاطات يومية فعالة في جنيف طيلة فترة انعقاد المؤتمر تتخللها مظاهرات ضد الأسد وأعوانه، وإقامة معارض صور ومصورات توثق قتل السوريين والهمجية الأسدية.
توسيع طاقم المفاوضات ليشمل ممثلين عن المقاتلين الذين أوصلوا الائتلاف إلى جنيف، فهم أحق بتمثيل الشعب السوري وهم أقدر على شرح معاناته.
الاستعانة بلجان وخبراء في القانون الدولي والإعلام، والسياسية والاقتصاد.
أخيراً فإن على وفد الائتلاف إذا كان صادقاً في مراميه بإنقاذ سوريا وشعبها أن ينسحب فوراً من أي نقاشات مع العدو في حال لم يتم تحقيق البنود السابقة خاصة الموافقة على الجدول الزمني ومسألة رحيل الأسد .