الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يجري في الجولان؟

ماذا يجري في الجولان؟

17.09.2016
رندة حيدر


النهار
الجمعة 16/9/2016
أثار سقوط قذائف صاروخية سورية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، والغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية رداً على ذلك، وتصدي الدفاع الجوي السوري للطائرات المغيرة واطلاقه صاروخي 200 - S عليها من غير أن يصيبها، تساؤلات داخل إسرائيل عن احتمال انهيار الهدوء الذي يسود الحدود وحصول تصعيد مفاجىء هناك يمكن أن يجر إسرائيل الى التورط في الصراع الدائر في سوريا بين نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين و"حزب الله" من جهة، وميليشيات المعارضة من جهة أخرى.
تدل الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع الرد السوري على هجوم طائراتها على رغبتها في احتواء الحادث وعدم الانجرار وراء التصعيد وذلك عملاً بالسياسة التي انتهجتها منذ بدء الحرب الأهلية السورية بعدم التدخل مباشرة في الصراع الدموي الدائر هناك، ما لم يخرق في رأيها الخطوط الحمراء وضعتها مثل الاعتداء على سيادتها، وانتقال سلاح متطور من سوريا إلى "حزب الله".
لكن سياسة عدم التدخل لا تعني أن إسرائيل ليست معنية مباشرة بتطورات الصراع على السيطرة الدائر بالقرب من حدودها، وسعيها الدائم إلى التأقلم مع التغيرات المتسارعة التي طرأت على الوضع على الأرض وخصوصاً سيطرة تنظيمات المعارضة على أنواعها على أجزاء واسعة من الهضبة في الجانب السوري، ومحاولتها انشاء قناة تواصل مع القوى المحلية الفاعلة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين من تنظيمات المعارضة ومعالجتهم في المستشفيات الإسرائيلية.
مما لا شك فيه أن الموقف الإسرائيلي من قوى المعارضة السورية متأثر الى حد بعيد بالتجربة الإسرائيلية الفاشلة في لبنان، ناهيك بالتخوف من تقديم الدعم العسكري لتنظيمات جهادية سلفية معادية مبدئياً لإسرائيل، لا يستطيع أحد أن يضمن ألا توجه سلاحها إليها بعد انتصارها على نظام الأسد.
لا يهم إسرائيل بقاء الأسد أو ذهابه، لكنها تتخوف من الفوضى العارمة التي قد يحدثها رحيله. وهي تدرك ان سوريا الدولة التي عرفتها لم يعد لها وجود، والمساعي الخارجية لتوحيدها لن يكتب لها النجاح في وقت قريب. وكما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي يعالون سوريا حالياً مقسمة الى كانتونات على اساس ديموغرافي طائفي، وتضارب المصالح بين الأطراف الخارجيين المتورطين في الحرب السورية لا يسمح بحسم عسكري قريب ولا بتسوية سياسية. لذا فهو لا يتوقع أن يؤدي الاتفاق الروسي - الأميركي على وقف النار الى هدنة تفتح الباب أمام مفاوضات وتسوية سياسية.
لا ترغب إسرائيل في التورط في القتال الدائر في سوريا، وهي تعول على الروس للحؤول دون ذلك.